TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
النداء مستمر ... أمام سيدي جلالة الملك: التنمية المتباطئة، الأسباب والحلول...
18/01/2018 - 9:00am

طلبة نيوز-

كتب أ.د. محمد الفرجات

لن أنحاز للعاطفة، فالبوصلة شعبيا تشير إلى مطلب يتلخص بتغيير الحكومة أو إسقاطها، وينسى الجميع للأسف بأن الحكومة ترفع الأسعار بهذه الشاكلة والضرائب لتوفير الرواتب الشهرية، وبلغة أخرى لتحقيق السقف لصرف الراتب الشهري من الإيرادات.

هنالك كساد خطير حذرنا منه سابقا حيث تراوح التنمية مكانها وتغرق المستوردات بشكل عشوائي الأسواق، ويتحول المواطن إلى مستهلك، وتنحسر الأعمال بقطاع الخدمات، ويؤول قطاع الإنتاج نحو الإضمحلال.

حتى لو تغيرت الحكومة، فعلى هذا المنوال لن تقدم أي حكومة قادمة تحت أي مسمى شيء يذكر سوى المزيد من الوقوع بتنمية متباطئة، وهذا ليس ذنب الحكومة، بل غياب ما يدعى ب "مشروع تتبناه الدولة".

الدولة الأردنية ليس لها مشروع واضح، فتنمويا الحكومة في إتجاه تنموي دون خطة، والديوان الملكي في عدم تنسيق أو إنسجام مع الحكومة، ومجالس الأعيان بطيئة ولا تقوم بدورها المناط بها لتحفيز التنمية، ومجلس النواب ضائع بين الشعبويات وخدمات القاعدة وعدم المقدرة على مأسسة عمله.

إن تباطؤ التنمية من ناحية، وإغراق الأسواق بالمنتجات المستوردة من ناحية أخرى، مقابل التضييق على صناعاتنا لتغلق وتسرح عمالها، ولتحل مكانها مولات المستوردات التي تشغل البنغال والفلبينيات، وتستنزف العملة الصعبة، كل ذلك ليس بصالح الدولة حتى على المدى المنظور.

الفقر والبطالة وغلاء الأسعار وبقاء الرواتب كما هي بلا زيادة ليس في صالح الدولة أيضا، وغياب مشروع تتبناه الدولة يفاقم الأمور.

فقرنا إختياري وليس إجباري...

قدمت للحكومات المتتالية ومنذ 2004 الكثير من النصائح، كاتبتهم وقابلتهم وفصلت لهم وفوق كل ذلك حذرت،،،

- قطار عمان/الزرقاء
- مشروع الشعب للانتاج
- مدينة المغتربين الذكية
- صندوق المغتربين الإستثماري
- البحث العلمي التطبيقي
- صندوق المخاطر السياحية
- مشروع الكبسولة الرقمية
- مشروع سياحة نيزك وقف الصوان/الطوفان الأعظم
- مشاريع سياحية مختلفة

... الغريب أنهم إما يأخذون الفكرة دون الإشارة لصاحبها ويمضون بها ثم يتوقفون... أو يصيبهم الصمم... وما زلنا نرواح مكاننا فقرا وبطالة...

لماذا لا ننطلق إلى القمة،،،

مللت التفاصيل، المستقبل مبشر بالخير ويجب أن نبدأ، علينا المتابعة والتركيز على الهدف...

- سكة حديد مع العراق للتبادل التجاري
- قطار عمان/الزرقاء
- قناة البحرين
- صندوق الإستثمار الوطني/مشروع الشعب للانتاج
- صندوق الإستثمار السعودي/الأردني
- مشروع نيوم والدور المناط بالأردن
- تحويل جهود ومخصصات المفاعل النووي لمشروع طاقة متجددة عملاق
- المفرق المركز اللوجستي لإعادة إعمار سوريا
- مدينة المغتربين الذكية/مدينة ذكية شرق عمان
- المدن التنموية والصناعية
- شركات التطوير

..... ماذا بقي لنكون في القمة؟

مشروع تتبناه الدولة ويأمر به الملك...

