TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الملك.. ومركز الخلايا الجذعية ، وبينهما الدور الحقيقي للجامعات الاردنية...
10/05/2016 - 4:00am

طلبة نيوز- أ.د نضال يونس

من منا لا يذكر ذلك الجدل الكبير عن اخلاقيات زراعة الخلايا الجذعية ، ومعارضة العديدمن المؤسسات المدنية والرسمية لاستخدام بعض انواع الخلايا الجذعية، وعلى الاخص فى امريكا فى علاج الامراض المستعصية، و لكن مع مرور الوقت اصبح العلاج بالخلايا الجذعية اقرب من ذى قبل، وامتد ليشمل امراض السرطان والاعصاب والامراض المزمنة.

الاردن الذى شهد قبل يومين افتتاح مركز الخلايا الجذعية التابع للجامعة الاردنية، برعاية ملكية سامية كمركز طبي متقدم ، يذهب بنا الى مستقبل واعد فى مجال البحوث العلمية والتطبيقات الطبية "الصحيحة" للخلايا الجذعية فى علاج العديد من الامراض، من خلال ما سيقوم به المركز من توفير لما يحتاجه هذا النوع من العلاج من تقنيات وادوات وخبراء، وكيف ستكون حياة المرضى الذين يعانون من الامراض المستعصية عندما يتلقون العلاج بالخلايا الجذعية، وسنقف على مشارف القرن متسلحين بالعلم والمعرفة الصحيحة بنتائج وأرقام بعيدا عن الدجل والشعوذة واستغلال حاجات المرضى.

الاستثمار في البحوث الطبينة الرصينة قيمة تعدت الحسابات في الخسائر والمكاسب، إلى سباق امتلاك القوة العلمية والمعرفة الطبية في جدلية كونية بين الدول المتقدمة، ومركز العلاج بالخلايا الجذعية الذي بات يقفز بالبحث العلمي الرصين ويؤسّس لمرحلة جديدة غايتها الأساسية الخروج بنا إلى عالم الطب المتطور، هو من بنى موقعا متميزا في زمن قياسي بجعل الممارسة الطبية الصحيحة هي التحدي الأكبر في ميدان الطب، وكيف نصل للعالمية ليس فقط بالاقوال والشعارات و"المعجزات الصفرية"، وإنما بالأفكار الخلاقة والقوى البشرية التي تصل بتأهيلها لأنْ تكون الرأسمال المتطور في كل الأزمنة..

الشكوى العامة من تواضع المنتج العلمي والبحثي فى جامعاتنا "المستقره"، المنشغله بامورها الخاصة وقضاياها الداخلية، وأن البحوث التطبيقية ما تزال غائبة عن حاجات المجتمع الاردني ومتطلباته في مختلف ألاختصاصات بددتها نتائج هذا المركز الذى قطع شوطا كبيرا فى مجال ابحاث خلايا الجلد والقرنية ونخاع العظم ، وما من شك ان بروز هذا المركز الكبير مع اقرانه من المراكز الطبية والمستشفيات الجامعية فى الاردن، سوف يوسع نطاق الاختصاصات المختلفة، وستغيب الحجج بندرة الكفاءات وضعف الامكانات، ويبقى تنظيم العلاقة بين المرضى وهذه المركز مرتبطاً بتخطي عقبة النظم القائمة بخلق إطار جديد يسمح من خلاله لكل المرضى للحصول على العلاج من خلال التامينات الصحية المدنية والعسكرية، ثم تأتي الشكوى الأخرى بندرة التخصصات فى هذه المجالات بمعنى أن الوصولَ إلى الاكتفاء الذاتي وطنياً، هو عامل مهم في التنمية الشاملة، ويتطلب تعاونا وثيقا بين الجامعات ومراكز البحوث العلمية والمستشفيات الجامعية.

الطموحات عريضة، ومن يقرأ خرائط مركز العلاج بالخلايا الجذعية والتقنيات الحديثة والخطط القادمة، والمساحات الهائلة والكلفة المادية، والإنجاز السريع، يعلم أن خلف ذلك كله إرادة عظيمة لرجال مخلصين يقودون مجالات النهوض بعقل كبير وآمال تتسع لقرون قادمة، فالمركز الذى اوشك على فتح المجال لتقديم الخدمة الطبية فى مختلف التخصصات، هو الذى وفر البيئة المناسبة والقاعدة العلمية لبحوث الخلايا الجذعية، منذ مدة قاربت على السبع سنوات ووفر لها الدعم المادى من صندوق دعم البحث العلمي فى الاردن و الدول العربية الشقيقة ، لمعرفته أن العائد سيأتي كبيراً، وهذا يعني تخطي المألوف العام في دول العالم الثالث عندما يكون البحث العلمي في الدرجات المتوسطة أو الدنيا، ولعلنا في هذه المرحلة التي وصلت إلى تطور نريد به تضييق المسافات مع الدول المتحضرة ، نجد أن من يصرّون على المضى قدما بهذا المشروع الكبير الواعد، هم من يستحقون الشكر ونرفع لهم قبعة التقدير والاحترام...

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)