TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
القيمة القانونية للاحتفال الدولي باليوم العالمي للطفل
30/11/2019 - 6:00am

الأستاذة: غادة عمر أحمد الحاج قاسم 
تحتفل دول العالم باليوم العالمي للطفل متخذة مظاهر عديدة ومختلفة من فعاليات وأنشطة وغيره، تتركز وتتمحور جميعها حول الطفل وتعزيز حقوقه، والمظاهر الاحتفالية وهذا اليوم يمثل رمزا لاحترام الطفل وحقوقه طوال العام. 
تحتفل الدول باليوم العالمي لحقوق الطفل أو يوم الطفل كاستجابة لتوصية الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث دعت لذلك منذ عام 1954. وأغلب الدول تتخذ يوم 20 نوفمبر من كل عام يوما له، والذي يصادف إعلان حقوق الطفل في 20 نوفمبر 1959، ويصادف أيضا تاريخ التوقيع على اتفاقية حقوق الطفل عام 1989 من قبل 192 دولة حينها. ورغم ذلك تختلف الدول في تاريخ هذا اليوم حيث أن الجمعية العامة للأمم المتحدة لم تحدد يوم موحد لهذه المناسبة. أما فكرة استحداث هذا اليوم فتعود لمؤتمر الاتحاد النسائي الديمقراطي الدولي عام 1949.
ولكن هل الدول ملزمة بالاحتفال باليوم العالمي للطفل، ولماذا؟ 
هذه التوصية من الجهاز الرئيسي لهيئة الأمم المتحدة والذي يختص بإصدار التوصيات للدول الأعضاء فيها، والتي تضم كل دول العالم تقريبا. تعتبر توصياتها محل اهتمام وأولوية في التطبيق من كافة الدول الأعضاء. والتوصيات محل اهتمام واعتبار في القانون الدولي بالمجمل وإن كانت لا تصل إلى مستوى الإلزام كما الحال في عموم الاتفاقيات الدولية والانضمام إليها؛ وهو ما ينطبق على اليوم العالمي لحقوق الطفل غير المنصوص عليه صراحة في اتفاقية حقوق الطفل لعام 1989، حيث أن المصادقة والتوقيع على الاتفاقية – أو الاتفاقيات عموما- يعد ملزم للدول الموقعة والمصادقة عليها، وتنفيذها طبقا لدساتيرها.
رغم ما سبق تحرص الدول على الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الطفل خاصة من قبل الجهات المعنية بالطفل، فبالإضافة إلى الاستجابة إلى توصية الجمعية العامة للأمم المتحدة وهي المنظمة الدولية العالمية والتي من أهدافها الرئيسية حماية حقوق الإنسان، وتعد تمثيلا للمجتمع الدولي؛ والاستجابة لها نموذجا للامتثال لإرادة هذا المجتمع. كما يعتبر تعبيرا من الدول المحتفلة بهذا اليوم عن مدى التزامها دوليا بحقوق الطفل، وعمق اهتمامها بالطفل بما يضفي مزيدا من الاحترام الدولي لها عامة وعلى صعيد حقوق الطفل خاصة، ويسهل التعاون بينها وبين الدول على هذا الصعيد.
مجمل ما سبق هو البعد القانوني –المدى القانوني-، أو القيمة القانونية بمعنى تطبيقي مدى مسؤولية الالتزام والتقيد، والنتائج القانونية التي تترتب لعدم الالتزام بتخصيص يوم للطفل وحقوقه. 
جدير بالذكر أن اهتمام الديانات السماوية وخاصة الدين الإسلامي بالطفل وحقوقه، كان سابقا لاهتمام المجتمع الدولي الحديث نسبيا –آنف الذكر- بالطفل وحقوقه بمئات بل من آلاف السنين. رغم عدم تخصيص أي منها ليوم أو احتفال خاص بالطفل مع عدم تعارضها أيضا مع كل ما من شأنه أن يزيد الاهتمام بالطفل وحقوقه.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)