TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الجيل الذي بنى ..ولكن
11/04/2018 - 9:00am

متابعة القنوات الاخبارية والصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية والمؤلفات الصادرة والتواصل المباشر تكاد تعطي جميعها فكرة واضحة عن مايدور في كل جزء من الوطن العربي لابل يكاد الحديث ان يكون واحدا في معظم الامور السياسية والاقتصادية والدينية والتعليمية والبحث العلمي والصحية والفساد واخواته وغيرذلك من الامور.
على المستوى الشخصي، كنت امينا عاما ورئيسا لاتحاد اطباء الاطفال العرب لفترة قاربت 8 سنوات وممتحنا في المجلس العربي للاختصاصات الطبية لمدة زادت عن العقدين من الزمان زرت خلالها معظم الدول العربية مرارا وكونت من خلالها صداقات كبرت مع الزمن، وفهما بمنتهى الوضوح اننا في العالم العربي اوجه عديدة لعملة واحده في معظم نواحي الحياه، مع فروق بسيطه اكثرها شكليه.
استقلت دولا اسيوية عديدة مع معظم الدول العربية عن المستعمر في عالمنا الثالث الذي ننتمي اليه في نفس الوقت من القرن الماضي تقريبا.لا مجال للمقارنه بين ما حققته تلك الدول من تقدم بعالمنا العربي. مثال على ذلك كوريا الجنوبية وسنغافورة والهند وماليزيا وحتى تركيا .اذا ماتمت المقارنة بين أي دولة عربية وهذه الدول تجدنا لا ننافس هذه الدول لااقتصاديا ولا سياسيا ولا علميا والحقيقة في معظم نواحي الحياه.
هناك اسباب لاحصر لها لتذيل معظم الدول العربية قائمة التحضر والتنمية ولامجال لمناقشتها في هذا المقال ،ولكن ما يلفت الانتباه سببا يبدوا غريبا وقليلا ما يجري الحديث عنه ولكنه محوري في اثره على تطور عالمنا العربي. الجيل الذي بدأ بناء الدولة في معظم الدول العربية كان جيلا متحمسا متسلحا في حب الوطن والامة عانى الامرين من الاستعمار والجهل والتجهيل والتفرقة حتى حوالي الثلث الثاني من القرن الماضي تقريبا وراح يشق الصخر باحثا عن ثروات وطنه ويبني مسيرة واعده ويؤسس الاحزاب ويطور كل نواحي الحياة حيث استمرت هذه الصحوة و العزيمة الى حوالي بداية تسعينيات القرن الماضي. ان الجيل الذي بنى باخلاص قواعد الدولة في معظم الدول العربية بعد استقلالها هو نفسه الذي هدم سقوفها وقواعدها.فالذي بنى الجيوش والجامعات والمدارس والصناعات والاحزاب والزراعة وغيرها من قواعد بنيان الدولة هو الذي هدمها او سيهدمها وهذه ظواهر واضحة للعيان تكاد تراها في معظم الدول العربيه. بدأت اطلالة النكسات الواحدة تلوى الاخرى على عالمنا العربي منذ نهاية القرن الماضي تقريبا وتجلت في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين وحتى يومنا هذا.
لماذا هدم الجيل (الباني) او سيهدم مابناه؟.
لقد حقق أعضاء الجيل (الباني) انجازات هائلة في العالم العربي وبرزت اسماؤهم واصبح يشار اليهم بالبنان وحصلوا على كل انواع المناصب والالقاب ، وتشكلت لديهم مصالح وهذا يعني بالضرورة تشكل مجموعات تحكم ومصالح (اسمها الحقيقي شلل) واتخذت وسائل خارجيه وداخليه جهويه وعرقيه وطائفية وتاريخية وحزبية واقتصاديه وغيرها من الواجهات كنقاط ارتكاز.
ان اخطر ما صنعه اعضاء الجيل (الباني) ليحافظوا على مكتسباتهم الشخصية هو تفضيلهم مبدأ الولاء على مبدأ حسن الكفاءة والأداء، فأختاروا اشخاصا لتولي المناصب القيادية بعدهم أو معهم يتصفون بالولاء لمصالح هذا الجيل(الباني) ولوعلى حساب الكفاءة وحسن الاداء وحتى الانتماء،فأكل أعضاء الجيل (الباني) انجازاتهم وهدموا أو سيهدموا أوطانهم وهذا لايحتاج للذكاء لمشاهدته بوضوح في معظم الدول العربيه وفي كل مناحي الحياه وكل ما لا اتمناه اننا امام فرصة ضئيله لاصلاح هذا الخلل الصارخ لاننا لا نفعل الكثير لمنعه والوقاية منه.
أ.د.عبدالكريم القضاه
الجامعة الاردنية

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)