TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الرئاسات الجامعية أسئلة غير بريئة!!
18/04/2016 - 4:45am

طلبة نيوز- د. مفضي المومني.

بداية لا بد من تهنئة الرئيس الجديد للجامعة الأم الأردنية ونقول له أعانك الله على حمل الأمانة ونتمنى لك التوفيق والنجاح والسداد، وبنفس الوقت كل الاحترام للمتنافسين في المثلث الذهبي، وهم جميعا قامات أكاديمية من رحم هذا الوطن وان اختلفت الاجتهادات.
ومن موقع المراقب لتجربة إنهاء خدمات وتعيين رؤساء الجامعات الأردنية وما تم لتاريخه في عهد الحكومة الحالية وفي عهد وزيري التعليم العالي الحالي والذي سبقه، وما تم طرحه عندما استحدثت التجربة، وصاحبها الكثير من المصطلحات الرنانة، لضبط عمليات التعيين وإنهاء الخدمات لأي رئيس جامعة مثل، الحوكمة والشفافية والمؤسسية والنزاهة، التي سوقتها الحكومة من خلال الوزارة ومجلس التعليم العالي، وللحقيقة فنحن شعب طيب ونصدق الحكومة! ولو من باب أن نخلق فرحة أو أن تغبطنا بتجربة ناجحة، ولم نكن عدميين، وتمت عمليات الإنهاء والتعيين، وكانت كل مرة تشكل ملحمة وشخوص واجتماعات وتنسيبات ومجالس ومعايير وغيرة إلى أن نصل إلى الرئيس المنشود، ونغلق الصفحة ونبحث عن ملحمة أخرى، وكما أسلفت سأعرض بعين المراقب ما تسرب وما عرفناه في كل مرة لأصل لنتيجة، هل فعلا تم تطبيق معايير الشفافية والنزاهة؟ أم لم تطبق؟ هل تدخلت الحكومة أو الوزير في التعيين؟ لنرى ماذا حصل وملخص السيناريوهات في كل مرة، طبعا أرجو أن اثبت احترامي لجميع المتقدمين أيا كان التنافس بينهم، وكذلك احترامي لمن تم اختيارهم فهم وكما أسلفت جميعا أكاديميون من رحم نظامنا التعليمي يختلفون في الكفاءة ولكن لا نظن عليهم في وطنيتهم وحبهم لبلدهم وجامعاتهم إلا إذا أثبتوا عكس ذلك.
بداية في تعيين رئيس الجامعة الألمانية وكما تسرب واتضح لاحقا، فان عملية تعيين الرئيس لم تخضع لمعايير ثابتة للمتقدمين، وتم اختصار العملية في النهاية وزكى كل عضو في اللجنة شخصية أكاديمية وشطبت بقية الأسماء، وتم التنسيب بالرئيس دون وضوح التنافس أو المعايير، وكما قيل في حينه الرئيس جاء بدعم من شخصية حكومية بغض النظر عن التنافس والشفافية، وعند اختيار رئيس جامعة الطفيلة تقدم المتنافسون وجرت المقابلات ووصلت اللجنة إلى الثلاثي الذهبي وكما تسرب تم تعيين رقم ثلاث مع أن الأول يسبقه بنقاط تصل الى 8.5 نقطه،وتم إغلاق الطابق ولم تكن الأمور كما سوق لها المجلس والوزارة،وفي تعيين رئيس آل البيت وكما يعرف الكثيرين فقد تم تعيين من انسحب من عضوية اللجنة المشكلة للاختيار، وأجريت عمليات المقابلة والمفاضلة مع ان التسريبات تقول أن الرئيس تم إبلاغه بتعيينه منذ تشكيل اللجنة وإعطاءه الضوء الأخضر للانسحاب منها، أما جامعة العلوم والتكنولوجيا فقد تمت العملية كما هو معلن مع ما رافقها من تقارير لجان التقييم الايجابية للرئيس ومن ثم النكوص عن ذلك والسماح للرئيس المقال للتقدم مع غيرة من الاكاديمين وإجراء المقابلات والمفاضلة والوصول للثلاثي الذهبي وكان الفارق كما قيل 13 نقطه بين الأول والثالث الذي تم اختياره،مع ما صاحب ذلك من تغيير أعضاء مجلس التعليم العالي بشكل دراماتيكي، وتم إغلاق الطابق مرة أخرى، أما في حالة جامعة اليرموك فقد تم إقالة الرئيس مع تقاريره الايجابية ولم يعتد بها، ومن ثم عينت لجنة جديدة ومعايير جديدة للاختيار، وبرز اللغط في المعايير عندما أضيف معيار العمل في منظمات دولية ليخدم متقدم بعينه ويعطيه 8 نقاط زيادة عن غيره وتم تعيين الرئيس رغم كل التحفظات، أما في حالة الجامعة الهاشمية فقد تمت أمور التجديد للرئيس بشكل سلس للنجاحات التي حققها الرئيس ووضع الجامعة المالي والعلمي الجيد، ثم انتقلنا إلى الجامعة الأم وحدث ما حدث وكلنا نعرف إنهاء خدمات الرئيس مع كل التقارير الايجابية، وما رافق ذلك من إسقاطات وان التغيير مسيس، وناتج عن صراع حكومي نيابي شخصي واستقبال