طلبة نيوز-
د. أروى الحمايده

ظل يطرق أبواب اللئام, أبواب رزق له يتحكمون بها.....مزيج من الشرق والغرب, جزأه الشرقي يحثه للبحث عن "واسطه" واخر يخبره أن لا يكف عن السعي والمحاوله.
ينتعل حذاءه الجديد في كل مره يظفر بها بموعد مع أحد المحظيين, يشرع شارحا خبراته وعلمه على أمل أن يجد لحذاءه مكانأ في مزرعتهم.
ويعود كل مره بحقيبه تثقل ظهره الفتي ملأى بالخيبات والغضب والندم....فكل مقابلاته السعيده تنتهي دوما بوعد الحلاقه: ابعث لي( ال سي في) اي السيره الذاتيه... وهو كالأبله يحدثها ويرسلها!
أباه كان رجلا فاضلا بسيطا, وكان يعتقد ان ال سي في ما هي الا ال (تي في) , كان هكذا يلفظها!!!! ويؤنبه الأب دوما قائلا: يا بني ابعث لهم ( الزفت) ال تي في!
وتختنق عبرات القهر في جوفه ويحبسها كي لا يقول لأبيه: يا أبت ,ان ال تي في ما هي الا مشهدا هزيلا في مسرحياتهم, لا قيمه حقيقيه لها..... يا أبت هذه سكين الحلاقه التي يستخدمونها لنحري......يا أبت استحلفك بالله أن لا تذكرها أمامي....
مللت يا أبت, حطمت المرايا....
وأداة الحلاق لا تكل ولا تمل ولا تخجل, في صالون حلاقة الوطن: ال تي في ليست الا طريقا للخروج.....
يا أبت: اسمها ال سي في وليس تي في....
وبغض النظر عن اسمها فهي بلا قيمه تذكر. يا أبت: لأكل العيش في أوطاننا حلاقون مهره, انتقائيون مشخصنون, يحبون من هاجر اليهم أقرعا.....
يا أبت, كم من مره تعرضت بها للحلاقه على أياديهم النجسه؟
هل تعلم أباي أن هذه المدعوه تي في, كلما تقربت منها واردت رعايتها وتحديثها, لفظتني بمقص حلاقه رخيص.
في وطني, السيره الذاتيه نموذج لم تعمل لأجله ولم تورثني أياه!
الحلاقه اتعبتني يا أبتي وحان الأن موعد تمرد خصلات شعري لتحلق في الهواء فلست بسامح لهؤلاء الجزارين بقص جناحي بعد الأن......