TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
النشر العلمي في الجامعات الأردنية ...أرقام صادمة
08/03/2015 - 3:00pm

طلبة نيوز- ا.د. عاهد الوهادنة

في الحديث عن البحث العلمي لا بُدَ من إستحضار ثلاثة نماذج للجامعات في العالم وهي الجامعات التدريسية والجامعات البحثية والجامعات التدريسية البحثية.  ولا ضير أن تكون جامعاتنا الوطنية جامعات تدريسية في المقام الأول وبحثية في المقام الثاني, وعندها لا بُدَ من خلق توازن بينهما. ولكن عند تقييم التدريس في الجامعات الأردنية لا بد أن نتوقف عند نسبة طالب لمدرس والتي وصلت لأربعين طالب لمدرس من حملة شهادة الدكتوراة وبنقص حوالي خمسة الاف عضو هيئة تدريسية.  وسبب عدم التوازن هذا هو عدم وجود التخطيط الإستراتيجي وفتح أبواب القبول لأعداد من الطلبة لا تحتملها البنية التحتية للجامعات ولهجرة الأدمغة لأسباب اقتصادية أو إدارية لعدم شعورها بالعدالة في مكان العمل أو لغياب البيئة العلمية والإدارية الرصينة عن جامعاتنا.  بل إن الأعداد الغفيرة من طلبة البكالوريوس في القاعات التدريسية تتضارب تماماً مع أساليب التدريس الحديثة والتي تتطلب صفوفاً صغيرة.  وهذه الأعداد لم تؤثر سلباً على التدريس فقط بل زادت من أعباء المدرسين وأثرت سلباً كذلك على الوقت المتاح للبحث العلمي. أما ما يخص البحث العلمي فقد يرى البعض أن المطلوب مستوى بحثي مرتفع يؤدي للإختراع وهذا لا يمكن أن يتأتى بغياب قطاع الصناعة عنه.  ولكن هذا لا يمنع من أن تكون الأبحاث الجامعية -وإن كانت لأغراض الترقية- مفيدة في مختلف مجالات التعليم العالي من حيث طرح نظريات جديدة أو أساليب مبتكرة أو تسليط الضوء على قضية معينة وطرح حلول مختلفة لها.  ولكن–وهنا محور هذه المقالة– أن عدد هذه الابحاث المنشورة وحسب محرك بحث Scopus قليلة الى درجة لا يمكن لأصحاب القرار السكوت عنها في ظل تفوق عديد من جامعات المنطقة على الجامعات الاردنية في كل التصنيفات العالمية.  المدهش أن بعض الجامعات الأردنية لم تنشر أكثر من ستين بحثاً  -حسب Scopus - منذ تأسيسها مع وجود دراسات عليا فيها!, بل أن بعضها يمضي عاماً كاملاً دون أن تنشر بحثاً واحداً! أو لم تتجاوز الأبحاث المنشورة سنوياً عدد أصابع اليد الواحدة!! وعند دراسة نسبة الأبحاث المنشورة لكل عضو هيئة تدريسية سنوياً في الاردن نجد أن كل الجامعات الأردنية لم تتجاوز -في المعدل- بحثاً واحداً لكل مدرس سنوياً وإن معظمها لم تتجاوز تقريباً نصف بحث لكل مدرس سنوياً بل إن بعضاً منها لم يتجاوز معدل النشر فيها ربع بحث سنوياً لكل مدرس.

الأرقام المذكورة في الجدول المرفق تتضمن العدد الكلي للأبحاث المنشورة لعينة من الجامعات الأردنية والعربية وجامعات من المنطقة وآسيا منذ تأسيس الجامعة أو منذ عام 1976 (أيهما أحدث), وحتى تاريخ كانون الثاني 2015, وعدد الأبحاث المنشورة في الفترة الواقعة بين 2010-2014 وذلك حسب محرك بحث Scopus الذي يحتل المرتبة الثانية بعد محرك بحث ISI من حيث نوعية المجلات العلمية. وتُعتمد قاعدة بيانات Scopus في بعض التصنيفات العالمية للجامعات. ولعدم الدخول في باب التشهير تمت الإشارة للجامعات الأردنية على انها حكومية أو خاصة ورُتبت تنازلياً.

