TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
المعاني: الوزير المخضرم والملفات التليدة
23/01/2019 - 1:45pm

طلبة نيوز-
أ د.سيف الدين الفقراء
لا يحتاج وزير مخضرم مثل معالي الدكتور وليد المعاني إلى شهادة شخص لم يلتق به من قبل, ولكنّني خبرته في كلّ محطاته في وزارة التعليم العاليّ بحكم عملي في الجامعة, وهو الذي خًَبِر الوزارة ويعرف أدقّ تفاصيلها وخفاياها , ولعلّه اليوم الأقدر والأخلق بها في نفض ما تراكم عليها من هفوات القدر, وتداعيات متراكمة, وتشخيص مواطن الخلل الذي كان يكابر بعض المسؤولين في الاعتراف به, ويعرفون أنّ السعي في إصلاحها سيضعهم أمام أسئلة صعبّة المنال في إجاباتها.
لا أحد ينكر أنّ ثمّة تطوّراً في التعليم العالي هو حصيلة جهود تراكميّة تتّسم بالنسبيّة في إنجازات الوزراء السابقين, ولا يجوز لأحد أنّ ينكر كبوات وتراجعاً في التعليم العالي ومؤسساته, لأنّ ذلك سيكون سبيلاً لترسيخ ثبات موقعنا, وعدم السعي إلى تحقيق أي تقدّم في المسيرة, وهذا التقدّم هو الهدف المنشود من الوزير المخضرم في المرحلة القادمة, وهو المقياس الذي سيكون مناط حكم الوطن علي أدائه, ووقوفنا معه أو ضدّ سياسته ومنهجه.
ثمّة ملفات مستعصيّة ذات تاريخ عتيد تمثّل جاهلية المرحلة؛ تحتاج إلى قرارات جريئة, وحسب علميّ ومن متابعتي للوزير المخضرم أنّ له موقفاً منها لم يتورّع عن التصريح به, والمطالبة بتغيير واقع الحال, ومن أهمّ هذه الملفات : تمويل الجامعات ومديونيتها, وسياسة القبول, والاستثناءات, والكوتات, والإعفاءات الفلكية التي لا تخلو من الظلم والجور وغياب تكافؤ الفرص, وملف الجامعات الخاصة وما لها وما عليها.
وثمّة ملفات حديثة تنتظر معالي الوزير المخضرم وعلى رأسها ملف تقييم رؤساء الجامعات؛ وما شابه من ضبابية, وملف تشكيل مجلس التعليم العالي وتقييم أدائه في المرحلة الفائتة, وتشكيل مجالس الأمناء وما فيها من دخيل وتدخلات أصابت هذه المجالس بالهزال وأفقدتها ثقة العاملين في مؤسسات التعليم العالي, ومعالجة تشتت أنظمة الجامعات وتفاوتها على الرغم من أنّها تنتظم في سلك قانوني التعليم العالي والجامعات الأردنيّة, والتخلّص من تبعات التعديلات التي طرأت على قانون الجامعات في بعض بنوده والتي لم تخلُ من الشخصنة والتنفيعية, والتعريج على مسألة المستشارين الثقافيين وما فيها.
إنّ الأمل معقود على الوزير المخضرم وهو المشهود له بالخبرة والقوة والجرأة, في فتح الملفات التليد منها والطارف, وإعادة هيبة التعليم العالي ومؤسساته, وترسيخ أعلى درجات المؤسسية في الصروح العلميّة التي بناها الأردنيون بدمائهم وعرق جبينهم. والولوج إلى المرحلة القادمة بما يناسبها من أدوات تسمح لنا في تحقيق تقدّم حقيقيّ في مصاف الجامعات العالميّة.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)