TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
ترتيب البيت الاردني في خطاب العرش السامي
17/10/2018 - 9:30pm

طلبة نيوز-
بقلم: ا. د. عدنان المساعده*

إشارات هامة وواضحة ومباشرة تضمنها خطاب جلالة مليكنا المفدى عبد الله الثاني بن الحسين أمام مجلس الأمة بيّنت حجم التحديات والمسؤوليات التي تواجه بلدنا داخليا وخارجيا وجاءت لتوجيه البوصلة الوطنية ورسم خريطة طريق لتصحيح الاختلالات والتأكيد على استراتيجية عمل ضمن نهج وطني شمولي للنهوض بالأردن وطنا يستحق منّا كل التضحية حيث ان الوطن أكبر منا جميعا، وكانت لغة الخطاب بليغة البيان في سطورها وكلماتها الرصينة والمؤثرة التي خاطبت العقل والقلب والضمير حينا ورافقها الغضب الممزوج بالعتب المشروع حينا آخر مشيرا مضمون الخطاب إلى أن بلدنا الأردن بني بسواعد ابنائه المخلصين الذين أفنوا زهرة شبابهم بذلا وعطاء وتضحية وفداء وساهموا في إعلاء أسوار الأردن لتبقى حصينة قوية أمام كل التحديات والأخطار، ولهذا خاطب جلالته مكونات الدولة الاردنية مواطنين ومسؤولين بقوله: "انصفوا الاردن لان الأوطان لا تبنى بالتشكيك وجلد الذات، ولا بالنيل من الإنجازات أو إنكارها بل بالعزم والإرادة والعمل الجاد".
انه الغضب الابوي الممزوج بالعتب من وجود ممارسات خاطئة تجلد الذات وتوهن جسد الوطن من خلال الاشاعات المغرضة والتجني من خلال قنوات التواصل الاجتماعي التي شابها الفوضى بدوافع من اصحاب الاجندة الخاصة الذين لا يفكرون الا بذواتهم أو عن جهل من قبل البعض او سوء تقدير من البعض الآخر كلها مجتمعة أساءت إلى مكونات ومفاصل الدولة ولم يسلم من ذلك الرموز والمؤسسات والاجهزة الوطنية في حالة لم نعهدها من قبل في تاريخ أردننا وبرزت ظاهرة الإستقواء على مؤسسات الوطن وضرب القوانين والأنظمة عرض الحائط تحت عناوين براقة مزيفة تحمل في طياتها الفوضى وإثارة الفتن الأمر الذي يستدعي تحصين جبهتنا الداخلية وتزويد الشارع الاردني بالمعلومة الموثوقة، وان لا نترك تلقي مثل هذه الإشاعات المغرضة من قبل فئة لا تريد الخير لوطننا وتحاول النيل من عزيمته، كما يتطلب الأمر المراجعة والمحاسبة والمساءلة ضمن إحترام سيادة الفانون وهيبة الدولة والعدالة وتكافؤ الفرص بين الجميع هي الأساس وتجفيف منابع الفساد واجتثاثه من جذوره وتحصين كافة المؤسسات من هذه الآفة الخطيرة لانها المعيق الأكبر أمام عجلة الإنتاج والعمل والبناء في جميع المرافق.

لقد وضع جلالته النقاط فوق الحروف وكانت كلماته تنبض صدقا وألما في نفس الوقت حيث ان الأردن مثل غيره من الدول شابت مسيرة البناء والتنمية فيه بعض الأخطاء، التي لا بد أن نتعلم منها لضمان عدم تكرارها ومعالجتها لنمضي بمسيرتنا إلى الأمام. وحرصا من جلالة قائد الوطن على دفع مسيرة البناء والعمل والانتاج أشار جلالته الى حالة الغضب وعدم الرضى والارتياح الناتجة عن ضعف الثقة بين المواطن والمؤسسات الحكومية، والمناخ العام المشحون بالتشكيك الذي يقود إلى حالة من الإحباط والانسحاب الأمر الذي يؤشر الى وجود خلل يجب معرفة اسبابه ومعالجة ذلك دونما تسويف او تأجيل وتطبيق مبدأ سيادة القانون على الجميع دونما انتقائية اوعبثية تمارس من قبل البعض.

