TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
تطوير المناهج يحتاج الی قرار سياسي وإرادة مستقلة
08/09/2014 - 5:45am

كشفت نتائج الثانوية العامة عن خلل في مسيرة التعليم الاردني سواء في المعلم او المنهاج والمدرسة وبالتالي الطالب.

وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات قال لعل الخلل في التعليم يعود الى غياب المناهج التي ترسخ الوعي، والإدراك والمفاهيم الوطنية والقيم النبيلة وبناء شخصية الطالب: فكرا، وسلوكا، ومعرفة. وقال لقد باتت الحاجة ملحة وضرورية لتشخيص واقع هذه المناهج واعادة النظر فيها نتيجة جملة من المتغيرات والتحديات، يقف في مقدمتها الانفجار المعرفي في المجالات كافة والثورة التكنولوجية المعتمدة على المعرفة العلمية والاستخدام الأمثل للمعلومات، لمواكبة متطلبات العصر.

واضاف الذنيبات عقب اعلان نتائج الثانوية العامة انه لا بد من الاعتراف ان المناهج الحالية لم تساعد كثيرا في بناء شخصية الطالب، والمقصود بالمناهج ليس الكتاب فقط وانما الكتاب وما يقدمه المعلم عن المادة، ومايقوم به الطالب من نشاط، اضافة الى ما يكون بين السطور بين المعلم والطالب والمدرسة والمجتمع المحلي، وكل ذلك هو الذي يؤثر في صقل تفكير الطالب، وتنظيم العقل واعطاء الحيــــوية للعلم والمعلومة، والمحافظة غلى الترابط الوطني والقيم الانسانية.

رئيس جامعة فيلادلفيا الدكتور مروان كمال قال ان المناهج الحالية اصابها الكثير من الخلل مما انعكس سلبا على شخصية الطالب، واذا اضفنا الى ذلك انفتاح النشء الجديد على مواقع التواصل الاجتماعي بمحتواها العلمي المتواضع، كل ذلك خفف من تركيز المعلم والمدرسة على التحصيل واكتساب المهارات وبناء شخصية الطالب.

كما ان المناهج الحالية تفتقر بشكل أساسي الى ما يثير فضول الطالب واعماله للعقل والفكر اللازم لاستيعاب الموضوع حتى يصبح الحفظ والتلقين غير ممكن وغير ضروري.

كما تفتقر الى عناصر الترغيب وفرص التجريب، والى عوامل الربط بين العلم والتعليم من جهة وبين المساهمة في تطوير المجتمع والانتاج من جهة ثانية.

ولعل اسوأ مافي المناهج الحالية انها لم تنجح في خلق العقل العلمي لدى الطالب الذي يعتبر اساسا للتقدم، ولم تركز على مهارة الابداع والابتكار والريادية والمخاطرة والاستكشاف.

كمال: المناهج المدرسية لم تنجح في خلق العقل العلمي ولم تركز على الابداع والابتكار

واضاف اتيح لوزراء سابقين ذوي اتجاهات معينة ان يحتلوا مراكز قيادية في وزارة التربية، وعلى فترات مختلفة، ومنذ ما يقرب من 50 عاما ولاشك انهم تركوا اثرا في المناهج وسياسات التربية والتعليم. ولذلك لا بد من المراجعة الشاملة للسياسات حتى يصبح نظام التربية والتعليم في انتاج الطالب الذي نريد وهو صاحب العقل العلمي، ولذلك فان نقطة انطلاق في اصلاح التعليم هي "ماهو الطالب الذي نريد ؟ ويكون معيار نجاح المناهج اذا حققت فعلا الطالب الذي نريد وخلاف ذلك فان التغيير والتطوير يصبحان امرا لا بد منه.

ويعزو اسباب عديدة ساعدت على تراجع مخرجات التعليم مما كانت عليه في السبعينيات والثمانينيات وفي مقدمتها تراجع مكانة التعليم ومهنيته واختلال البيئة المدرسية والتغيير في المناهج لتبتعد عن العمق والتفكير وتركز على المعلومات السطحية، اضافة الى النمو الكمي السريع في الاعداد وادخال الترفيع التلقائي والتراجع الشديد في تعليم اللغة العربية وتمكين الطالب منها.

وكانت المناهج في الماضي تعطي اللغة العربية والانجليزية والرياضيات اهتماما كبيرا ومنذ الصفوف الاولى، وهذا من شأنة ان يعطي الفرصة ليتمكن الطلاب من استيعاب مايقرأون، اضافة الى الاهتمام بالقراءة والكتابة والخط، وهي اهم ادوات التعليم. وكانت المواضيع التي تتضمنها المناهج تركز تركيزا كافيا لنقل تفكير الطالب من مرحلة الى اخرى، يقابل ذلك اليوم ضعف كبير في اللغة، واختلال البيئة المدرسية، واعتماد الطلبة على الدروس الخصوصية، وتوسيع المناهج دون عمق الامر الذي انعكس على المخرجات.

