TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
تصريح المجالي حول حفرية عجلون وحق المواطن فى الوصول للمعلومة الصحيحة
23/09/2014 - 4:00pm

طلبة نيوز-..

يقول الخبر الذي ورد فى تصريحات صحفية لوزير الداخلية حسين المجالي حول قضية "حفريات عجلون" ان الموضوع يتعلق بعمل عسكري بحت يعنى بشبكات اتصال أرضية متصلة بالجبهة العسكرية الشمالية للمملكة"، بينما قال وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني عن نفس الموضوع: "إن ما حدث كان عبارة عن معالجة أمنية لانهيارات أرضية في تلك المنطقة!

هذه الحادثة ليست الاولى من نوعها التى تتناقض فيها تصريحات المسئولين الاردنيين حول قضية عامة باتت الشغل الشاغل للمواطنين الاردنيين فى أحاديثهم ولقائاتهم وعلى المواقع الالكترونية وصفحات الفيسبوك، فقد شهدنا حالات مماثلة كثيرة منها تفاصيل الإفراج عن السفير الاردني الذى اختطف فى ليبيا، والازمة السورية، وازمة معان، ولكن كل تلك القضايا لم تؤثر على مزاج المواطن الاردني وشغفه فى معرفة الحقيقة مثل موضوع حفريات عجلون وما يرتبط بها من قصص الذهب والدفائن..

هذه الواقعة تعيدنا إلى الورقة النقاشية الثالثة الى تحدث فيها الملك عبد الله الثاني عن اهمية " تطوير عمل الحكومة على اسس من المهنية والحياد بعيدا عن التسيس"، والورقة الخامسة التى اكد فيها على ضرورة تطوير مصداقية الخبر والمعلومة عبر انشاء "مرصد مصداقية الإعلام الأردني – أكيد"،الذي يفترض أنه سيتيح للمواطن الاطلاع بشكل موثوق ودقيق على أبرز القضايا التي تعنيهم، والتأكد من صحة التقارير والمعلومات الواردة في وسائل الإعلام الصحفية والإلكترونية!!
تصريحات وزيري الداخلية والدولة لشؤون الاعلام حول قضية الحفريات وماسبقها من اشاعات وادعاءات واتهامات وجهت للحكومة وبعض المؤسسات الرسمية والشخصيات العامة من المواطنين الذين يؤمنون باهمية الصدق والشفافية فى "الخطاب الحكومي" كحالة حضارية ينبغي استثمارها لخلق حوار وطني لترسيخ مبادىء الديمقراطية الحقة، ومبادىء المراقبة والمسائلة التي تحترم عقل المواطن وحقه فى الوصول الى المعلومة الصحيحة.
وزير الداخلية وبعد يومين من تصريح المحافظ ووزير الدولة لشؤون الاعلام قدم تصريح يناقض التصريحات السابقة ويقحم الجيش فى هذا الموضوع ،وكأني به أراد أولاً تهدأة الشارع الاردني بحجة " ضرورات الامن" قبل أن يبادر لاثبات ما يقوله على أرض الواقع ، وهي القضية التي أتمنى أن تنجح؛ ليس نكاية بالذين يصرون على انها "جرات ذهب" من الصعب اثبات وجوده من عدمه، ولكن نزولا عند رغبة المواطن فى معرفة الحقيقة.
فى بداية هذا العام كلف الملك عبدالله الثاني الدكتور رجائي المعشر برئاسة لجنة ملكية لتقييم العمل ومتابعة الإنجاز فيما يخص الخطة التنفيذية لميثاق "منظومة النزاهة الوطنية" والتى كما يقول الملك "ستكون علامة فارقة في مسيرة الإصلاح الشامل، وتعزيز النهج الديمقراطي،والتى ستكون كفيلةفي حال تم تفعيلها في رسم خارطة طريق واضحة لما نحن عليه اليوم من "تصديق و تكذيب" للتصريحات الحكومية في ساحة المواقع الالكترونية و"الفيسبوك" تحديداً.
المطلب اليوم من هذه اللجنة ومن مجلس النواب الكريم مطلب وطني وهو: ضرورة إصدار قانون "يحفظ حق المواطن فى الوصول الى المعلومة الصحيحة" وحقه فى "مسائلة" اصحاب القرار عن مصداقية تصريحاتهم، خصوصاً وقد ذهب بعض المسئولين بعيداً في الاستخفاف بعقول المواطنين، وهم يشعرون أنهم في مأمن مما يفعلون، ولعل قضية "حفريات عجلون" تكون بداية التأسيس لهذه الحاجة الوطنية الملحة.
كون المجتمع الاردني شعب بسيط وينفعل بسهوله، ولكنه أيضا من أكثر المجتمعات وعيا وحركية وتجاذبا، فإن رفض وزير الداخلية الادلاء بمعلومات "حساسة"، ومن ثم عودته للحديث عن تشييد خطوط عسكرية قبل 46 عام بالقرب من " الحفرية" لاغراض الاتصالات، قد تكون فرصة مواتية لطرح موضع حق المواطن فى الوصول للمعلومة الصحيحة، فنكون بذلك قد أحرزنا تقدماً في ظاهرة تناقض التصريحات الحكومية التي تستدعي مسائلة المسئولين المغيبين عما يدور حولهم أو المستهينين بوعي المواطن الاردني!!

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)