د٠خلدون قندح

عميد كلية القانون

يصادف يوم العشرين من فبراير من كل عام اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية، حيث تحتفل معظم دول العالم بهذا اليوم الذي اعتمد بمناسبة الإعلان الصادر عن منظمة العمل الدولية.

ومن المعروف أن منظمة العمل الدولية هي أول منظمة دولية متخصصة تظهر على الساحة الدولية، والتي أنشئت في مؤتمر فرساي في العام ١٩١٩، وهي الآن إحدى المنظمات الدولية المتخصصة المرتبطة بالأمم المتحدة التي تعنى بحقوق العمال وتسعى إلى تحقيق العدالة الاجتماعية وصون السلم في العالم في عصر العولمة، وتعمل من أجل عالم يخلو من البطالة والفقر وتحقيق كل المعايير الدولية المتعلقة بالعمل، بما في ذلك ساعات محددة للعمل وأجر عادل وحرية نقابية.

وحيث أن الحق في العمل من الحقوق الأساسية للإنسان وعدم حصوله على فرصة عمل بغض النظر عن الجنس، فإن ذلك يقود إلى العوز والجوع والفقر مما يشكل تهديداً للأمن والسلم في العالم، وعلى هذا فإن على كافة الدول أن تلتزم بالمعايير الدولية للعمل.

ومن المعروف بأن الأردن طرفا في العديد من الاتفاقيات الدولية الصادرة عن منظمة العمل الدولية، كما أنه طرف في جميع اتفاقات حقوق الإنسان الرئيسة ومن ضمنها الإعلان المتعلق بالمبادئ والحقوق الأساسية في العمل لعام ١٩٩٨ الذي تحدث عن تعزيز مجموعة القيم والمبادئ الأساسية في مجال العمل مثل الإقرار بحق المفاوضة الجماعية والقضاء على عمالة الأطفال وجميع أشكال العمل الجبري وتكافؤ الفرص والقضاء على التمييز في التوظيف والاستخدام.

ومن هنا فإن العدالة الاجتماعية هي أساس السلام الاجتماعي ومن دونها لا سيادة لحقوق الإنسان، وليس هناك أخطر من الفقر وعدم المساواة والتمييز على أمن البشرية في عصر العولمة، وكما أن العدالة الاجتماعية منابع ثقافية تنبع من داخل المجتمعات الإنسانية نفسها حيث دعت جميع الديانات السماوية للعدالة الاجتماعية والمساواة، مما يرفد المجتمعات بالحوافز الذاتية للنمو والتطور.