TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الكهف
31/12/2018 - 11:45am

طلبة نيوز-
د. أروى الحمايده

كان الرهان ولا زال عليهم, هم فتية أخذهم وابائهم نوما طويلا في كهف تهيأ لهم أنه يضيء أحيانا, ويعتم أحايين!
وظل كلبهم يبسط ذراعيه أوسطهم, فلا هم يدركونه بغفوتهم ولا هو بدار أن هم غفاتا أو موتى, يرقبهم بنصف عين منتظرا اعلان موتهم ومستبعدا حركة تنبيئ بحياتهم!
من يناظرهم يحسبهم موتى, فقد كان الكهف كبيرا مظلما, تتسلل اليه شعاعات من جدائل شمسهم بين الحين والاخر تحمي تعفن قلوبهم وأجسادهم رحمة من رب كريم....
ومن فوهة الشمس يطل عليهم اقوام عابرون بتجارتهم غير ابهين باولئك المغيبون بكهفهم...
ثم تمر الأيام والسنين وهذا حال كهف وأهله...غير أن دوام الحال محالا, ففي يوم اشتد به مطر الممطرين, تندفع موجات الماء من فوهة الشمس تستفز غفلتهم واستسلامهم, توقظ بعضأ من انسانيتهم وتغرق أضعفهم...
يصحون وكلبهم على هدر أفواج الموج تتوعدهم وتوعدهم,. يصحون من غيبوبتهم يتحدثون ويتذكرون ثم يعدون دراهمهم, تلك التي احتضنتها ارواحهم وليس تلك التي أثقلت حملهم...
فحين تضاء الروح, ليس للعتمة بمكان...ومن هنا تبدأ حكاية كهف ما وفتية الكهف وليس حين غفوا في كهفهم سنين عددا وانما حين صحوا وخرجوا من كهف لم يزدهم الا غفلة ونوما...
ويعودو لكهفهم الذي احتضنوه بغفلتهم ليملؤه حياة وضجيجا. نورا وبناء ورحمه...أما كلبهم فقد تاه في زحام الحياه ولا زال يلهث بحثا عن قوم نيام ليبسط ذراعيه بوصيدهم!
فالحمد لله أن طالت الغفله والغفوه فان شعاعا من الشمس أو قطرة تنساب من غيمة معتمه تتعلق بالسماء لا يحجبها الأ قدرا من الله وليس كيد بائس من كلاب الأرض....

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)