ولهذا فان اساسيات المناهج لا بد ان تقوم على خمسة مرتكزات اولها: اثارة الاهتمام والفضول العقلي والنفساني للطالب، ثانيا تمكينه من التفكير والتحليل والتركيب وطرح التساؤلات التي تساعد في الوصول الى جوهر الموضوع، وثالثا: تاهيل الطالب لاتقان عملية التعليم الذاتي والاعتماد على البحث في الوصول الى المعلومة الصحيحة، رابعا: تأهيل الطالب للتفاعل مع الموضوع من حيث القدرة على توظيف المعلومة في حل المشكلات من جهة والابتكار والابداع من جهة اخرى وخامسا: تدريب الطالب وتاهيله لتوظيف تعليمه في النهوض الاقتصادي والاجتماعي لوطنه وللاخرين، واذا تحققت هذه المرتكزات من خلال اجتهاد الطالب ومهنية المعلم المؤهل، ومن خلال الكتاب الجيد والبيئة المدرسية الملائمة فان الطالب سيكون قادرا على التجاوب مع متغيرات العصر ومتطلبات المجتمع.

ولذلك فان تطوير المناهج يحتاج الى قرارات سياسية عليا والى دائرة مستقلة بعيدة عن وزارة التربية والتعليم لا تخضع الى مزاج او هيمنة او سلطة وزير، ويشرف عليها كوادر تربوية واعية ولها دعم مادي ومعنوي يظللها تنسيق للجهود واعلام مستنير وصراحة بعيدة عن المزايدات واصلاح تربوي يشارك فيه التعليم الخاص والعام والثقافة العسكرية ووكالة الغوث وبما يتناسب مع تحديات العصر لنصل بطلبتنا الى جامعاتنا بكل قوة واقتدار وتكافؤ للفرص وعدالة وتنافس علمي شريف.

الابداع ليس حكرا على العلماء

الدكتور عزت جرادات وزير التربية والتعليم السابق اشار الى ان الكتاب المدرسي مصدر العلم والمعرفة لدى الطلبة، ولذلك لا بد من تغيير شامل لتلك المناهج بحيث تواكب متطلبات العصر واحتياجاته، وتتوافر فيه المكونات الاربعة التي من شأنها ان تخلق جيلا قادرا على الابداع والابتكار والتنافسية، حيث حدد علماء التربية مكونات المنهاج باربعة جوانب اولها الاهداف وينبغي ان تكون متغيرة مع المستجدات التي يتعرض لها المجتمع، كما ان الاهداف التي وضعت في التسعينيات لم تعد مناسبة للجيل بعد 25 عاما جيل التكنولوجيا الذي يعتمد على الاقتصاد المعرفي ولا بد من تغيير تلك المناهج بما يلبي المتغيرات ليس في المجتمع الأردني فقط بل على مستوى الساحة الاقليمية والعالمية حتى يصبح الطالب ملما بالجوانب المعرفية وقادرا على مواجهة المستويات المعرفية الداخلية والخارجية وقادرا على التنافسية، ولذلك لا بد من اعادة النظر في الاهداف العامة للتعليم، بحيث تنسجم مع متطلبات العصر والحاجات المستقبلية للمتعلم.

والعامل الثاني: المحتوى بحيث ما تم الاتفاق عليه في التسعينيات كان يركز على جوانب مهمة من حيث تهيئة المعلم لممارسة التفكير الناقد والاسلوب العلمي في حل المشكلة مع مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين.

جرادات: المناهج التي وضعت في التسعينيات لم تعد صالحة لجيل الآن

ولذلك فان التوجهات الجديدة للتربية التي اصبحت منظومة عالمية تركز على جودة التعليم وتقديم التعليم النوعي للطلبة الذين مستواهم فوق المتوسط والتركيز على جانب الابداع في التعليم والاجتهادات في التعليم للوصول الى مرحلة الابداع ولا يقتصر على العلماء فقط. ولهذا لا بد ان يركز التعليم على جودة التعليم، الابداع، الابتكار، التنافسية.

اما المحور الثالث: الاساليب ويركز عليها من خلال الانتقال من التلقين الى التفكير، ووضع الطالب امام تحديات يستطيع من خلالها حل المشكلة والتركيز على مشاركة الطالب واثارة اهتماماته واكتشاف ميوله ووضعه، وهذا يتطلب توجيه المعلم الى "اقتصاد المعرفة". ويعني كيفية تمكين الطالب من الحصول على المعلومة بأقصى واقصر الطرق من خلال استخدام الاساليب التكنولوجية في التعليم واستخدامها في البحث عن المعرفة والمعلومة. وهذا يتطلب اعادة تأهيل وتدريب المعلم لكي تكون عنده الكفايات والمهارات التي تمكنه من تحقيق تلك الاهداف للطلبة، ولا بد من التاكد من ان تلك المهارات تم توظيفها داخل الغرفة الصفية.