رئيس الوزراء للرئيس والاتصال مع وزير التعليم العالي داعما، وبعد ذلك وضع مجلس التعليم العالي معايير جديدة لاختيار الرئيس كما أعلن معالي وزير التعليم العالي ومن ثم خرجت اللجنة المشكلة عن الأسلوب المفترض ولجأت إلى استقطاب أسماء متقدمين تم تقليصها إلى 12 ومن ثم وصلت اللجنة للمثلث الذهبي، وصاحب إعلان أسماء الثلاث المنسبين لمجلس الجامعة تصريحات، مثل انتظار وزير التعليم العالي لرئيس الوزراء لحين حضوره من السفر لاستمزاجه! وهنا يبرز سؤال كبير أين دور مجلس التعليم العالي صاحب الولاية بالتعيين؟ وهل مزاج ورأي رئيس الوزراء يُفُرض ََ عليهم أي مجلس التعليم العالي؟ وتم الاجتماع وتلاه اجتماع المجلس والذي قرر تعيين الرئيس الجديد للأردنية وكانت المفارقة انه الثالث بالنقاط كما سرب، ومع تقارب النقاط الأول 79.6 وهو ليس من أبناء الأردنية والثاني والثالث من أبناء الأردنية 78.7 و 78 على التوالي، واكرر احترامي لهم جميعا فهم قامات أكاديمية بارزة ويشهد لهم تقدمهم الجميع، أما المفارقات التي شكلت علامة فارقة في كل ما حصل لتاريخه بقضية إنهاء وتعيين رؤساء الجامعات
وتغيير اللجان والمعايير، أن الشفافية قد تكون حاضرة في التقييم والمقابلات ولكن عند التعيين تغيب ويحضر الأمر من فوق وكما يقولون هنالك حسابات أخرى، وحري بلجان الاختيار أن تأخذ بالحسبان هذه الحسابات أيا كانت، وبعض الأحيان يستخدم المجلس مزاجية أفراده مخالفا للمعطيات التي تأتي بها اللجان، وأما أهم المفارقات التي لاحظتها، تكرر اسم أكاديمي بارز يرأس صندوق دعم البحث العلمي منذ أربع سنوات، وتواجده الدائم في قائمة العشرة وفي المثلث الذهبي وتقدمة الجميع على الأقل في جامعتين هما الأردنية والتكنولوجيا ومع ذلك لم يحصل على فرصة، وهنا لا بد من التوقف عند هذه الظاهرة، فإذا كان في المقدمة مع تغير اللجان والمعايير فلماذا لا يعين؟ وان كان غير مؤهل كيف يصل في كل مرة للمركز الأول أو المراكز المتقدمة، وما الجدوى إذا من تصنيف المتقدمين ؟ مع انه ومن خلال رئاسته لصندوق البحث العلمي يسجل له محافظته على أموال الصندوق وتحصيل فوائض مخصصات البحث العلمي للجامعات مما حفز الجامعات على زيادة الإنفاق على البحث العلمي والابتعاث وهو هدف وغاية نتمناها جميعا لمسيرة التعليم العالي في بلدنا والتنافسية على الصعيد العالمي ولن تمنعني صداقتي له من التحفظ في أنصافه، ثم إن تعليق معالي وزير التعليم العالي في جريدة الرأي بتاريخ 17/4 استوقفني فقد قال معاليه إن اختيار رئيس الأردنية، تم لأنه كان نائب الرئيس وليتمكن من متابعة المشاريع والاستمرارية بها، فإذا كان ذلك لماذا تم الاستغناء عن الرئيس السابق إذا كان هنالك مشاريع ناجحة وتحتاج لمتابعته، مكررا احترامي للجميع لكني أناقش منهج وسياسات ومعايير يجب أن نحترمها وان نطبقها وان لا نبقى ندور في حلقة مفرغة من المزاجية والعشوائية، متمنيا دائما أن نبتعد عن دائرة التنظير وان نطبق فعلا ما نؤمن به، حيث أن التجربة للان لم تستطيع إثبات النزاهة والشفافية، لان كل الحالات التي تمت في موضوع رؤساء الجامعات تحمل فعلا أسئلة غير بريئة ، تجعلنا نطلب أن نتوقف عن كل ما تم من لجان ومعايير وغيرة والعودة إلى الأسلوب القديم، اختيار الرئيس مباشرة من أولي الأمر، دون تغطية اللجان ومقرراتها التي لا يؤخذ بها في النهاية أي النتيجة واحدة،فقد تعلمنا من هذه الحكومة أنها تضع انفها في كل شيء، ولا يلوح في الأفق من خلال الممارسات التي تمت أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، وننتظر التجربة القادمة في جامعة البلقاء التطبيقية فالاستحقاق في الأفق، ونأمل أن ما تم لتاريخه ومع أخطائه سيكوِن درسا نتعلم منه في تعيين وإنهاء خدمات الرؤساء بسلاسة ونزاهة وشفافية لما فيه مصلحة جامعاتنا ومؤسسات ونظام التعليم العالي في بلدنا....حمى الله الأردن.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)