TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
النخب الاكاديمية في ميزان النقد
30/09/2014 - 12:30am

طلبة نيوز- ا.د.محمد القضاة

منظرو النخب الاكاديمية لا يعترفون بفكر غيرهم، بعضهم فقدوا البوصلة، وبعض آخر لا يعترف بتغير الزمن، وان التغيير سنة الحياة، والحقيقة ان ما قدموه لا تنساه الأجيال؛ أمّا ان تستمر رؤيتهم الى ما لا نهاية فهو امرٌ لا تقبله الأجيال ولا بدّ ان يتجاوزه الزمن، فكم تلميذ بزّ أستاذه؟ وهل هذا يخول هذا الاستاذ الاستهتار بتلميذه لانه كان تلميذه حسب ؟!

مشكلة النخب الاستعلاء وصم الآذان عن أي فكرة نابهة وعن أي رؤية جادة؛ إذ ما زالوا يعتقدون أنهم الأفضل والأكثر حرصا على المشهد الأكاديمي، وأنه بخروجهم من المشهد الأكاديمي ستموت الجامعات وستتراجع إلى الخلف وهي فكرة يفترض ان تختفي؛ وكأن المشهد لا ينجب من يقومون بهذه الادوار، وأنا أدرك أن ثمة اسماء لامعة في المشهد الأكاديمي من هذه النخب لا أحد يستطيع أن يتناساها أو يقول فيها كلاما غير التقدير والاحترام والثناء، لكننا لا نستطيع ان نصم الآذان ونغلق العيون أمام عملية التغيير التي تجري في كل جامعات العالم ومؤسساته العلمية، فالتغيير وانتقال زمام المبادرة والانجاز والابتكار لا يمكن ان يبقى رهنا بأسماء بعينها، لا سيما اننا أمام سيل من الأفكار والتنافس بين الجامعات في العالم وهو امر يجب ان تأخذه وزارة التعليم العالي على محمل الجد وفي حساباتها حين تفكر في إعادة تشكيل مجلس التعليم العالي ومجالس الأمناء، تلك المجالس التي يجب ان تخرج من روتينية وجودها إلى خطط جادة ومواقف لا تقبل التأويل والانبطاح؟؟

مشكلة هذه النخب أنها ما زالت تفكر بالاستحواذ والرغبة بعدم مغادرة المكان فضلا عن تهميش النخب الشابة مهما كان علمها وتخصصها، هذا شأن لا يجب ان نمر عليه مرور الكرام، ولا يمكن ان تبقى سيمفونية الزمن الماضي؛ التعليم العالي يخرّب اذا غادر الجيل الاول، الجامعات تؤول للسقوط اذا تقاعد الجيل الاول، العملية التعليمية في خطر اذا تقاعد الجيل الاول، المخرجات ضعيفة بعد تقاعد الجيل الاول، الأقسام تهدم بعد تقاعد الجيل الاول، كل هذا الكلام نسمعه بنقد لاذع من بعض نخب الجيل الاول! هل يبقى الاب في محرابه الى الأبد؟ ألم يمت أجدادنا وآباؤنا؟ ألم يغادروا الدنيا؟ وهل مات الأبناء بموت أسلافهم ؟ لا بد من انتقال زمام المبادرة والاعتراف بحوار الأجيال؛ لأن الانتقال السلس لأي عملية تغيير تؤكد صواب القرار وحوار الأجيال ودون ذلك نبقى نقطف ثمار الإقصاء والتهميش وعدم الثقة بين الأجيال؟!

مشكلة النخب الأخرى انها أفرزت شخصيات هلامية لا قيمة لها في الوسط الأكاديمي؛ شخصيات جاءت (بالواسطة)، وهنا اذكر قولا لأحد رؤساء الجامعة الاردنية حدثني عنه شخصيا قال: احد الدكاترة وسط لي اكثر من مئة شخص كي يتسلم وظيفة مساعد عميد! وللأسف ما زال هذا ديدن بعض الأكاديميين ويذكر لي أصدقاء وزملاء ان الوساطات تغير بورصة الأسماء ومن يملك عيارا ثقيلا قد يحالفه الحظ؟ هذا ليس بيت القصيد؛ وإنما ما يماحكه الأكاديمي بحق نفسه هو بيت القصيد! فكيف ترتقي بمخرجات التعليم ونحن نشاهد هذه المعايير الغريبة؟ وهنا عليّ ان اشكر الدكتور عيسى بطارسة رئيس جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا السابق على صراحته في الحديث عن ثقافة الواسطة في الجامعات وعن السلطة المطلقة لرئيس الجامعة 'إن أبرز وأهم ما في حياتي المهنية هم طلبتي الذين ألهموني بكل ما لديهم من إبداع وشغف والتزام نحو إحداث فرق وتغيير. مع مثل هؤلاء الشباب الذين سيتولّون مناصب قيادية يومًا ما فإنني أكون متفائلاً جدًا على مستقبل الأردن". نعم آن للوسط الأكاديمي ان يخرج من روتين الاسماء وتكرارها وهلاميتها إلى رؤية تتسع للجميع وتنطلق من زوايا جديدة يكون رأس مالها الإنسان المبدع الخلاّق الذي يبتكر ويبدع وينافس في كل المحافل الأكاديمة والعلمية. ودون ذلك تعود الكرة في كل مرة إلى مربع الصفر الذي يجتر ذاته دون أدنى اعتبار لابسط قواعد التغيير... .

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)