TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الحكومة والنقابة ولعبة التذاكي والتباكي!
04/10/2019 - 12:00pm

د. مفضي المومني.

وماذا بعد؟ دخلنا في لعبة التذاكي بين النقابة والحكومة…الموضوع اصبح كرة ثلج متدحرجة تكبر ولا تصغر، الحكومة لم تكن ابدا بمستوى الحدث، الحكومة الآن في مواجهة الأهالي، الحكومة اسقطت كل اوراقها برعونه، اين من يدير الأزمة اين الذكاء؟ الحكومة فتحت كل الجروح التي كانت مضمدة، الناس تتحدث بكل صراحة ودون خوف عن كل ما كان يحكى في الخفاء، الحكومة التي من المفترض انها صاحبة الولاية لم تفعل اي فعل يدل على فهم ما يحدث، بيانات تصدر من هنا وهناك تشكوا وتشيطن المعلمين وتتباكى على مستقبل الطلبة، لم تفلح الرسائل الألكترونية ولا اليافطات ولا (ام كلب ولا ابو لمواس ولا اصحاب السوابق) في استفزاز المعلمين او تخويفهم او تغيير موقفهم، وكنت لا أتمنى الزج في القضاء بهذه الأزمة وبهذه الطريقة لأن الأمور مكشوفة والشعب لم يعد يعتمد او يثق بالاعلام الرسمي ولا بالتلفزيون الرسمي ولا كتاب الدعسه الفجائيه، أنا والله مشفق على الحكومة وقد نصحت في بداية الأزمة أن الأمور اذا لم تعالج بحكمة ستفقد الحكومة هيبتها ونحن لا نريد لها ذلك، نريدها قوية تحمل هم الأردنيين الشرفاء، رغم خيباتها ورغم ضعفها ورغم ورغم… انا تحدثني نفسي مثلما تحدث الأردنيين الشرفاء ان (الحكومة مش طالع بإيدها إشي)، بصراحة لان كل ما تقدمت به الحكومة من معالجات لا يرقى لتفكير مبتدىء في الإدارة، معالجات امنية وإدارية لم تنتج شيء لا بل زادت الطين بله، والبت الأهالي على الحكومة وزادت من شعبية النقابة والمعلم، ونحن نرى المناسف واطباق الحلوى تتوارد إلى المدارس! وعدم إستجابة الناس لكل ما طلب منهم حد الستخفاف وضرب الطلاق، لا افهم هل الحكومات وجدت لتناكف الشعوب ام لتخدمها؟ هل تقرأ ما يكتب على مواقع التواصل؟ لم يعد في الأمر محذورات، صحيح أن ليس كل ما يشاع صحيحا ولكن (العيار اللي ما بيصيب بيدوش)، لو أو إذا، نجحت الحكومة في إعادة المعلم إلى صفه بالعصا فقد هزمت الوطن ولن يعود لها أي الحكومة رصيد بين الناس، أحسب أن الحكومة ادخلت نفسها في أزمة كانت بغنى عنها، أدوات الحل كانت بمتناول اليد، لكن ربما هنالك من يعمل من تحت الطاولة للتأزيم والتقزيم!
النقابة حدث ولا حرج، حققت النجاحات من خلال إخفاقات الحكومة وليس بذكائها، لم تتكلف الكثير من العناء، مع انها حديثة العهد بالإضرابات والإدارة النقابية، سبق وأشرت انه كان بإمكانهم المناورة مع الحكومة وعدم رمي جوكر الإضراب مرة واحدة ورقم ال 50%، والوقوف بمواجهة الحائط! لكنهم كسبوا تعاطف الناس بيد الحكومة، وهنا لا اناقش احقية المعلم فالكل متفق على تحسين حياة المعلم وكل فئات المجتمع، القضية اصبحت فلم كاوبوي امريكي الحكومة تعتمر قبعة تغطي عيونها وبيدها مسدس وفي المقابل النقابة تعتمر قبعة لا تغطي عيونها وبيدها مسدس، والجمهور ينتظر من سيسقط! يا الله هل يلزمنا كل هذا؟ من يقود البلد من يدير الأمور ؟ اين نحن؟ انا لا اعفي النقابة ولا الحكومة لأن الحل بأيديهما، الناس ركبت موجة الإضراب واخرجت احتقاناتها واصبح الموضوع دغدغة عواطف للناس والنقابات الأخرى، ليطالب كل من يعتقد انه منقوص حق بحقه، هل سننتظر ان تكبر كرة الثلج وان يقاد البلد إلى الفوضى لا سمح الله، اصلحوا كل شيء لم يعد ثمة مخفي، ولن اكون ساذجا لانقل ما يقولون، في هذا الشهر قرأنا كل ما هو صحيح وقبيح واشفقنا على بلدنا، ولعنا كل من ساهم في تردي اوضاعنا… ومن سرق من اعين الأردنيين الفرح!
اتمنى ان نخرج من هذا المأزق وأن تنتهي الأزمة لا غالب ولا مغلوب نريد للوطن أن ينتصر نريد للبلد أن يتقدم، كيف سنستشرف مستقبل اجيالنا ونحن ما زلنا نبحث عن الفتات بين أنياب السارق والمارق؟ نحب ان يستعيد بلدنا ألقه، ولن يكون ذلك بالكلام والتنظير والكذب والنفاق، أخلصوا النوايا وأحسنوها ودعونا نطوي صفحة القبح وننتظر الصبح… .(أليس الصبح بقريب)صدق الله العظيم… حمى الله الأردن.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)