عنوان المقال: تسخير الذكاء الإصطناعي وأدواته وخوارزمياته خدمة للغة العربية في يومها العالمي

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيد البشرية وملهمها، سيدي وحبيبي وقدوتي النبي العربي الأمين، وعلى آله وصحبه البر الميامين، وعلى زوجاته أمهات المؤمنين.

الحمد لله ربّ العالمين، الحمد لله الذي اصطفى اللغة العربية لغة للقرآن الكريم وهو القائل في كتابه "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" والقائل كذلك "قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ". لك الحمد حمداً كثيراً يارب على أن خلدت هذه اللغة الجميلة وحفظتها تخليدك وحفظك للقرآن الكريم، فأنت القائل "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ"، فقد تكفلت بحفظ القرآن الكريم وكذلك لغته وهذا ما يبعث على الطمأنينة والفخر بأن اللغة العربية محفوظة مادامت الحياة قائمة ومحفوظة بعد إنتهاء الحياة على هذه المعمورة، كيف لا وهي لغة أهل الجنة. لك الحمد يارب من قبل ومن بعد على هذه النعمة التي يجهلها الكثير ولا يقدرها.

أتقدم بخالص الشكر وعظيم الإمتنان لكل جهد وعمل خالص وموجه في خدمة اللغة العربية، لغة القرآن الكريم، ولغة الإسلام والمسلمين، ولغة أهل الجنة، ولغة الضاد. فالشكر موصول لأهل اللغة وإلى كل الأساتذة والباحثين والمهتمين والمخلصين في سبيل نشر اللغة العربية والعمل على تطويرها وتجويدها علماً وحوسبةً. فهنالك جهود محليّة وعربيّة ودوليّة نحترمها ونقدرها تخدم اللغة العربية وأهلها ومتحدثيها وأساتذتها وطلابها.

الحديث يطول حول اللغة العربية وما يميزها وجهود أهل اللغة وأهل الحوسبة فيها، فما يجول في نفسي ويحضرني حول اللغة العربية أنها:
• تميزت عن دونها من اللغات بأنها لغة الإسلام ولغة القرآن الكريم ولغة أهل الجنة ولغة الضّاد.
• تعتبر الأساس والمقوم الأول في بناء الأمة العربيّة والثقافة العربية الإسلامية، فهي أكثر اللغات ارتباطاً بعقيدة الأمة، وهويتها، وشخصيتها.
• لها تاريخ طويل ومتصل ذو ثروة فكرية وأدبية واسعة.
• تتميز بأنها أوسع اللغات وأدقها في قواعد الصرف والنحو، كما أنها تمتلك ثروة هائلة في أصول الكلمات والمفردات والتراكيب والمفاهيم والإيجاز والشمول والدقة.
• يتحدث بها نحو نصف مليار نسمة، والذين يشكلون نسبة 6.6% من سكان العالم، ويستعملها نحو إثنين مليار مسلم حول العالم.
• كما أنها تعتبر اللغة السادسة في الأمم المتحدة.

في عام 2012، اعتمدت اليونسكو يوم 18 من ديسمبر/كانون الأول من كل عام يوماً عالمياً للغة العربية، إلا أن من واجبنا أن يكون كل يوم هو يوم للغة العربية ولابد علينا أن نفتخر بلغتنا التي هي مصدر ثقافتنا وعقيدتنا وهويتنا وشخصيتنا. فاللغة العربية تستحق منا أكثر من ذلك، لا سيما الشح الملحوظ بالمحتوى الإلكتروني للغة العربية، وهذا يجعلنا أمام حالة تقصير واضحة تتطلب العمل من كل غيور على هذه اللغة العظيمة.

بعد أن اعتمدت اليونسكو موضوع "اللغة العربية والذكاء الإصطناعي" شعاراً لليوم العالمي للغة العربية عام 2019، فإنها اعتمدت موضوع " أكاديميات اللغة العربية: ضرورة أم رفاهية؟" شعاراً للإحتفاء باليوم العالمي للغة العربية في عام 2020، مع التركيز على كيفية تمكين أكاديميي اللغة من تعزيز وإحياء استخدام اللغة العربية الفصحى. كما يركز اليوم العالمي للغة العربية للعام 2020 على المخاوف بشأن تناقص استخدام اللغة العربية الفصحى وزيادة استخدام اللهجات العربية المحلية.

ومن هنا فإننا نناشد جميع الباحثين إلى الاهتمام بشكل أوسع في اللغة العربية الفصحى بشكل أوسع وتوظيف أدوات وخوارزميات الذكاء الإصطناعي خدمة لها. وإنني أقول، إذا لم تتحدث تقنيات الذكاء الإصطناعي وتطبيقاته ولم تفهم ولم تحلل ولم تعرب ولم تلخص ولم تجيب عن الأسئلة ولم تحاور ولم تستعيد البيانات ولم تترجم ولم تتخذ القرار الأنسب والعديد من الوظائف المهمة للمستخدمين في لغاتهم الطبيعية المختلفة، فإنها تكون بذلك قد فشلت فشلاً ذريعاً في إثبات إمكانياتها ونيل ثقة المستخدمين.

وفي هذا اليوم المميز وإيماناً منّا بأن خدمة اللغة العربية (لغة القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة) شرف ما بعده شرف، وإحتفاء بذكرى اليوم العالمي للغة العربية، فإنني وبالأصالة عن نفسي كمحرر رئيس وبالنيابة عن زملائي أعضاء هيئة التحرير، أدعو جميع الباحثين الأردنيين والعرب وغيرهم وطلبة الدراسات العليا إلى تقديم أبحاثهم للعدد الخاص في المعالجة الطبيعية ومعالجة الكلام في اللغة العربية الذي تم بحمد الله الموافقة عليه تحت عنوان "المعالجة الطبيعية للنصوص والكلام في اللغة العربية بإستخدام طرق التعلم العميق والتعلم الآلي":
Arabic Natural Language Processing and Speech Recognition Using Deep and Machine Learning Approaches

ضمن المجلة العالمية " International Journal of Speech Technology " والمدرجة ضمن الناشر Springer.

إليكم بعض الروابط المهمة:
- رابط العدد الخاص على موقع المجلة:
https://www.springer.com/journal/10772/updates/18607992

- رابط يحتوي على ملف فيه محاور العدد الخاص:
https://resource-cms.springernature.com/springer-cms/rest/v1/content/186...

أخيراً، أهنئ جميع المهتمين والمتحدثين باللغة العربية حول العالم باليوم العالمي للغة العربية، وأدعو من الله أن يزيد الاهتمام بهذه اللغة المهمة على جميع الأصعدة. فكل عام وأنتم ولغتنا العربية بألف خير.

مع تحيات عاشق اللغة العربية وخادمها،

الدكتور محمد عبد الرحمن أبو شريعة
الأستاذ المشارك في قسم أنظمة المعلومات الحاسوبية
كلية الملك عبدالله الثاني لتكنولوجيا المعلومات
الجامعة الأردنية
m.abushariah@ju.edu.joالبريد الإلكتروني: