TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
المدارس الخاصة. ..إنجازا لا انحيازا
24/04/2016 - 5:30am

(1)
المدارس الخاصة
- إنجازا لا انحيازا -
بقلم خولة أبو صالح
مديرة مدرسة الإناث الأساسية / أكاديمية الرواد الدولية
لا يخفى على مطلع ما تؤديه مؤسسات التعليم الخاص في الأردن ،من دور ريادي كبير ومميز في توسيع الآفاق المعرفية والثقافية، فضلا عن إحداث التنمية الشاملة على مختلف الصّعد والمجالات، بما تسهم به مؤسساته ؛إذ توظف طاقاتها وإمكاناتها لتحقيق أهدافها المتعلقة بالتعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع، وفي تخريج كوادر بشرية تتسلح بالعلم بالمعرفة .
ولا يغيب عن بال ما يشهده الوجه العالمي من انفجار معرفي تكنولوجي، توازيه تغيرات وتحديات سياسية وفكرية واجتماعية باتت تشي فضلا عما تحمله في بنيتها السطحية من إيجابيات بشيء من القلق في ما تتبطنه من سلبيات ، قد لا تملك مؤسسات القطاع العام مواجهتها بمفردها ، الأمر الذي استدعى بالضرورة ذراعا أخرى تُعين في صنع مخرجات تتلاءم وطبيعة العصر ، من خلال المساهمة في عملية التنشئة ونقل الثقافة بما يضمن صياغة وعي الطلبة وتشكيله من ناحية ، و تحسس قضايا المجتمع والإسهام في علاجها والعمل على خدمته وتنميته من ناحية أخرى.
ولعل نظرة عجلى كفيلة بإدراك كم العبء الذي يتقاسمه هذا القطاع مع قسيمه في القطاع العام ، إذا ما حُيّدت حالات تصيد الأخطاء وتتبع العثرات، وإذا كنّا لا ننكر أن كل مؤسسات التعليم الخاص لا تقف على قدم واحدة من الكفاءة والأهلية ؛ فإنه لا يحق لمنتقد بحال أن يغض طرفه عما يحققه جزء غير قليل من هذا القطاع من إنجازات لا ينكرها إلا حاسد أو جاحد .
إننا ونحن نتأمل مسيرة التعليم الخاص في وطننا، لندرك ضخامة العدد من التلاميذ الذي تضمه مدارس هذا القطاع ، ونتخيل كم حجم المعاناة التي تلقاها مدارس القطاع العام لو قدر لهذه الجموع من الانتقال إليها ! بل كم هو ثقل المعاناة لو قدر للكادر الأكاديمي والإداري والخدمي أن يذوب في مؤسسات القطاع العام ! وما هو حجم الثقل المالي الذي سيترتب على عاتق وزارة التربية والتعليم لتوفير الدعم اللوجستي الذي يكفل تغطية حاجات هذه الشريحة العريضة؟!
(2)
ثم من زاوية أخرى ألا تحظى مؤسسات التعليم الخاص برغبة قطاع كبير من أبناء هذا الوطن؟ وبخاصة أولئك الراغبون في تأمين البيئة العلمية والصحية اللائقة لأبنائهم ! يدلنا على هذا ما تظهره المؤشرات من نمو وتزايد ملحوظين في نسب الالتحاق بالتعليم الخاص للذكور والإناث في برامج القبول العادية والدولية
ثمّ لماذا يغيب عن البال ما تتفرّد به بعض مؤسسات التعليم في القطاع الخاص من سمعة أكاديمية متميزة ، يشهد لها بذلك ما تحققه من نتائج مبهرة لطلبتها على المستوى الوطني ! فهل رصدت سجلات وزارة التربية – على مستوى نتائج الثانوية العامة - مدارس لم ينجح بها أحد في مدارس القطاع الخاص كتلك التي نسمع عنها أو نقرأ في مدارس القطاع العام ؟!
بل هل رصدت سجلات وزارة التربية أرقاما تظهر نسب التسر ب بين التلاميذ كتلك التي نشهدها في مدارس القطاع العام ؟! وهل رصدت حالات من العنف المجتمعي تجاه هذه المؤسسات كحالات الاعتداء على معلمي المدارس التي تطالعنا بين فينة وأخرى ؟ ألا تدعو الحاجة الوطنية إلى إجراء مراجعة تحليلية شاملة لمخرجات هذا القطاع بالمقارنة مع مخرجات القطاع العام ؟!
إن قائمة الإيجابيات لمؤسسات التعليم الخاص في بلدنا طويلة، وبخاصة إذا ما نُظر إليه دورة الريادي في الارتقاء بالفرد فكريا وعلميا وتوفير الإمكانات لخدمة المجتمع المحلي، والارتقاء به حضاريا، ومن ثم الإبداع الفني في بناء الشخصية المتميزة وتفجير طاقات الطلبة الثقافية والفنية والأدبية، عن طريق أنشطة موازية وجوائز تشجيعية ترسخ قيم المواطنة الصالحة، وفضائل السلوك من خلال الممارسات اليومية، وتكوين المواطن الخلوق المعتز بالثوابت الدينية والوطنية لبلاده المتمسك بمقومات هويته الملتزم بالواجبات والقوانين .
ينضاف إلى ما سبق إسهام مؤسسات التعليم الخاصه في تحريك عملية التنمية ، فمؤسساته التعليمة هي من أرفع المؤسسات التي تقع على عاتقها مهمة تيسير فرص العمل لشريحة غير قليلة في الجانب الأكاديمي والإداري والخدمي،التي تعيل خلفها آلاف الأُسر ،مما يعزز فرص الإنتاج ويترك أثرا إيجابيا على المستوى المعيشي بما تقدمه من إمكانات وخبرات للتعليم والتدريب المستمر مما يسهم بالنهوض بالمجتمع .
وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي واجهت مسيرة التعليم في الأردن، إلا أن مؤسسات القطاع الخاص التعليمية تمكنت مـن تحقيق إنجازات كمية أحدثت نقلة نوعية ذات جودة عالية تنسجم والمعايير الدولية ،وتتناسب والتطورات الحديثة التي استوعبتهــا المؤسسات التعليمية الأردنية ، للمشاركة في تحمل أعباء ومسؤوليات التعليم بالشراكة مع القطاع الحكومي..

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)