طلبة نيوز- الراي

يفتعل الطالب فايز 16 عاما اسباب كثيرة لعدم حضوره الدوام المدرسي والالتزام كأقرانه بالحصص الصفية، وهو يوهم اسرته انه ذاهب للمدرسة ، لكن بمجرد وصوله سرعان ما يجد ذرائع للتسرب خارج المدرسة، منها المرض او اضطراره للعمل للحصول على مصروفه بحكم ان اسرته تعاني ضيق الحال، لكنه سرعان ما يستدرك :» اصاب بصداع شديد ولا استوعب مايقال داخل الغرفة الصفية ويغلبني النعاس لاغفو وتكون النتيجة الطرد من الصف «.
هذا هو حال طلبة في بعض مدارس محافظة مأدبا ممن يتسربون خارج مدارسهم خلال ساعات الدوام الرسمي، لكن اولياء الامور يتساءلون عن الضبط داخل المدارس، وابلاغ الاهل عن سلوكيات ابنائهم في حال تكرار الغياب عن المدرسة ، ويقول الخمسيني «ابو مالك» :» المعلم مش سائل والاب مش داري و»الرابور» حامي «، ويضيف باستغراب: « يبدو الدوام المدرسي ومتابعة الحصة المدرسية حمل ثقيل على بعض من الطلبة لذا يلوذون نحو الشوارع والمقاهي «.
ويأخذ تسرب الطلبة من المدارس ،وفقا لمواطنين، في وسط مادبا، اشكالا متعددة منها تواجد بعض من الطلبة في ساعات مبكرة من الدوام المدرسي وبعد اقل من ساعة على بدء الحصة المدرسية اما يلعبون في الساحات الرئيسة للمدينة كساحة السلام مثلا او يجولون في الشوارع الخلفية لحين انتهاء الدوام المدرسي.
ويشير المواطن جميل سمعان 55 عاما، بيده الى مواقع تجمهر بعض من الطلبة في احدى المقاهي لتناول الارجيلة واحتساء المشروبات الساخنة وفي الساعات الاولى من الصباح.
وشكا مجاورون لمبنى السرايا ، من تواجد الطلبة في ساعات الصباح في الموقع، ويقول نبيل سليمان»: تحول الموقع وساحته الرئيسية بعد ان اغلق كمنشأة سياحية مستغلة من القطاع الخاص ، الى مكان للاختباء واللقاءات واللعب ومعظم مرتاديه طلبة المدارس».
ويقول المعلم مروان المنصور ، ان من اسباب هروب بعض الطلبة من الصف: « العيال لا ترغب بالدراسة»، مذكرا التساهل بنظام الرسوب والنجاح كسبب لعزوف الطلبة عن الدراسة ، لكنه لم يقلل من فعالية الاساليب العلاجية التربوية لمدراء بعض من المدارس ، التى تصطدم احيانا بسياسة الاسترضاء التي يتبعها بعض من مدراء التربية».
وسبّبّ المساعد الفني لمدير تربية قصبة مادبا خليل الشوابكة ، وجود بعض من الطلبة في شوارع مادبا الى وجود مناسبات في مدارس بعينها يحتفل الطلبة بها على طريقتهم الخاصة كالنجاج في الانتخابات الطلابية، او الرحلات المدرسية، او المغادرة المبكرة من المدرسة، لكن هذا السبب الوقتي لا ينطبق على كل حالات تواجد الطلبة في كل الايام.
ويوضح:» انه سيشكل فرقا للكشف على المواقع التي يتواجد بها الطلبة خارج الحصة الصفية من غير مدراء واساتذة المدارس، لمحاولة الحد من تهرب الطلبة من دوامهم المدرسي.
الارقام والاحصائيات بخصوص حجم ظاهرة تسرب الطلبة من بعض المدارس في مأدبا خلال اوقات الدوام، تتضارب بشكل لافت ،ففي دراسة لمديرية تربية قصبة لواء مادبا في العام الدراسي 2012-2013 ، اعتبرت التسرب المدرسي في ادنى مستوياته حيث بلغ في مدارس الذكور 3 بالالف وللاناث 2 بالالف ، عازية هذا التدني للمعالجات التربوية الحصيفة فيما لم يتسن الحصول على نسبة هذا العام.
اما احدى تربويات مادبا، التي يبلغ عدد مدارس قصبة اللواء فيها 70 مدرسة وتضم 30 الف طالب وطالبة، جهاد بوسف، والتي سبق ان شغلت وظيفة معلمة وسكرتيرة واستقر الامر بها مديرة مدرسة اساسية، فقد شككت بنسب التسرب معتقدة انه وصل الى نسبة ترواح بين 20 الى 30 بالمئة.
وتشير الى ان للتسرب بحسبها مسببات في مقدمتها عدم الرغبة بالدراسة ، فيما هناك اسباب ثانوية ولكنها ضاغطة منها رغبة الاهل بعمل بناتها او الزواج المبكر اضافة الى سوء المعاملة داخل الصف وتفشي العنف بكل اشكاله مذكرة المعلمة والمديرة بمسوؤلياتهن في ترغيب الطالبة بالتعلم والعلم حتى وان اضطرت الى العمل والزواج المبكر.
مدير مديرية التنمية الاجتماعية وقسم مكافحة التسول في مادبا ، سيلمان النجادا ، قدم اضاءة على موضوع التسرب المدرسي حيث افاد الراى ان 15 بالمائة من المتسولين الذين يقعون بقبضة فرق المكافحة هم طلاب وطالبات، ما زالوا على مقاعد الدرس، فيما 118 متسولا كانوا يدرسون وتركوا مقاعد الدرس و114 متسولة، ايضا كانت تذهب الى المدرسة لكنها ايضا غادرت المدرسة نهائيا من اصل 431 متسولا ومتسولة تم ضبطهم من بداية العام الحالي حتى تاريخه.
البعض يذهب الى تشخيص أوسع ، ويفيد مصدر طبي في مديرية صحة المحافظة، ان للتقرير الطبي دورا عند بعض من الطلبة الذين يتغيبون اكثر من مرة عن دوامهم اليومي المعتاد، ،ويوضح ان اطباء المراكز يتعرضون للكثير من الاحراجات تدفعهم لاعطاء اجازة طبية مدتها من يوم الى يومين، نافيا اخضاع الحالات المرضية او التمارض لبعض من الطلبة لفحص اللجان الطبية.
ونصت تعليمات وزارة التربية والتعليم للعام الحالي 2014 -2015 على انه يحق للطالب الغياب ما نسبته 10 بالمئة من مجموع ايام العام الدراسي واذا تجاوز هذه النسبة تطبق عليه عقوبة الحرمان.