TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
تخصصات جامعية يختارها الطلبة لا تتناسب و سوق العمل
08/02/2016 - 11:15pm

طلبة نيوز

لم يخف الشاب أحمد عبد الرحيم (25 عاما) إحباطه وحالة اليأس التي يعيشها في ظل انتظار وظيفة عقب تخرجه من جامعة اليرموك، وحصوله على شهادة البكالوريوس في تخصص إدارة الأعمال.
يقول أحمد، “اضطررت للعمل كبائع في إحدى المحلات التجارية، حتى أتمكن من تسديد المبالغ المالية التي تكبدها والدي جراء تعليمي، حقيقة الأمر، لست راضيا عن هذا العمل فقد أمضيت 16 عاما من عمري في الدراسة وأخيرا أعمل في وظيفة بإمكان أي أحد أن يعمل بها، فهي لا تحتاج إلى دراسة ولا ثقافة”.
حال أحمد لا يختلف كثيراً عن آلاف الشبان الجامعيين الذين سهروا الليالي وأنهكوا ذويهم اقتصادياً، ليحصلوا أخيراً على شهادة جامعية، ولكنهم يصطدمون بواقع مؤلم، عدم حصولهم على فرصة عمل وفقا لتخصصاتهم الدراسية.
وبحسب استبيان إنجاز العرب بيت كوم و YouGov يبين أن الخريجين الجدد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا غير مستعدين لسوق العمل، وأن أقل من ثلث الشباب العربي يختارون التخصصات الجامعية اعتمادا على فرص التوظيف المتوفرة.
وقد كشف الاستبيان الذي سلط الضوء على معدلات البطالة المرتفعة بين الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (23 % في الشرق الأوسط و24 % في شمال أفريقيا، مقارنة مع المتوسط العالمي البالغ 13 %*)، أن ثلث الخريجين في المنطقة (29 %) عاطلون عن العمل، بل وبرزت هذه الحقيقة بشكل أوضح لدى الشابات في المنطقة (43 % خريجات جامعيات عاطلات عن العمل)، والخريجون الجدد (59 % من الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 سنة عاطلون عن العمل).
وأوضحت نتائج الاستبيان الذي كشف الستار عن تصورات الشباب العربي تجاه فرص العمل واستعدادهم للتوظيف، أن الشباب في المنطقة يغادرون مؤسسات التعليم العالي من دون أن يكونوا مستعدين للانخراط في بيئة العمل، علما أن 80 % من الخريجين الجدد أكدوا أن مؤسساتهم التعليمية لم تساعدهم على تحديد فرص العمل المناسبة أو التقدّم لها.
وشمل الاستبيان نطاقاً واسعاً تضمن الخريجين الموظفين أو غير الموظفين، والطلبة الحاليين، في 19 دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وكشف عن وجود قطاعات معيّنة في المنطقة تحظى باهتمام الشباب العربي. في الواقع، أبدى معظم المجيبين عدم تأكدهم من توفر فرص العمل في قطاع الضيافة، والطيران والإعلام بوجه خاص.
وبهذا الصدد تقول مدير عام مؤسسة لوياك لولوة سفاريني، “تعمل مؤسسة لوياك منذ تأسيسها على تدريب الطلاب وتزويدهم بالمهارات المهمة لتأهيلهم لدخول سوق العمل كمهارات اللغة الانجليزية والاتصال والتواصل وغيرها، كما تعمل مؤسسة لوياك على ربط الطلاب الخريجين او الذين هم في سنواتهم الاخيرة على مقاعد الدراسة بسوق العمل مباشرة من خلال توفير فرص تدريبية في اكبر الشركات المحلية، وذلك من خلال برنامج درب والذي تنفذه المؤسسة بالشراكة مع صندوق الملك عبدلله للتنمية اذ يتيح البرنامج تدريبات مكثفة للمهارات الضرورية للطلاب ليصبحوا مؤهلين وقادرين على دخول سوق العمل بكل ثقة واقتدار”.
وتضيف، كما تعمل المؤسسة من خلال احد برامجها ويطلق عليه اسم مخيم الابداع والابتكار على إدراج ثقافة التعلم الإبداعي والابتكاري اللامحدود من خلال تدريب وحثّ الطلاب على التفكير خارج الصندوق وابتكار حلول لمشاكل تواجه الشركات المحلية المشاركة في البرنامج و/ أو ابتكار مشاريع تجارية بسيطة ممكن أن يتم تبنيها من احدى الشركات المحلية الكبرى.
ويلفت الخبير الاقتصادي حسام عايش إلى أن هناك فجوة تكبر بين سوق العمل وبين تخصصات الدراسة الجامعية لأسباب تتعلق بالطرفين معا، فسوق العمل لم يتطور بالشكل المناسب لكي يستوعب أية تخصصات جديدة يمكن أن يدرسها الطالب في الجامعة وفي نفس الوقت أن الجامعات لم تتطور كثيرا في برامج ودراسات يمكن أن يتخصص فيها الطلاب بشكل يخدم سوق العمل المتغير بطبيعته.
الحقيقة أن سوق العمل وبسبب الفوضى التي تسود هذا السوق يصعب على طالب في مرحلة ما قبل الجامعة أن يحدد بشكل صحيح ودقيق التخصص الذي يمكن أن يساعده على ايجاد وظيفة بعد التخرج وفق عايش، لأن المهن والحرف وطبيعة التغير في المجتمعات لا تسمح أن تكون هناك فترة توقف فيها المجتمع عن تغيير وتحديد متطلباته، ويمكن لهذا الطالب المتخرج من الجامعة أن يجد ما يناسب تخصصه.
ويؤكد أنه بشكل أو بآخر على الطالب أن يدرس ما يرغب، لكن يأخذ بعين الاعتبار أنه قد لا يجد وظيفة، لذا يجب أن يصبح جزء من ثقافتنا “كيفية اختيار التخصص وفق سوق العمل”، يعني عليه أن يطور نفسه باستمرار من خلال الدورات التدريبية عالية المستوى التي يمكن من خلالها أن تدخل بعض الوظائف في سوق العمل، وأن يطور الطالب معارفه بشكل شخصي ومتواصل لكي يكون على معرفة بما يدور في سوق العمل من تغيرات حتى أثناء دراسته الجامعية، وهذه مسؤولية الجامعة والطالب معا.
يقول، آن الأوان لشركاتنا ومؤسساتنا والمستثمرين في بلدنا أن يقوموا هم أيضا باستضافة هؤلاء الشباب سواء كانوا على اعتاب دخول الجامعات أو في المراحل الجامعية واطلاعهم على متطلبات سوق العمل المتغيرة والمتطورة، ولكي يدفعوهم ببدء البحث عن دراسة أو تطوير دراسته باتجاه دراسة مجالات أخرى تسمح لهم العمل في هذه الشركات والمؤسسات الكبيرة الموجودة في السوق.
يضيف، يفترض أيضا أن يكون لدى وزارة العمل، وزارة التربية والتعليم، التعليم العالي خطة عمل مشتركة لكي تنجز تقريرا سنويا مشتركا بالتعاون مع هيئات ومؤسسات مجتمع مدني وجامعات يتضمن المهن والوظائف الموجودة والمتوقعة، أيضا المتطلبات الجامعية التي يمكن لها أن تخدم الطالب في الجامعات والمساقات، فالتعاون من هذه الجهات يخدم سوق العمل في المراحل القادمة.
الخبير الاجتماعي والتربوي د. حسين الخزاعي يرى أن الطلبة بعد إعلان نتائج التوجيهي مقيدون في سياسات القبول في الجامعات الأردنية وخاصة الحكومية إذ أن القبول يتم بناء على تقديم طلبات التحاق في الجامعات ونتائج القبول الموحد هي التي تقرر ماذا يدرس الطالب وفي أي جامعة وهذا مرتبط بالمعدل.
ويقول الخزاعي، ثلث المتقدمين للجامعات الحكومية هم من يختارون التخصص، كون معدلاتهم تتطابق مع معدلات القبول في الجامعات، أما في الجامعات الخاصة، فالوضع يختلف، إذ أن الطالب يختار الجامعة والتخصص حسب شروط وسياسات القبول.
وحسب الخزاعي يتدخل في موضوع اختيار التخصص رغبات الأهل ورغبات الطالب ومعدل الطالب في التوجيهي ونادرا ما يأخذ الطلبة في عين الاعتبار مدى توفر فرص العمل.
ويقول الخزاعي، هذا الإجراء المتبع في سياسات القبول يساعد على وجود البطالة في تخصصات أكثر من غيرها، ولعل وجود 300 ألف طلب في ديوان الخدمة المدنية يؤكد على عدم وجود تناسق ما بين سوق العمل والدراسة الجامعية.
وينصح الخزاعي الطلبة قبل اختيار التخصص التأكد من مدى توفر فرص عمل في المستقبل إذ أن هذا التخصص سوف يصاحبه مدى الحياة.

العد - منى ابو صبح

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)