طلبة نيوز-ابراهيم ارشيد النوايسة
بات من المؤكد بأن المشهد الأردني لم يعد كما كان، ولم نعد نتحدث عن العنف الجامعي فقط ، بل أصبح المشهد العام ينبئنا بالخطر من العنف العشائري والعنف الأسري وحالات الانتحار والقتل والسلب اليومية وحوادث السير والعصابات والمخدرات وتهريب الأسلحة وغيرها من الجرائم الجديدة علينا كمجتمع أردني .
أرى بأن هذه التطورات المذهلة في حقيقة الأمر لم نكن مستعدين لها ، بل إن تناحر بعض القبائل الأردنية بات أمر مقلق، أعتقد بأن الديمقراطية هي التي ساهمت في سرعة خفقان القلب الأردني ، حتى أن الثقة بصناع القرار أصبحت شبه معدومة ، صرح صناع القرار الأردني بعودة الهدوء في معان ثم نكتشف بعد ساعات قليلة بعودة الاشتعال لا الهدوء.
ما الذي يجري على الساحة الأردنية من فوضى عارمة اشتباكات مسلحة بين الدرك ومجموعة من الخارجين عن القانون، ثم نكتشف بأن أعداد الخارجين عن القانون في تزايد مستمر ، أصبحت المعادلة محيرة جداً، فهل القانون هو من خرج على الخارجين، أم الخارجين هم من خرجوا على القانون.
أرى بأن من ساهم في تفريق الصف الأردني ونسبة ارتفاع الجرائم ليست الثورات العربية المحيطة، بل هي نسبة الفساد و حالة الطغيان والاستبداد المستمرة و المتمثلة في نُصرة الأقوياء على الضعفاء و السكوت على الجرائم المالية والسياسية والأخلاقية التي تفشت في المجتمع الأردني حتى أصبحت كمرض السرطان الذي لم يكتشف علماء العالم له علاج، حتى بتنا نعيش في عالم مزدحم بالسلبيات .
إن تصلب الشرايين الأردنية يعود في حقيقة الأمر إلى نسبة نقص الأكسجين المتمثلة في الابتعاد عن تطبيق مبادئ العادلة الاجتماعية ، وتقليد المجتمعات الفاشلة التي لم تحقق نصراً على ثورتها الحقيقية ، بل ساهمت في انتشار الجرائم والحروب لمصلحة الكيان الصهيوني ، الذي يعيش اليوم أسعد لحظات حياته .
اضف تعليقك