تسرب الطلاب من المدارس .. مسؤولية من؟
طلبة نيوز

الكاتب : بلال الذنيبات

يتحدث بعض الأصدقاء لي عن تفشي ظاهرة تسرب الطلاب من مدارسهم في محافظة عجلون و الكرك ، و يشكل هذا خطر على مستقبل أولائك الطلاب خاصة إذ ما تبادر على أذهاننا ان التسرب من المدرسة يرتبط بظواهر أُخرى منها المخدرات و الانحرافات الاخلاقية و التحرش بالفتيات و تأثر مستقبل هاؤلاء الطلاب نتيجة لا مبالاتهم بالتعلم.
يضعنا هذا أمام مسؤوليات كبيرة كأولياء أمور علينا واجب متابعة الأبناء و حثهم على عدم الانقياد وراء الرفقة الطالحة و عدم التسرب من المدرسة ، و كما أنه على المدرسة واجب البحث عن الأسباب الحقيقية الكامنة خلف تسرب الطلاب للوقوف على علاج ناجع للمشكله .
إن إستمرار تسرب الطلاب من مدارسهم و تركهم في الشوارع يمثل خطر على ثروتنا القومية المتمثلة بالإنسان و يعرض أبناءنا لمستقبل قاتم في ظل إنتشار المخدرات و الزعران .
و ليس ببعيد عنا ظاهرة التجمهر عند مدارس البنات و التلفظ بألفاظ نابية فمن يخرج الى الشارع في أية منطقة ذات طابع حضري ببلدنا يشاهد إنحرافات ليست مخفية عنكم قُرائي الأعزاء و كل هذا مرتبط بتسرب الطلاب من المدارس .
و من هنا على الوالدين توعية الأبناء و التواصل مع المدرسة و الإهتمام أكثر بالأبناء بدلاً من إمتهان الواتس اب و الفيس بوك الذين يلعبان دوراً اليوم في حالة البيت الصامت بالمجتمع* و يحدان من دور الأبوين في التواصل مع الأبناء و الإهتمام أكثر بهم.
بات من المقلق ترك الأمور على علاتها الى حين وقوع الفأس بالرأس حيث لا ينفع حينئذ الندم و لا يحقق التوبيخ مرتجاه ، فالأسرة وحدها و ليس فقط وزارة التربية و التعليم تتحمل مسؤوليات ضياع الأولاد.
الاسرة عليها واجب التواصل مع الأولاد و متابعتهم و تقويم سلوكهم ، فجُل الإنحرافات تأتي من أولاد أُسر تعيش ظروف بيتية غير قويمة وما ظاهرة البيت الصامت و غياب الحوار و المشاركة الوجدانية و المتابعة و التهذيب و التقويم إلا نماذج لفيض من غيض تدفع بالطالب للهروب من المدرسة.
و إن ركزت على الأسرة لأهميتها فإنني هنا لا يمكنني إغفال دور المدرسة في دراسة الاسباب الموجبة لهذه الظاهرة و الوقوف على تلك الاسباب للعمل على حلها و منع تجذر مظاهر سلوكية أُخرى باتت تؤرقنا في المخيم و المدينة و القرية على حدٍ سواء، بما في ذلك صلاح أبناءنا و حمايةٍ لهم من الشارع و ما يمكنه من دفعهم في طريق الإنحراف و الجريمة .
إن مشكلة تسرب الطلاب من المدرسة مشكلة جد خطيرة و مكافحتها واجب إجتماعي لا يمكننا تحميله لطرفٍ بمعزلٍ عن الأخر فالكل مسئول عما يجري في مدارسنا من تسرب للطلاب بما في ذلك من خطورة على مستقبلنا .
و لا يسعني أن أختم مقالتي بالتذكير أن أولاد اليوم رجال الغد و ما نبذله لهم اليوم سينعكس علينا غداً فلنكن يداً واحدةً من أجل أنفسنا بعيداً عن تلاقف التهم و المسؤوليات بما لا جدوى فيه .
* ظاهرة البيت الصامت : مصطلح خاص للكاتب بلال الذنيبات يصف حالة القطيعة ما بين أفراد الأسرة سوف تنشر عنه مقال تحليلي قريباً