واضح تماماً تواضع الأرقام الأردنية مقارنة بالأرقام العربية والإقليمية والأسيوية, بل ان وصف "تواضع" للإنتاج العلمي لبعض هذه الجامعات فيه مجاملة كبيرة!, وتستحق تدخلاً سريعاً من أصحاب القرار على مستوى الجامعة والدولة.

علماً أن بعض الجامعات المذكورة ليست أكبر عمراً من بعض جامعاتنا فمثلاً جامعة نانيانج –سنغافورة تم افتتاحها عام 1991, ومن المثير معرفة ان عدد طلابها ثلاثة وثلاثون الف طالب وعدد أعضاء الهيئة التدريسية المتفرغين حوالي 1668 وبنسة نشر ثلاثة ابحاث سنوياً لكل عضو هيئة تدريسية ويرتفع عدد المدرسين لأربعة الاف مدرس بإحتساب المدرسين غير المتفرغين, أي أن لديهم نسبة مدرس لكل ثمان طلاب. وفي جامعة سيؤول يوجد حوالي 28000 طالب و2600 مدرس بنسبة مدرس لكل أحد عشر طالباً تقريباً وبمعدل بحثين ونصف لكل مدرس سنوياً, مع العلم أن عدد المدرسين يرتفع لحوالي 5800 مدرس عند احتساب المدرسين على أساس الدوام الجزئي. أما نسبة النشر في جامعة هونج كونج فهي 3,8 ابحاث سنوياً لكل مدرس وفيها مدرس لكل تسعة طلاب. عدد طلبة جامعة طهران حوالي خمسون الف طالب, منهم 35000 طالب دراسات عليا, ومع وجود 2150 عضو هيئة تدريسية فان نسبة النشر تصل حوالي 1,6 بحث لكل عضو هيئة تدريسية سنوياً رغم ارتفاع نسبة طالب لمدرس وهذا يشير إلى أن لكل قاعدة استثناء. علماً ان جامعة طهران تصنف 301-400 حسب تصنيف شنغهاي, وترتيب تخصص الهندسة لديها عالمياً 51-57 حسب شنغهاي كذلك. أما عدد طلبة جامعة شنغهاي فهو 37452 منهم 19632 طالب دراسات عليا. ومع وجود 2851 عضو هيئة تدريسية متفرغ تصبح نسبة النشر سنوياً 3,5 بحثاً لكل عضو هيئة تدريسية و مدرس لكل ثلاثة عشر طالباً.  إن المنافسة في التصنيف العالمي للجامعات تتطلب أن ينشر عضو الهيئة التدريسية بحثين سنوياً على الأقل وأن لا تتجاوز نسبة طالب لمدرس 10 :1.

ما نستخلصه من هذه الأرقام أن إغلاق ابواب الدراسة في وجه شباب اردني طموح في الجامعات الاردنية مستحيل ومرفوض والمطلوب هو تعيين أكبر عدد ممكن من الكفاءات التدريسية والاستعانة بأكبر عدد مؤهل من المحاضرين غير المتفرغين, وهو أمر رغم بعض سلبياته الإ انه معمول به بنجاح في معظم أنظمة التعليم العالي العالمية وعلى رأسها بريطانيا وأمريكا.  وهذا يُحسن نسبة طالب لمدرس من جهة ويمنح عضو الهيئة التدريسية الوقت الكافي للبحث العلمي.  إنني اضع أمام أصحاب القرار هذه الأرقام والتي تُمثل عينة من الحامعات الأردنية مقارنة مع جامعات من المنطقة واسيا ولا أقول أمريكية أو أوروبية حتى تطبق حلولاً عديدة لا يتسع المقام للتذكير بها ولعل أهمها – في ظل العبء التدريسي لأعضاء الهيئة التدريسية- تفعيل طلبة الدراسات العليا وقبول المميز منهم من حيث المبدأ وعلى أساس قدراتهم العلمية وليس المادية, مع العلم يعتبرعدد طلبة الدراسات العليا في الجامعات الأردنية بالمقارنة مع طلبة البكالوريوس ضئيلاً جداً. وكذلك لا بد من مراجعة تعليمات ومدد الترقية ومردودها للموازنة بين التدريس والبحث العلمي. ولا بد من إيجاد الأكاديمي الإداري النموذج تدريساً وبحثاً ليرسم وزملاؤه مستقبلاً عالمياً لقسمه وكليته وجامعته.

