TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
.. الشاطئ المتصالح!
08/03/2014 - 2:30am

طلبة نيوز-طارق مصاروة
لا نظن أن من المصلحة أن ندخل في أزمة قطر مع شركائها في مجلس التعاون الخليجي. فنحن رغم دعوتنا إلى عضوية المجلس، لسنا عضواً فيه. ومن أسوأ أنواع السياسة أن تدخل معتركاً لا ترى نهايته، أو أن لا يؤدي تدخلك إلى تغيير معادلاته، رغم أن الدوحة لم تقصّر..وكانت تحب أن نتهارش.. لكن شيئاً ما في بلدنا يذكرنا بتمني الإمام علي، بأن يكون له رقبة كرقبة الجمل!!. فالأقدمون كانوا يعتقدون أن الكلام يخرج من القلب أو من العقل عن طريق الرقبة.. وكلما طالت الرقبة أمكن الحليم إعادتها قبل أن تخرج من.. الفم!
لم نفهم طيلة العقدين الأخيرين السبب في بحث قطر عن المشاكل. وكانت تقبل وضع الصيف والشتاء على سطح واحد: مع إسرائيل ومع المقاومة اللبنانية. وحنى نشبت حرب 2006 خرج وزير الخارجية القطري من مطار بن غوريون بطائرته - وقد كان يستجم في هيرزيليا - إلى بيروت «ليقاتل» مع حزب الله! ودون تردّد قبلت قطر فتاوى شيخها القرضاوي الذي كَفّر الشيعة، والنصيرية وحزب الله بالذات!
هناك شعور في قطر بأنها يمكن أن تلعب دوراً أكبر من حجمها. ومع أن هذا ليس ممنوعاً في علم الطموح، إلا أن هذا النوع من الأدوار لا يمكن شراؤه بالمال، أو القفز فيه من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار.. دون إعطاء المتابع فرصة للتنفس!!. وأغلب الظن أن قطر تعتقد أن «الجزيرة» هي التي صنعت الربيع العربي، وهي التي اطاحت بابن علي، ومبارك، وعلي صالح.. وتكاد تطيح ببشار الأسد. ومثل هذا الاعتقاد يحمل نمطاً من احتقار الشعوب العربيّة.. بحيث يمكن وضعها في موقع غير حميد.. وبأنها ببغاوات عقولها في أذنيها!
إن الصبر هو قاعدة العمل السياسي في الخليج، وتستطيع الدولة الخليجية أن تصبر سنوات قبل أن تقول كلمة. خاصة في العلاقات بين دول الخليج وقادتها. ويبدو أن السعودية والامارات والبحرين لم يبق في قوس صبرها منزع، فكان الاحتجاج المهذب باستدعاء سفرائها من الدوحة.. الأمر الذي يعطي قطر فرصة إعادة النظر في الدور الذي تبحث عنه، وتحاول أن تضعه في حجمه.. وحجم الإمارة الصغيرة، فالغاز، أو الجزيرة، أو أي نمط من أنماط تصوّر القوة، لا يقلب الموازين، فبريطانيا حكمت الهند وامتد ظلها على الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا.. وكانت الولايات المتحدة وكندا مستعمرتين من مستعمرات التاج. لكن بريطانيا لم تكن حالة كرتونية!
وحين تقلّص ظلها لملمت نفسها داخل القارة الأوروبية، وأخذت حجماً في مستوى قوتها الحقيقية.. قوة الصناعة، والخدمات، ونوعية اللعب السياسي الذكي!

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)