توصية ملكية إستشرافية لتسريع التنمية قبل أن تتفاقم الأمور إقتصاديا

جلالة الملك في لقائه مع النواب مؤخرا يستشعر بالخطر إن بقيت الأمور على ما هي عليه إقتصاديا أمام منغصات تلوح بالأفق تفرضها علينا الظروف الجيوسياسية، فيستبق الأحداث ويدعو لتسريع وتيرة التنمية قبل أن تتجاوز مؤشرات المقدرة والأداء المالي للدولة أرقاما لا ينفع فيها العلاج أو التدخل الجراحي.
منذ أن تسلم جلالته سلطاته كان الهم الأول له الوضع الأقتصادي الصعب، فعمل في عدة إتجاهات وتبنى نماذج دول مشابهة لنا بالظروف، وعمل على صعيد تنمية الموارد البشرية، وترشيق الحكومة مقابل تعزيز قدرة وطاقات القطاع الخاص، وعمل على تحسين وتعزيز بيئة الإستثمار الأردنية بالبنى التحتية الداعمة والقوانين والمحفزات المشجعة، وتأسيس الهيئات وشركات التطوير والمناطق التنموية في مختلف محافظات المملكة، وقام بنفسه بترويج المملكة إستثماريا في دول العالم.
وكان لجهوده في تدعيم مؤسسات القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الدور الكبير في توفير بيئة إستثمارية جغرافية في كافة أرجاء المملكة تنعم بالأمن والأمان، الأمر الذي ينشده المستثمر قبل كل شيء.
الظروف كانت أيضا تلقي بظلالها وتشكل تحديات لجهود الملك، نذكر منها حرب العراق وحرب لبنان وحرب غزة، وضربات عمان الإرهابية، وإنكماش الإقتصاد العالمي، والربيع العربي، إضافة للأحداث المتسارعة على الساحة الإقليمية اليوم، وليس أقلها قرار ترامب بشأن القدس وإرهاصات "صفقة القرن".
بعد أن عاد جلالة الملك من زيارته الأخيرة خارج الوطن، إجتمع برئيس مجلس النواب ورؤساء اللجان النيابية، وصرح بأننا لا يجب أن نخدع أنفسنا، وطلب من موظفي مؤسسات الدولة غير القادرين على إحداث التنمية تقديم إستقالاتهم قبل أن يقالوا، وعاتب مؤسسات الحكومة المعنية بعدم تنفيذ ما جاء بأوراقه النقاشية كما يتوجب.
الملك ومنذ تسلمه سلطاته الدستورية منذ ما يقارب العقدين يعمل بأقصى طاقاته لتحسين الوضع الإقتصادي، والحكومات المتتالية عملت بجد أيضا، وما زالت الدولة ورغم كل التحديات تقدم الخدمات من مدارس وخدمات بلدية وصحية وبنى تحتية وإقامة مشاريع رأسمالية وتحافظ على المؤسسية ومنظومة الأمن والأمان.
ولكن هنالك جوانب فاقت قدرة الدولة كعجزها عن تعيين الخريجين إضافة لعدم المقدرة على زيادة الرواتب أمام موجات غلاء الأسعار ورفع الدعم عن بعض السلع وزيادة الضرائب، بجانب نمو المديونية وعجز الموازنة، وما ينتج عن ذلك من مظاهر إجتماعية غريبة عن المجتمع. القطاع الخاص عاجز وينكمش أيضا ولا يقوم بدوره كما هو مؤمل.
إذن هنالك جهود خالصة وتحديات، فأين الخلل؟
ما لا يريد أحد إستيعابه يا سادة هو أن النموذج الذي ننشد من خلاله النمو الإقتصادي خاطيء، نعم سامحوني فهو خاااااااااطيء.
فما هو النموذج الذي يصح في حالتنا؟