 

 

الترتيب

الجامعة

مجموع الابحاث المنشورة منذ تاسيس الجامعة أو منذ عام 1976

(أيهما احدث),

محموع الابحاث المنشورة 2010-2014

الجامعة

مجموع الابحاث المنشورة منذ تاسيس الجامعة أو منذ عام 1976

(أيهما احدث)

محموع الابحاث المنشورة 2010-2014

1

حكومية

8074

3272

الملك سعود

28882

16689

2

حكومية

7146

2308

الملك فهد للبترول

13798

4801

3

حكومية

2928

965

الإمارات

8985

3068

4

حكومية

2430

1285

الأمريكية بيروت

12140

4240

5

حكومية

2225

1227

القاهرة

25863

10340

6

حكومية

1447

522

السلطان قابوس

7291

3183

7

حكومية

826

478

كيوتو-اليابان

157587

35528

8

خاصة

605

232

شنجهاي

101426

50216

9

خاصة

450

208

سيؤل الوطنية

85617

32662

10

حكومية

398

247

تايوان الوطنية

71148

26935

11

خاصة

327

207

سنغافورة الوطنية

87790

32008

12

خاصة

324

125

نانيانج-سنغافورة

54740

25044

13

خاصة

264

172

هونج كونج

58019

19017

14

حكومية

253

192

كيبانغسان الماليزية

22543

14697

15

خاصة

242

106

ازاد -ايران

40593

32230

16

خاصة

176

94

طهران

30734

17276

17

خاصة

151

77

طهران للعلوم الطبية

24484

15759

18

خاصة

68

39

شريف للتكنولوجيا-ايران

18287

9285

19

خاصة

58

17

الشرق الاوسط-تركيا

20904

7531

20

خاصة

44

8

تل ابيب

85338

21774

21

خاصة

31

17

العبرية في القدس

62148

12799

 

الجدول يبين العدد الكلي للابحاث المنشورة لعينة من الجامعات الأردنية والعربية وجامعات من المنطقة وآسيا منذ تاسيس الجامعة أو منذ عام 1976 (أيهما أحدث), وحتى تاريخ كانون الثاني 2015,.وعدد الابحاث المنشورة في الفترة الواقعة بين 2010-2014 وذلك حسب محرك بحث Scopus.

التعليقات

محمد بني عيسى (.) الأحد, 03/08/2015 - 15:46

شكرا للدكتور عاهد الوهادنه على هذه المعلومات القيمة التي يستحق ان تدرس بعنابة فائقه من وزارة التعليم العالي و ما يسمى بصندوق دعم البحث العلمي.

د حسين البخيت (.) الأحد, 03/08/2015 - 15:57

دراسة قيمة ومهمة لنا جميعا

ابو خالد (.) الأحد, 03/08/2015 - 19:46

ما يعجبني في الدراسه ذكر الحقائق واستنادها ال ارقام وادلة. الارقام المذكورة تشير الى ان واقع التعليم العالي في الاردن بحاجة الى جدية في العلاج. د. عاهد: تمتاز بصفاء التفكير وعمق البحث

مجهول (.) الأحد, 03/08/2015 - 21:37

وأزيدك من الشعر بيتا: غياب الأبحاث المدعومة ماليا في جامعاتنا وأن معظم الأبحاث منشورة في مجلات إدفع وانشر أو تمت إضافة أسماء لأجانب دون أن يشاركوا في الأبحاث لتسهيل النشر.

Dr. Sami Hamdan (.) الاثنين, 03/09/2015 - 06:30

Thanks Talaba news and dr. Wahadneh for the figures and facts. Such reserach is needed.

