TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الوقوف الى جانب الجامعة الاردنية فى ازمتها المالية والانتماء الحقيقي
13/03/2019 - 10:45pm

طلبة نيوز- أ.د نضال يونس
منذ مدة ليست بعيدة كان التبرع للاخوة السوريين الهاربين من براثن الموت والدمار، ومن قبلهم لاهل غزه فى حربهم مع اليهود ياتي تلقائيا، وبحسب قدرة كل شخص، من بضعة قروش الى دنانير محدودة، ونذكر جيدا كيف رافق هذا العمل هبه مشابهه على الساحة العربية والإسلامية،مع شعور عميق بالفخر والوحدة والتضامن، وكانت هذه المساهمات على ضآلتها عنواناً لمثالية غير مسبوقة....
وهناك امثله عديدة فى التاريخ العالمي على حالات مشابهه من استعداد عمال السيارات فى امريكا ابان الركود الاقتصادي للتنازل عن بعض حقوقهم المادية فى سبيل استمرار العمل فيها، الى قبول الشعب البريطاني ببيضه لكل فرد فى محنة الحرب العالمية الثانية ، الى الشعب الالماني الذى انطلق بهمة ونشاط لبناء وطنه واسترداد كرامته المهدرة بعد هزائم الحربين العالميتين الأولى والثانية بقليل من المال والتعويض و كانت النتيجة بناء دول رائدة ومتقدمة اقتصاديًا وإداريًا، نجحت فى بناء نهضتها الاقتصادية التى أبهرت العالم كله.

وطننا وجامعاتنا واغلب مؤسساتنا العامة تعاني اليوم من تراجع شديد فى الايرادات وعجز فى الموازنات راح يؤثر على قدرتها بالوفاء بالتزاماتها، ولكن ماذا لو قام بعضنا بالتبرع كل على "قدر استطاعته" لدعم هذه المؤسسات لضمان استمرارها فى اداءها لعملها..الا يعد هذا جزءا من الولاء والانتماء؟

جامعتنا الاردنية "الام" تمر اليوم بازمة مالية خانفة باتت تهدد وجودها...ماذا لو تبرع اساتذتها البالغ عددهم قرابة 1600استاذ بمبلغ 10-100 دينار فى الشهر بحيث تكون الحصيله 100 الف دينار على الاقل فكم ستكون ارقام السنه والسنتين!!
الا يمكن أن يساعد هذا فى حل جزء من مشاكل الجامعه المالية وتحويلها الى مجال اوسع للتنمية الجامعية المستدامه بدلا من الاستمرار فى الهمز واللمز وجلد الذات وترك الادارة فى خضم معركة فرضت عليها!!

مجرد مبادرة لو وجدت من يحمل زمامها ، بطريقة منظمة وصادقة بعيدا عن التشكيك والطعن ستجد اذانا صاغيه من الخيّرين من ابناء الجامعة الاردنية وهم كثر ولديهم الرغبه فى الاستجابة، بدلاً من الاستمرار في اذكاء الصراعات والمناكفات ...ماذا لوكانت هذه المبادرة فعلاً حقيقيا نابعا من الرغبة فى الوقوف الى جانب الوطن ومؤسساته فى وقت هو احوج ما تكون اليه....
لقد راعني حينما كنت فى امريكا ذلك الدعم والتبرع السخي الذى يقدمة الاطباء والمهندسون والاساتذه اليهود لدولة إسرائيل بشكل متواصل، ولا زلت اذكر ان موقف الاساتذة فى كلية الطب\ جامعة سيدني باستراليا، حين تبرعو للقيام بالتدريس فى اقسام الاناتومي والفيسيولوجي بدون مقابل عندما كانت الجامعة تمر بظروف صعبة عام 1996، طبعا نحن هنا لا نقلل من قيمة ودور المتبرعين بانشاء المساجد والمدارس فى مجتمعاتنا على مر الزمن..

نحن قادرون على جعل الفضيلة في العمل والتضامن مؤشرا لنجاحنا، ولو تم مشروع كهذا فإنه مرشح ليكون نموذجا يحتذى بنا وبفعلنا.. # الاردنية لينا وحقك علينا...

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)