ضمن الأسبوع الثقافي الثاني الذي تقيمه مكتبة جامعة إربد الأهلية، القى الدكتور محمد العتوم/ كلية العلوم وتكنولوجيا المعلومات، محاضره في الجامعة تحت عنوان التنمر الالكتروني، في القاعة الهاشمية.

وتناول الدكتور العتوم بعد ترحيبه بالحضور، بكلمة قال فيها: مع التطور التكنولوجي، تطورت أشكال الإيذاء المتكرر (التنمر) لينتقل من العالم الواقعي إلى العالم الافتراضي لتنعكس نتائجه مجدداً على أرض الواقع، وباتت ظاهرة المضايقات الإلكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي تنتشر في أوساط المجتمع الأردني، كما في بقية البلدان حول العالم.

وعرف الدكتور العتوم التنمر بأنه شكل من أشكال الإساءة والإيذاء المتكررين، كالتحرش الفعلي والاعتداء الجسدي، تجاه شخص يكون غالباً أضعف من الشخص القائم بهذه الأفعال أو من يطلق عليه اسم التنمر، ومع التطور التكنولوجي تطور التنمر ليتعدى العالم الواقعي وينتقل إلى العالم الافتراضي، ليطلق عليه اسم التنمر الإلكتروني والذي يعرف بأنه  استخدام الإنترنت والتقنيات المتعلقة به من أجل إيذاء أشخاص آخرين بطريقة متعمدة ومتكررة وعدائية.

وأضاف الدكتور العتوم بأن هناك حالات من التفكك الأسري التي تعاني منها الأسر مما يغيب الرقابة على الأبناء ويحد من فرصة توعيتهم، أو غياب الوعي لدى الوالدين أو انشغالهم عن أطفالهم في العمل، وبان الضرر الذي تسببه ظاهرة التنمر الإلكتروني لا يقتصر على العلاقات الاجتماعية فحسب، بل يتعداه إلى التسبب بمشاكل نفسيه قد تصل إلى الانتحار، وأن التنمر الإلكتروني ينتج عنه عدة مضاعفات لدى الشخص الضحية كتدني الثقة بالنفس والاكتئاب والقلق النفسي وزيادة الوزن، وأن الضحية تصبح تميل إلى الانعزال عن الناس والخوف من المستقبل، وأن التنمر الإلكتروني يدفع الضحية لتصبح عدوانيه ولديها الرغبة الدائمة في الانتقام ويتسبب باضطرابات بالشخصية كإيذاء الذات، وبأنه ليس بالضرورة أن يكون المتنمر مريضاً نفسياً وإنما هو شخص يتمتع بالاستهزاء بمن هم أقل منه وتعذيبهم.

وفي سياق التعامل مع الضحية يوضح الدكتور العتوم بأنه علينا أن نتعامل مع الضحية بتعزيز الثقة بالنفس، وأكد على أهميه توعية الطفل وتعليمه كيف يحمي نفسه بإعطائه أمثلة عن كيفية استخدام وسائل الاتصال الحديثة لمنع من يؤذيه من الاستمرار بإيذائه، كما أنه من المهم  تشجيعه على أن يخبر الأهل والأصدقاء والمعلمين عن حالات التنمر ويطلب مساعدتهم.

وبين الدكتور العتوم بان قانون الجرائم الالكترونية الأردني ينص في مادتيه الثامنة والتاسعة على أن كل من قام بإرسال أو نشر بيانات أو معلومات عن طريق الشبكة المعلوماتية أو أي نظام معلومات تنطوي على ذم و قدح أو تحقير أي شخص فسيعاقب، وتنص المادة التاسعة على أن كل من أرسل أو نشر عن طريق الشبكة المعلوماتية أو أي نظام معلومات قصدا كل ما هو مسموع أو مقروء أو مرئي منافٍ للحياء موجه إلى أو يمس شخصا لم يبلغ سن الثامنة عشرة من العمر فسيعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر و بغرامة لا تقل عن 300 دينار ولا تزيد على 500 دينار أردني.

وبنهاية المحاضرة قام الدكتور العتوم بالإجابة على أسئلة الحضور واستفساراتهم، بحضور الدكتور خليل بطاينة مدير دائرة المكتبة، وجمع كبير من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية، وطلبة الجامعة، والذين تمنوا أن تتكرر مثل هذه المحاضرات المفيدة بمحتواها والتي تتناول موضوعات الساعة.