دكتور (.) الثلاثاء, 03/10/2015 - 00:03

للعلم الجامعات الخاصه تنشر في جامعات على نظام ادفع تنشر لغايات الترقيه والتعليم العالي غايب طوشه ترقيات هزيله نطلب من وزير التعليم العالي ان تتم الترقيات من خلال الوزاره وضمن اسس واضحه

دكتور س (.) الثلاثاء, 03/10/2015 - 09:55

الجامعات و رؤاسءه مشغولين في تسيسر المصالح الخاصة بهم
عندما تكون معظم التعينات و الايفادت عى اسس غير صحيحة ماذا تتوقع من مخرجات الجامعة

د. خالد أبوالتين (.) الثلاثاء, 03/10/2015 - 22:03

كلام به تحامل على الجامعات الأردنية بشكل عام، حيث ان العديد من أعضاء هيئة التدريس فى الجامعات الحكومية يقومون بنشر نتائج بحوثهم العلمية فى مجلات علمية عالمية محكمة و مفهرسة و مصنفة فى ISI, Scopus, Current Content وغيرها وذلك لغايات تحقيق متطلبات الترقية العلمية، وهناك بعض الجامعات الحكومية قررت إلغاء الإعتراف ببعض المجلات التى تسمي علمية وتتقاضى مبالغ مالية للنشر " على نظام ادفع تنشر لغايات الترقيه"، و هناك العديد من الجامعات الحكومية التى وضعت أسس و ضوابط للمؤتمرات العلمية وذلك لتحفيز أعضاء هيئة التدريس لديها للمشاركة بالمؤتمرات العلمية غير الربحية والتجارية، كما أن العديد من الجامعات الحكومية أصدرت تعليمات و أسس مكافأة مالية لأغراض النشر العلمي فى المجلات العلمية العالمية و المصنفة فى Thomson Reuters, Science Citation Index,Scopus,و غيرها من التصنيفات العالميةوبحيث يكون لتلك المجلات العلمية معامل تأثير (Impact Factor)، كما ان العديد من الجامعات الحكومية تحفز أعضاء هيئة التدريس لديها بمكافأت مالية مجزية من أجل تسجيل براءات الإختراع عالمياً.
ومن باب عدم المدح فأود أن أذكر أن الجامعة الهاشمية و التى تأسست عام 1995 قامت خلال العام الماضي (2014) بصرف ما مجموعة 19,427.970 ( تسعة عشر الف و اربعة مائة سبع و عشرون ) ديناراً و تسع مائة و سبعون فلساً مكافأت للنشر العلمي العالمي و المفهرس فى ISI or Scopus حيث تم توزيع هذا المبلغ على 143 عضو هيئة تدريس فى العديد من كليات الجامعة.
أتفق مع الدكتور العزيز كاتب المقال أن الحاجة مازالت لتعيين أعضاء هيئة تدريس بمختلف الجامعات وللعديد من التخصصات وهذا يتطلب البحث عن أعضاء هيئة تدريس متميزين علمياً و بحثياً للنهوض بمستوي الجامعات و للإرتقاء بجامعاتنا ( الحكومية و الخاصة) على مستوي التصنيف العالمي. و أخيراً أود أن أذكر أن عدد لا بأس به من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات الأردنية يحصدون جوائز عالمية لتميز أنتاجهم العلمي، مما يتطلب العمل على حثهم و تشجيعهم و العمل على زيادة هذا العدد مع قلته إلا انه عامل هام يدل على المستوي العلمي المتميز لبحوثهم العلمية. و الله من وراء القصد

جامعاتنا ليست بحثية (.) الخميس, 03/12/2015 - 22:12

كيف ومتى سيقوم أعضاء هيئة التدريس في البحث وأعباؤهم التدريسية تفوق نظرائهم في الجامعات البحثية؟ وكيف ندعي أن جامعاتنا جامعات بحثية وميزانياتها معتمدة على رسوم الطلبة؟ ومن هي الجامعة التي تشكل المنح البحثية جزء من ميزانيتها؟ ولماذا أغفل الكاتب المحتوى البحثي المنشور بالعربية؟ ولماذا الإجحاف بحق جامعات مثل اليرموك ومؤتة مؤلفات باحثيها مقررات دراسية ؟

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)