واما الساهرون على حماية امن الوطن والمواطن ابناء قواتنا المسلحة وكافة الاجهزة الامنية فهم درع الوطن المنيع وصمام الأمان لجميع مفاصل إستقرار حاضر ومستقبل أردننا والدفاع عن ترابه من كافة الاخطار الخارجية وكذلك حماية امننا الاجتماعي والاقتصادي والتربوي والحفاظ على المقدرات والإنجازات، فواجب دعمهم والوقوف الى جانبهم في اداء واجبهم المقدس في ظل الظروف التي تحيط بنا من كل الاتجاهات فهم بحق قرة عين الوطن وهم يؤدون رسالتهم السامية برجولة وبطولة واباء تجاه الاردن ليبقى منيعا قويا امام التحديات الداخلية والخارجية على حد سواء.

نعم، لقد جاء خطاب جلالة سيدنا جاء جامعا مانعا مؤثرا وهو بحق خارطة طريق لنا جميعا افرادا ومؤسسات ومسؤولين لنترسم فحوى الخطاب وتطبيق مفرداته وفهم المضمون الذي ينبض صدقا من قائد لا يكذب اهله من جهة وغضبا وعتبا ملكيا من جهة أخرى حيث اشار جلالته بوضوح الى انحراف البوصلة في جانبها الاجتماعي واختلال توازن منظومتنا الاجتماعية والترويج للإشاعات عبر قنوات التواصل الاجتماعي دون تقدير لمخاطر ذلك على سمعة بلدنا ومستقبل الاجيال. ان كلمات جلالة الملك تدعو كل واحد منا لتكون عيناه على الأردن الوطن الأغلى والعمل بصدق وضمير لإعادة ترتيب بيتنا الأردني على أساس متين وقوي نساهم جميعا في بناء مداميك الإنتاج والعمل والإنجاز ونبتعد عن جلد الذات ونقّدر المنجزات في الوقت الذي نحارب وننبذ الفساد بكل أشكاله ونحصّن مؤسساتنا من هذا الخطر بتفعيل القانون والمساءلة والمحاسبة لأنه لا أحد فوق القانون وأن بئر الوطن لنا جميعا ومن حق الجميع ان يرتوي منه ماء عذبا زلالا وواجبنا أيضا أن لا نسمح لكائن من كان أن يرمي حجرا يعكر صفاءه ونقاءه او يلوث ماءه الذي يروي الزرع ليبقى أخضر يانعا يؤتي أكله كل حين.

نعم، ان محاور الخطاب الملكي السامي شخّصت مواطن الخلل وكانت بحق نبراسا يرسم الطريق لمستقبل اردننا وبثت العزيمة في النفوس الكبار ليكون الانسان الأردني حريصا على سمعة ثرى وطنه الطهور يعمل بهمة ولا يسّوف... يتطلع الى الإمام ولا يهمه وضع العصي في دولاب الحياة من قبل المتربصين الذين في قلوبهم مرض وفي رؤوسهم أذى.

وبعد، فهل سنكون قادرين على ترجمة ما جاء في الخطاب الملكي السامي، وهل سننجح في الافادة من التوجيه الملكي الصادق ليترسخ الإنتماء للأردن وطنا له حق علينا جميعا لأنه القاسم المشترك الأعظم الذي يجمعنا ويوحدنا ودمتم يا مولاي سيدا حاميا للدار والأهل ومعكم وبكم ماضون لتبقى أسوار أردننا عالية قوية في وجه كل التحديات والصعاب ونقول دائما: كلنا للاردن فداء وعلى درب أبي الحسين نسير بعزيمة ومضاء.

* كاتب واستاذ جامعي/جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)