TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الوزير الأسبق باسم عوض الله....شخصية جدلية مثيرة
05/04/2021 - 7:45pm

 

بقلم الدكتور عارف بني حمد

 

أبتليت الدولة الأردنية خلال العقدين الماضين بسيطرة تيار أطلق على نفسه تيار الليبراليين أو الديجتال، وتولوا مواقع قيادية مهمة في الدولة ومنحت لهم صلاحيات غير طبيعية ، وكان شيخهم آنذاك الوزير الأسبق باسم عوض الله، وتغلغل هذا التيار في كل مفاصل الدولة الأردنية ، وزرع أنصاره في كل مكان ، وكان وسيطا مع المؤسسات المالية  الدولية (البنك الدولي وصندوق النقد الدولي )، وتبنوا الليبرالية فقط في المجال الاقتصادي ، وسعوا إلى إدماج الاقتصاد الأردني بالاقتصاد العالمي، والمسارعة في تطبيق برنامج إصلاح اقتصادي يقوم على التخاصية، وتمكين القطاع الخاص، والدفع باتجاه تحريك عجلة الاستثمار، والتخلي عن دور الدولة الاقتصادي.

وتولى هذا التيار  الملف المالي والإقتصادي، وقام ببيع وخصخصة كل أملاك الدولة الأردنية ، وتم نقل التجربة بشكل مشوه ، وشابها الفساد  ولم يتم مراعاة خصوصية الدولة الأردنية ونظامها الإجتماعي ، الى أن وصلت الدولة الى ما وصلت اليه الآن من أوضاع إقتصادية متدهورة في كل المؤشرات والوصول الى حافة  الإفلاس لا سمح الله . وأبرز المشاريع الفاشلة برنامج التحول الاقتصادي وبرنامج تعزيز الانتاجية ، الذي كان غير شفافا وأنفقت عليه ملايين الدنانير دون جدوى تذكر .

فقد كان حضور هذا التيار طاغيا  وبشكل فوقي ومتعجرف في المشهد الداخلي وإستطاع أن يؤسس حضورا طاغيا لدى صانع القرار على حساب مؤسسات الدولة الحكومية والسيادية ، وفرض كل أفكاره ومشاريعه على رؤساء الوزراء السابقين ، ولعب دورا في تقويض الولاية العامة لمجلس الوزراء وتحجيم دور الدولة وأجهزتها الرقابية ، كما كان وراء انشاء غالبية الهيئات المستقلة كمؤسسات موازية لتجاوز دور الوزارات المعنية والإفلات من الرقابة .

وبلغت مظاهر عظمة وقوة هذا التيار أن قام باسم عوض الله في إحدى السنوات، برعاية حفل إستقلال المملكة بالديوان الملكي وتلقيه التهاني والتبريكات من قبل كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين ، وكنت أحزن على بلدي عندما أرى كبار الضباط  العسكريين والأمنيين يؤدون التحية لهذا الشخص  الغريب وبأي صفة ، بينما كان رئيس الوزراء آنذاك يقف متفرجا ومهمشا في مكان بعيد .

ودخل هذا التيار في صراع مع قلعة الأردن دائرة المخابرات العامة وصلاحياتها آنذاك ، هذه القلعة التي حفظت الأردن دولة ونظاما في كل المراحل . ودخل بصراع مع مدراء المخابرات، ونجح هذا التيار بدهائه وخبثه  في تهميش وتحجيم دور الدائرة (عقل الدولة المركزي) وتم فصل دور الدائرة الأمني عن الدور السياسي، وبدعم من هذا التيار لم يعد مدير المخابرات منذ ذلك الوقت مستشارا للملك لشؤون الأمن القومي  .

كما سعى هذا التيار الى محاولة إخراج مقرات كل المؤسسات الأمنية والعسكرية من داخل عمان الى الأطراف ( كان المخطط نقلها الى الماضونة ) بحجة أن جذب الإستثمار الأجنبي يتطلب إخراج المظاهر العسكرية والأمنية من داخل المدينة . ولعب هذا التيار دورا رئيسيا في حل مديرية مكافحة الفساد التي كانت تابعة لدائرة المخابرات العامة عام 2005 ، وإنشاء هيئة حكومية بدلا منها للسيطرة عليها والإفلات من الرقابة .

وعندما تم تعيين باسم عوض الله  من قبل جلالة الملك كمبعوث خاص الى المملكة العربية السعودية ، كان الهدف تطوير العلاقات الاقتصادية والاستثمارية مع السعودية ، وتم إنشاء صندوق إستثماري اردني – سعودي لهذيه الغاية ، الا ان عوض الله لم ينجح بهذه المهمة ، ويعتقد بأنه لعب دورا سلبيا ، وقام باقناع السعودية بعمل مؤتمر استثماري ( دافوس الصحراء ) منافس لدافوس البحر الميت ، مما دفع  جلالة الملك لإعفائه من منصب كمبعوث الى المملكة العربية السعودية .

وأخيرا يتورط باسم عوض الله بمؤامرة لزعزعة إستقرار الدولة الأردنية ، وقد لاقى توقيفه إرتياحا شعبيا جامحا لما يعتقد غالبية الأردنيين بأنه السبب في تدميرالإقتصاد الأردني وتفكيك موسسات الدولة .

 

وبهذه المناسبه أصبح من الواجب على الدولة عمل مراجعة شاملة لحصر الأضرار التي سببها هذا التيار واصلاح الخلل الذي أحدثه التيار الليبرالي في الدولة وإعادة الأمور الى نصابها.

 

وحمى الله الأردن قيادة وشعبا

 

 

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)