TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
النخب المرعوبة وأردن المئوية الثانية
16/04/2019 - 4:00pm

الدكتور حسن المومني

النخبة هي مجموعة أشخاص قيادية تبرز إما بشكل مؤسسي في سياق تنافسي ديمقراطي أو من خلال عملية انتقائية احتكارية ضمن فضاء سياسي محتكر من قبل مجموعة غير ديمقراطية . هذه النخب بشقيها تحتل وتسيطر على مواقع قيادية في مختلف الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية في الدولة والمجتمع ويكون لها تأثير في تكوين الفضاء والخطاب العام والكثير منهم خاصة من يرتكز على أرضية قيمية أخلاقية تتسم بالنزاهة العالية والأداء القيادي الذي يخدم الدولة والجميع يحتل مكانة عالية ويصبح منقوشين في الذاكرة الجمعية للناس أما من يفتقر إلى النزاهة والأرضية الأخلاقية والذين يحكمهم سلوكهم الاحتكاري والأناني الذي يؤمن بإعادة التدوير بعيداً عن الصالح العام فإنهم يصبحوا عبئاً عن تقدم الدولة والمجتمع ،
ونحن هنا في الأردن ونحن على أعتاب مئوية ثانية من تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية حري بنا أن نستذكر ونعزز ذاكرتنا الجمعية الوطنية بكثير من النخب القيادية الوطنية التي بنت وعززت دولتنا ومجتمعنا والأمثلة كثيرة ابتداءً من قيادتنا الهاشمية التي أسست مدرسة من الحكم ترتكز على أرضية قيمية وأخلاقية ومشروعية تاريخية دينية عمادها الانجاز ثم هنالك من النخب القيادية الأردنية من لا زلنا نتوق لنزاهتهم وتفانيهم في خدمة الصالح العام لدرجة الادمان المقرون بالتمني أن يتم انتاج مثل هذه النخب الأردنية في زمن نحن في أمس الحاجة في ظل هذه التحديات التي تعصف بالوطن ابتداءً من فقدان الثقة العميق ما بين المواطن وكثير من النخب الحالية وانتهاء بإقليم ملتهم وعالم تعصف به نزعة تغييرية من الصين إلى الولايات المتحدة
باعتقادي أن بعض من النخب الحالية التي لعبت وسيطرت على المشهد العام مازالت مصرة على احتكار الفضاء العام بخطاب عفا عليه الزمن يتسم بالعجز وعدم القدرة غلى اعادة انتاج رؤى تساهم بحل المعضلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية . كما أنه بتقديري الخاص أن واحدة من أهم مشكلات الأردن الرئيسية هذه النخبة المرعوبة والمتخفية خلف أقنعتها من مواجهة الحقيقة والانفتاح على الناس . ولقد شاهدت وشاركت في بعض من الجلسات التي جمعت بعض من هذه النخب التي أظهرت قدراً كبيراً من رعب الانفتاح واستيعاب ومخاطبة الناس حيث أنهم يشترطوا أن لا تكون هنالك تغطية اعلامية أو تسجيل المداولات وفي بعض الحالات اقامة هذه المناقشات في قاعات مغلقة ومحتكرة . فلا أدري كيف ستكتسب هذه النخب الثقة والمصداقية في الوقت التي هي مرعوبة ومتوجسة من الانفتاح على الناس واكتساب ثقتهم وتقديم رؤى مع أردن المئوية الثانية، كيف لنا أن نواجه تحديات المئوية الثانية في ظل هذا الخطاب المرعوب والذي يفتقد الشجاعة وادراك أن الزمان غير الزمان وأنننا ندخل الثورة التكنولوجية الرابعة كمستهلكين لا فاعلين منتجين .
ان أردن المئوية الثانية بحاجة إلى نخب ذات رؤى واستبصار ينتج معرفة نقدية وتشاركية قادرة على خلق فضاء عام تشاركي يتم الحديث فيه والنقاش عن القضايا والهموم الوطني للوصول لتوافق وخطاب عام جازم وتنويري سابقاً للأزمات والتحديات يعزز العقل الجمعي الأردني لا خطاب ردة فعل نحن بحاجة ماسة إلى نخب أرضينها القيمية والأخلاقية عالية استشرافية قادرة على فهم واستيعاب ملك اصلاحي تنويري لطالما عمل جاهداً على خلق فضاء عام بوسائل وأفكار كثيرة عبر العقدين الماضيين وما الأوراق الملكية النقاشية إلا غيض من فيض .

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)