TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الجميع على موعد مع تداعيات «إنهيار» المفاوضات
16/04/2014 - 9:15am

طلبه نيوز
وصول ملف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية الى لحظة الجمود، يعني منطقيا ان المعادلة الفلسطينية قد تدخل في مرحلة اعادة ترتيب وصياغة البيت السياسي. الوضع الفلسطيني الذي ارتهن كليا في الفترة الأخيرة لمسار تطور المفاوضات، قد يكون على موعد مع تداعيات انهيار هذه المفاوضات.
التركيبة السياسية الفلسطينية، التي عملت على تجيير الواقع السياسي الفلسطيني لمصلحة مشروع التسوية الامريكية، قد تكون امام تحديات حقيقية قد يصعب عليها التعامل مع تداعياتها في المستقبل القريب.
الأخطر ان المعادلة الفلسطينية اليوم، وانعكاسات شكل ادارة المشهد الفلسطيني، لم يعد محصورا على رام الله والفريق المحيط بالرئيس «منتهي الصلاحية»، على حد التعبير الأخير الذي بدأت الصحافة العالمية بتداوله مؤخرا.
وصول هذه التداعيات الى المخيمات الفلسطينية في الدول المضيفة، هو خطر لا يمكن السكوت عليه، خصوصا في هذه المرحلة.
لبنان يواجه اليوم أهم تحديات التعامل مع تداعيات طريقة «حكم الفرد» التي تتم ادارة السلطة الفلسطينية بها، والتي أدت الى خلق صراعات حقيقية على عدة جبهات، أهمها المخيمات الفلسطينية في لبنان. مصادر دبلوماسية عربية وغربية وصفت طريقة ادارة السلطة الفلسطينية بأنها تتسم بالشخصنة والضدية والتفرد في القرار. دبلوماسي غربي أكد ان الغرب يدرك تفاصيل هذه التصرفات وخطورة تداعياتها، لكنه في المقابل – اي الغرب- انساق وراء مراهنة الادارة الامريكية على الاستفادة المباشرة من ملف المفاوضات، عبر المحافظة على الرئيس الفلسطيني محمود عباس والابقاء عليه في السلطة. مصادر امنية عربية اكدت انه لا يمكن للدول المضيفة لمخيمات اللاجئين ان تقبل استمرار حالة الاستهتار، واللعب بورقة أمن المخيمات، أو حتى ادارتها بسياسة تهدف الى اشباع غرور بعض أفراد السلطة، او تصفية حساباتهم الشخصية على حساب استقرار المخيمات في واحدة من أدق المراحل الأمنية التي يمر بها الاقليم. على صعيد آخر يبدو ان وصول التسوية الفلسطينية الى طريق مسدود، بالتزامن مع وصول الأزمة السورية الى مرحلة ضرورة العودة الى طاولة الحوار، قد يعني تحولا في الاهتمامات، وبالتالي يعود ملف التسوية السورية ليتصدر واجهة الاهتمام. اللافت أن وصول ملفات التسوية الى طريق مسدود، أدى ايضا الى تشابك ضمني لكثير من الملفات الاقليمية، سواء على صعيد مكافحة الارهاب، او اعادة ترتيب المشهد السياسي في عدة اماكن على مستوى الاقليم. الاردن معني تماما بالنأي بنفسه عن ثلاثة ملفات مهمة،
الاول: اتساع دائرة الارهاب في المنطقة، واقتراب خطر لجوء كثير من الجماعات المسلحة في سورية الى المناطق الحدودية المحاذية لحدودها الجغرافية.
والثاني: التعامل مع تداعيات وصول ملف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية الى نقطة الانهيار، وبالتالي الاستعداد الضمني للتعامل مع التصعيد الاسرائيلي، وردات الفعل الفلسطينية.
الثالث: اعادة قراءة المشهد السياسي الفلسطيني، وتغيير موازين القوى السياسية والشعبية، وبالتالي التعامل بطريقة تنأى بالأردن عن التجاذبات السياسية وانعكاساتها على المخيمات الفلسطينية.
باختصار؛ الأردن معني بمراقبة تطورات الاحداث في المنطقة، والاستعداد لمواجهة تداعيات تعطل مشروعات التسوية التي قد تعزز فكرة توسع دوائر الاشتباك والفوضى على المحورين السوري والفلسطيني.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)