TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
المركز الوطني لمواجهة الغلو والتطرف والفكر الارهابي  ضرورة سياسية واقتصادية واجتماعية ملحة
15/08/2018 - 1:00pm

.
الدكتور عارف الجبور 
يواجه الأردن كغيره من الدول العربية والاسلامية والاجنبية موجات الغلو والفكر المتطرف والقضايا المرتبطة وذات الصلة بالأرهاب ، والتي تتعدد أسبابها من قضايا الفقر والبطالة والفراغ والجهل بالدين ، والرغبة في التتغير وسيطرة القوى الاجنبية على الأمة وخيراتها ومقدراتها ، والسياسيات الدولية تجاه المنطقة ، والواقع الاقتصادي والاجتماعي المتردي لهولاء الذين يتبنون فكر الغلو والتطرف والتشدد الديني ، ولهذه الأسباب وغيرها يعتقد هولاء ان تغيير المجتمعات يأتي عبر الديناميت والتفجير والتكفير وغيرها ويستندون في ذلك الى مرجيعات دينية تبيح ذلك وتبرره لحجج كثيرة لا مجال ذكرها هنا .
ان الحلول الأمنية لا تجدي في التعامل مع هولاء لأن العنف لا يولد الا العنف ، ولكن يجب استخدام التحاور والتناصح والمصارحة مع هولاء من خلال المسارات التالية للحفاظ على مكتسبات الوطن وحماية مقدراته وأفراده ومستقبله.وهذه المسارات تتلخص بما يلي :
أ- الحوار الفكري العلمي والذي يستند على الفهم الحقيقي والصحيح للدين الاسلامي المعتدل ، فلا تطرف وعنف بالدين وان الدين لا يقف بوجه العلم والمعرفة والحضارة والتقدم ، واصلاح المجتمعات ، بل يدعو الة التطوير والتحديث وبناء المجتمع ، وتقدم المجتمع ، وذلك من خلال فتح حوار مع هولاء مع اهل العلم والخبرة كاساتذة الشريعة والعقيدة وحوار الاديان ، واساتذة علم الاجتماع والسياسة ، واساتذة التربية الوطنية .
ب- انتشال هولاء من البيئات والمحاضن السيئة الى بيئات العمل والانتاج والمساهمة في بناء المجتمع ودمجمهم فيه ، من خلال التعيين في دوائر الدولة المختلفة ، وتقديم المشاريع لهم ، كي نكسبهم في خندق الوطن .
ج- التأهيل والتدريب لهولاء الشباب على المهارات المختلفة وربطهم بسوق العمل في المجتمع ، وقطع علاقتهم بالتنظيمات المتطرفة ، وخاصة ان الكثير منهم من حملة الطب والهندسة والشهادة الجامعية .
د- الاعلام والتعليم : التركيز على البرامج الاعلامية الاسبوعية من خلال الوقوف على هذه الجماعات المتطرفة وبيان منهجهها وافكارها وجوانب الخلل فيها بوعي وفهم حقيقي مدروس ، وبيان خطورتها على : الفرد ، والأسرة ، والمجتمع ، وتشويه صورة الاسلام نفسه ، وعلى الاقلييات المسلمة في الغرب والتي سوف تعاني في حياتها ومصدر رزقها من جراء التطرف والتشدد . وكذلك زيادة مواد ومساقات التربية الوطنية والثقافة الاسلامية في الجامعات الاردنية والسلوك الديمقراطي والحوار وتقبل الاخر ومهارات التواصل .
ه- 60 % من القيم التي يستمدها الشاب تأتي من الأسرة وبالتالي دور الأسرة كبير في مجال غرس قيم الحوار والتسامح ، وتقبل الاخر ، وقيم الولاء والأنتماء ، وحب الوطن ، لذا متابعة الشباب ومراقبتهم وحسن التعامل معهم بدون عصبية وتشنج وحوار هادىء كفيل بنزع فتيل التشدد والتطرف في المستقبل.
و- البعد عن اليأسس والاحباط من خلال العمل المتواصل والمنظم ، وخلق استراتيجية وطنية تركز على المسار الفكري والمسار الأمني معا ، من خلال العمل المتكامل مع جميع أجهزة الدولة المختلفة .

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)