أمام العتب الملكي اليوم حول جدية تطبيق ما ورد في الأوراق النقاشية الموجهة للشعب، وطلب جلالة الملك من المسؤولين غير القادرين على قيادة مؤسساتهم للإستقالة، نقول بأن الأردن سياسيا وأمنيا بخير، ويبقى الملف الإقتصادي هو المعضلة التي تبحث عن الحلول ...
كل النماذج تم تجربتها، وبقي أن تحفز الدولة المواطنين على الإستثمار
"مشروع الشعب للإنتاج" مرة أخرى، فمن يعلق الجرس؟
قبل بضعة سنوات وفي خطاب العرش السامي أصدر جلالة الملك توجيهاته السامية لحكومة دولة النسور بإستحداث صندوق وطني للإستثمار؛ يساهم به المواطنون والقطاع الخاص والبنوك والدول الشقيقة والصديقة، واليوم سيشكل ضالة الإخوة المغتربين والعرب كذلك ممن يبحثون عن بيئة إستثمارية خصبة تضمن حقوقهم أمام المتغيرات العالمية السياسية المتقلبة.
كنت كذلك قد صغت رؤية ونموذج مشابه بشكل مفصل وأوصلته لأعلى المستويات في الدولة الأردنية قبل صدور التوجيهات السامية بالصندوق، وأسميته "مشروع الشعب للانتاج".
هنالك في البنوك الأردنية من ودائع ما يقارب 40 مليار دينار، وهنالك ضعفي ذلك مما يملكه المغتربون الأردنيون في البنوك العالمية، وهنالك عدة أضعاف الرقم من أموال يملكها أشقاء عرب ينظرون إلى بيئة جاذبة للإستثمار وآمنة سياسيا على ممتلكاتهم.
السوق الأردني كفيل بإستهلاك منتجات صناعية مختلفة عند وقف إغراقه بالمنتجات المستوردة والعشوائية وغير المنظمة، والتي لا تتبع لأية إتفاقية، وهنالك بالمقابل مدن تنموية في المملكة فيها بنى تحتية جاهزة لإحتضان أية مشاريع صناعية، وهنالك رؤى إستثمارية مفصلة بحوافز وجدوى أقتصادية.
تبلغ رواتب الأردنيين سنويا في القطاعين العام والخاص ما يزيد عن 12 مليار دينار (8 مليار للقطاع العام مؤكد، ونصفه للقطاع الخاص حسبما أتوقع)، ولن يمانع المواطن بالإستثمار في المشاريع المذكورة إن شعر بجدية التوجه، خاصة عندما يعلم بأن إبنه قد يجد الوظيفة، وإبنته قد تتزوج لما يجد الشاب فرصة العمل.
المغتربون والأشقاء العرب إن رأوا صندوق الإستثمار الوطني ينجح سيتوجهون لضخ أموالهم فيه، سنشعر حينها بالإنتعاش وتدني نسب الفقر والبطالة وتدني أو إختفاء ما ينتج عنها من عنف وجريمة وغيره.
لا يوجد وقت لإنتظار الإستثمارات الأجنبية، وقد حان بالتأكيد موعد تنفيذ رؤية وتوجيهات جلالة الملك بإيجاد "صندوق الإستثمار الوطني" وسأكون أول من يساهم فيه بإقتطاع ما نسبته 2% من راتبي الشهري، وهي النسبة المدروسة والتي تناسب جميع المواطنين الراغبين.
قد يواجه هذا الطرح التخوف من سوء إدارة الصندوق والمشاريع الناجمة عنه في المحافظات المختلفة، ولكن ما يضمن كسب التأييد الشعبي هو رؤية الخطوات الجادة بالحد من الإستيراد العشوائي دعما للمنتج الوطني، مقابل فتح باب البحث العلمي التطبيقي للنهوض به وبجودته ومنافسيته.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)