TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
العلم في الزرقاء أضواء، مهداة إلى رئيس الجامعة الهاشمية
23/02/2020 - 6:45pm

طلبة نيوز - صباح جميل معطاء، حينما تكون في قاعة المحاضرة بين طلبتك، وهم مبتهجون بأعمالهم: يكتبون ويشرحون، ويناقشون، وينطلقون في فضاء رحب من الحوارات الجادة، والتي تكشف عمق فكرهم، وأنت معهم تصغي وتحاور، وتحفزهم على جهودهم، وهم بناة الغد، ومستقبل الأمة، هم الشباب ولهم الغد.
صباح جميل حينما تكون في قاعة المحاضرة، فيدخل عطوفة الأستاذ رئيس الجامعة القاعة، ويعرّف بنفسه للطلبة، ويقف أمامهم سعيدا بهم، تغمره الفرحة التي غمرتنا بوجوده جميعا، ويحدثهم، ويسألهم، ويطمئن عليهم، وهم يزدادون ثقة بالغد المشرق والمنتظر، وثقة بدراستهم التي يرونها زرعًا مثمرًا قبل أن يأتي وقت الحصاد.
هم طلبة العلم الذين يرون رئيس جامعتهم في صباح علمي بينهم، ولسان حالهم يقول: نِعمَ المعلمُ أنت! نعم، ونِعمَ المعلمُ من يكون قريبًا من طلبته، ويكون حاضرًا بين طلبته لا بعيدا عنهم.
عطوفة الرئيس: هذه اللفتات نابعة من حسّن عميق بالمسؤولية العظيمة، وحسن الإدارة، وهي ما نتوق إليها منذ زمن، حينما نستشعر أن المسؤول قريب منك، لا تبعده عنك حواجز خلقتها الأنا المتضخمة الورقية، لتجعل بينك وبين الإدارة محطات يصعب عليك تجاوزها، وتحتاج إلى موعد فموعد، ويصدق فيها قول المثقب العبدي:
- فلا تعدي مواعد كاذبات * تمر بها رياح الصيف دوني
وليست المواعيد واحدة! فبعضها يدخل إلى النفس زفرة لا تقلع، وغصة في الحلق، وبعضها يغنى كما كنّا وما زلنا نغنّي:
- أهداب حبيبي كرمة حبّ سلطية
وجديلة أمي غابة شوق كركية
وأبي حصاد من جلعاد يصحو والشمس على ميعاد
ويغني المنجل بين يديه ويعطي الآلاف الأعياد
ويحب الأرض وأمي والأولاد ويحبّ عيون الحرية
أهداب حبيبي دالية عمانية وجديلة أمي أغنية رمثاوية
وأبي صياد في المينا هيلا هيلا هيلا
عطوفة الرئيس: لم ينس هؤلاء الطلبة تخفيف العبء المالي عنهم في دراستهم، وذلك بدفع الرسوم الجامعية على مراحل تخفيفًا عليهم، وإحساسًا بدور أبوي تجاههم، فيعرفون حقيقة أن لهم في الجامعة أبا، وهو قرار إنساني قيادي جريء، لا يقدم عليه إلا ذو قلب عطوف، وعقل منير، وأخلاق عالية، وهمة وثقة، تعرف من خلالها معنى الشعور مع عشرات قصص الألم والحاجة التي يعانيها الطلبة في كلّ فصل دراسي مع الرسوم الجامعية.
ولم ينس الطلبة وجود عطوفتكم بينهم في الحادث الأليم الذي تعرضوا له في الطريق إلى الجامعة، وهم يرون رئيس جامعتهم أبًا حنونًا لطيفًا يطمئن عليهم في المستشفى، ويبكي حرقة بدموع رحمة أبوية لفقد طالبتنا ( قمر) – رحمها الله – فيرثيها بكلمات وجمل لا يعرف معناها إلا صاحب حسّ مرهف، فللّه درّ الهاشمية برئيس محبوب قلّدته الإرادة الملكية السامية، ثم إرادة الأحبة في كل مكان، ولعمري ما ينال الفتى المحبّة محض صدفة ، أو من وراء حجاب! إنّما هي التشاركية بكلّ شيء، وحمل الأمانة بكلّ قوة.
عطوفة الرئيس: سعدت بدخولك قاعة المحاضرة، وأنا مع طلبتي الأعزاء في صباح من صباحات الهاشمية العلمية، نتبادل الحوار والطرح، فقد عدتُ إلى عشرين سنة مضت، كنتُ فيها معلما في مدرستي بين طلبتي حين دخل علينا مدير التربية والتعليم صباحًا، ومكتبه العاجي يبعد عن مدرستي ما يزيد عن ثلاثين كيلو مترًا، فعرفتُ أنّ المسافات تقصر إذا الأمانة تحمل بيد بيضاء معطاءة، ولم أزل معلمًا، وسأبقى ما حييت، وأحفظ محطات تمرّ على الفتى القروي وقد مضى ما يقرب من عشرة أعوام في الهاشمية التي نحبّها جميعا، فأقول لشاعرنا الحبيب عرار:
العلم في الزرقاء أضواء.

* الدكتور ظاهر محمد الزواهرة، الجامعة الهاشمية – الزرقاء، 23/2/2020م.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)