طلبة نيوز - في قلب الجامعات الأمريكية، تتفجر موجة من النشاط الطلابي المناصر لحقوق الشعوب المضطهدة، خاصة فيما يتعلق بالأوضاع المروعة في غزة. هذه الحركات تعكس تزايد وعي الشباب بالمسؤوليات العالمية وتشكل تحدياً للمواقف السياسية الغربية التي غالبًا ما تعلن عن دعمها لحقوق الإنسان بينما تتخذ مواقف متساهلة أو غير فعالة تجاه الأزمات الحقيقية.
طلاب الجامعات يرفعون أصواتهم ليس فقط في مظاهرات داخلية، ولكن أيضاً من خلال منصات الحوار والتواصل الاجتماعي، مطالبين بتحرك دولي فعّال ومباشر لمعالجة الانتهاكات التي يشهدها الفلسطينيون في غزة. يسلطون الضوء على النقص الحاد في الخدمات الأساسية، والدمار المستمر للبنية التحتية، ويدعون إلى تعليم وتوعية أكبر بالقضية داخل الحرم الجامعي.
هذا النشاط يكشف عن نفاق الأنظمة الغربية التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان. الطلاب يطالبون بأن تكون السياسات الخارجية لبلادهم متسقة مع المبادئ التي يُعلنون عنها، ويشددون على الحاجة للشفافية والمحاسبة. يعملون على فضح التناقضات في تعامل حكوماتهم مع الصراعات الدولية ويدعون إلى تعديل السياسات التي تدعم، بشكل مباشر أو غير مباشر، الأنظمة المتورطة في انتهاكات حقوق الإنسان.
إضافة إلى ذلك، يطالب الطلاب بأن تتخذ جامعاتهم موقفًا أكثر فعالية في تعاملها مع الاستثمارات والشراكات التي قد تساهم في دعم الانتهاكات. يرون أن الصمت أو التواطؤ من جانب الجامعات يعتبر شراكة في الجرائم ضد الإنسانية.
هذه الحركات الطلابية تقدم درسًا قيمًا بأن الشباب يمكن أن يلعب دورًا محوريًا في التأثير على السياسة العالمية ودفع الحكومات لإعادة تقييم مواقفها. الطلاب يؤكدون على أن العدالة يجب أن تكون الأساس في السياسات الدولية وأن الجيل الجديد لن يتوانى عن مطالبتها بالالتزام بمبادئها المعلنة لتحقيق عالم أكثر عدلًا وإنصافًا.
ا. د هاني الضمور
رئيس جامعة ال البيت سابقا
اضف تعليقك