TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الجامعة الاردنية... مواصفات الرئيس القادم أ.د.محمد القضاة
03/04/2016 - 7:45am
طلبة نيوز- بعيدا عن عمل اللجان والسير الذاتية والقائمة الذهبية وبورصة الأسماء الكثيرة والوساطات والطامحين والولادة أكانت عسيرة أم طبيعية  ، لا بد من قراءة مشهد الجامعة الاردنية في العقد الاخير لكي نستخلص العِبر والدروس، ونتوقف عند النجاح والإخفاق؛ خاصة أنّ العاملين في الجامعة من اساتذة وإداريين يرقبون بعيونٍ مفتوحة عمل اللجنة بدقة متناهية، وهو ما يفرض عليها وعلى مجلس التعليم العالي الدقة في وضع المعايير العلمية والإدارية  والموضوعية والأخلاقية  لاختيار رئيس غير مستهلك، يمتلك قدرات مشهوداً لها في الأوساط الأكاديمية والبحثية والعملية، قدرات في الاداراة والأكاديميا والمال والعلم والمعرفة والتخطيط وبناء استراتيجيات تؤهل الجامعة لتقديم مخرجات علمية متفوقة، رئيس شغله الجامعة؛ طلبتها وأسرتها، كي تستمر الجامعة بوتيرة علمية، تستطيع معها أن تشجع جميع العاملين العمل باخلاص وجدٍّ ونيةٍ صادقة .
 
مواصفات رئيس الجامعة الاردنية، لا تقبل اسماء باهتة لا تعرف الخمسة من الطمسة، ولا اسماء مستهلكة ضعيفة لا تستطيع ان تدير نفسها، الجامعة تريد رئيسا "سوبر مان" بكل ما تعنيه الكلمة من معنى؛ مواصفاته تتجاوز الجغرافيا بكل أشكالها وصورها وألوانها ومواصفاتها؛ لا تهتم بالإعمار أكُبرت أم صغرت؛ وترفض من جُرب في موقع استغله لصالحه ، فهذه جامعة الاردن الاولى لا شركة تجارية ، ولا هدية تقدم جائزة لارضاء أي كان . وقد جربت الجامعة في العقد الاخير البعض المثير وكانت النتيجة ان الجامعة "مكانك سر"، وبالتالي يجب  ان تشعر أسرة الجامعة ؛ عاملون وطلبة ان بيتهم الجامعي يستوعب الجميع على قاعدة الانجاز والابداع والكفايات المتميزة ، وهذا يتطلب ان تتخلص الجامعة من التركات الثقيلة  ومفارقات المحاصصة، لكي تنافس جامعات العالم لا الجامعات الناشئة. 
 
نعم هذه جامعة يجب ان تتجاوز المألوف في اختيار رئيسها، ويجب ان يحكم عمل اللجنة العلم والمنطق والتأني في الاختيار لا الفزعات والعجلة، لانها تحتاج الى عقل علمي  متميز ومنفتح على الاتجاهات كافة ، يمتلك مواصفات القائد الجامع الرائد في بناء الاستراتيجيات الأكاديمية والعلمية، قائد لا يعرف وسيلة ولا بابا غير العلم والموضوعية، ولا يقبل لغة المحاباة والمحاصصة والصور السلبية ، وهنا لا بد من ترجمة ذلك باختيار الرئيس النموذج الذي يفتح ابوابه للابداع والابتكار والبناء، ويخطط ليل نهار كي تعود الاردنية قبلة للعلم والعلماء، ومكانا غنيا بالطاقات والبحث العلمي والورش والمؤتمرات والانجاز ، وهذا ليس حلما؛ لان الجامعة تمتلك من الطاقات والخبرات والامكانات ما يؤهلها لان تقود الوطن بعقلها وعطائها وحضورها على مر السنين. 
 
وفي الختام لا نقلل من جهد اي مسؤول تولى رئاسة الجامعة فكل واحد اجتهد في حدود امكاناته من اول رئيس حتى أخرهم، ولهم مني شخصيا صادق التقدير على ما بذلوه، وأسرة الجامعة تقدر كل انجاز ونجاح، وتنتظر في الآن نفسه من يحل مشكلات الجامعة كلها؛ المالية والإدارية والبنية التحتية، والازدحام اليومي على مداخل الجامعة (البوابات) صباح مساء، ودخول سيارات الطلبة الذين يزاحمون الأساتذة والموظفين داخل الجامعة، حتى بات العاملون يشكون من الزحام والطلبة يتذمرون من الطبقية ممن يدخلون بسيارات فارهة خاصة ان كثيرين من الطلبة لا يملكون ثمن ساندويشة ؟! ومع الاسف هناك قضايا معلقة منذ زمن بعيد تتعلق بالتغيير المستمر لشروط الترقية وعدم ثباتها، وغياب الحوار الدافئ، وسياسة التهميش التي يتحدث بها قطاع كبير من اساتذة الجامعة، يضاف الى كل ذلك اعداد الطلبة الخرافية داخل غرفة المحاضرة، وموضوع التدريس الالكتروني، وموازنات الكليات الانسانية الهزيلة، والمختبرات العلمية المهترئة، وتجديد مختبرات الحاسوب وتوسيعها، وتشجيع البحث العلمي وتخصيص المال الكافي له وللمؤتمرات الداخلية والخارجية ، وضرورة فتح أبواب التنافس بين اساتذة الكليات في التدريس والبحث العلمي وتخصيص جوائز مجزية للمسارب المقصودة، فضلا عن أهمية اعادة الحوار بين قمة الهرم واساتذة الكليات، اضافة الى أحياء سُنة حفل الاستقبال السنوي لأساتذة الجامعة بداية العام ونهايته، وإيقاف التعيينات بكل اشكالها، وتصويب القرارات التي أثرت على عمل الأقسام العلمية في الكليات كافة؛ خاصة ان هناك أقسام أكاديمية وكليات فيها اساتذة لا أنصبة تدريسية لهم، وهناك كليات لا تجد من يقوم على تدريس طلبتها. وما يزيد حزني انحياز دائرة الإعلام في الجامعة ونشراتها لطرف دون اخر، فضلا عن إصرارهم على تغييب اي مقالة ناقدة، وللأسف لا تجد للرأي الأخر اي وجود في اعلامهم، والأدلة كثيرة ولا حصر لها. نعم، نحن بانتظار رئيس يأخذ على عاتقه اعادة الألق للجامعة وأسرتها دون تهميش اي طرف كان. 
 
وبعد؛  آن أن تعود الجامعة من رحلتها في عالمها الافتراضي  لتحط على ارض الواقع، فما عاد يجدي ان نرتدي نظارة خاصة لنجوب في اروقة عالم الجامعة الافتراضي دون ان نترجم هذا العالم الى حقيقة ملموسة وواقع معيش، ينعكس في نوعية الخريجين في التخصصات كافةً. mohamadq2002@yahoo.com

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)