اما المحور الاخير وهو التقويم وبديل للامتحانات يبدأ مع الطالب منذ بداية العام الدراسي لمعرفة مستوى الطالب ويدخل في عملية التعليم والتعلم لاختباره نهاية العام الدراسي وتقارن نتائجه لتقويم أثر التعليم في مخرجات الطلبة.

تطوير المناهج المدرسية عملية مستمرة

مديرة المناهج في وزارة التربية والتعليم وفاء العبداللات قالت عملية تطوير المناهج المدرسية عملية مستمرة لا تتوقف عند حد معين، إذ تعمل المؤسسات التربوية في مختلف دول العالم التي تسعى للتقدم على مراجعة وتقويم سياساتها التربوية باستمرار بهدف تجويد العملية التعليمية التعلمية حسب ما أكدته .

ولذلك فان المنهاج الدراسي الناضج هو الذي يأخذ بعين الاعتبار كل ما يستجد في المجتمع من مواقف ومشكلات وحاجات وأدوات جديدة ينقلها إلى الطلبة في قالب علمي جذاب، وحتى يبقى المنهج متطورا أو قابلا للتطور لا بد أن يكون مرنا يسهل تكييفه وتعديله كلما دعت الحاجة لذلك.

وقالت عمل الاردن على إعادة النظر في بنية نظامه التربوي وأدوار كوادره وكيفيات التفاعل في المواقف التعلمية التي تسود مدارسها وبيئات التعلم واغنائها، وتطوير مناهجه لتحقيق مخرجات تعليمية تنسجم مع متطلبات مجتمعات المعرفة عن طريق التركيز على إكساب الطلبة المهارات والاتجاهات والقيم الضرورية لذلك والتحول من المفهوم الضيق التقليدي للمنهاج الذي كان يركز على المعلم بإعطائه الفرصة الأكبر داخل غرفة الصف إلى المفهوم الحديث للمنهاج الذي يركز على المتعلم بهدف إكسابه المعارف والخبرات والمهارات من مصادر التعلم المتنوعة.

إن المتأمل في نتاجات التعلم العامة للنظام التربوي الأردني يلحظ بوضوح التحول الجذري في منظومة الأهداف العامة من خلال استجابته لمواكبة متطلبات مجتمع المعرفة والتركيز على إكساب الطلبة المهارات والمعارف اللازمة لذلك، ويتجلى ذلك في النتاجات العامة الآتية: إظهار الالتزام بالتعلم مدى الحياة وتحمل المسؤولية. والثقة بالنفس. واستقلال الشخصية. والبحث المبتكر عن أفكار جديدة.

التواصل بفاعلية مع الآخرين والتعاون معهم من خلال العمل الجماعي وضرورة استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لرصد المعلومات وادارتهم وتحليلها ونقلها وتوليد المعرفة وتطبيقها.

التفكير بعمق وإبداع وتنمية القدرات العقلية في التفكير العلمي بمختلف مداخله ومناهجه. واستخدام التفكير الناقد وحل المشكلات ومهارات صنع القرار بطريقة فاعلة.

ضعف تأهيل المعلمين أساس المنهاج

وزير التربية والتعليم الأسبق وعميد كلية العلوم التربوية في جامعة العلوم الإسلامية الدكتور فايز السعودي قال: عندما نتحدث عن فترة سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي ومخرجات التعليم فلا بد لنا أن نشير إلى أهداف التعليم آنذاك تتمحور حول حصول الطالب على المعرفة؛ بمعنى أن المعرفة هي الغاية وكان يقاس التعلم بمقدار المعرفة التي اكتسبها الطالب من المعرفة بعد مروره بالفعاليات الصفية. وقد كان ذلك مطلبا أساسيا للنظم التعليمية في كثير من دول العالم. وكانت المعرفة التي يمتلكها الفرد بالإضافة لقدراته الذكائية التي يمتلكها بالأصل كافية لقيامه بواجباته الوظيفية، وتحقيق التقدم المطلوب في مكان عمله. وبعد أن تطور العلم ودخلنا في عالم تكنولوجيا المعلومات وظهرت ثورة المعرفة بحيث أصبحت المعرفة تتضاعف كل سنتين تقريبا في كثير من الدول المتقدمة بسبب العولمة وما رافقها من ثورة تكنولوجية منتشرة، أصبح الحديث عن المعرفة كغاية أمرا مرفوضا وغير مقبول لأن المعرفة متغيرة باستمرار، وبدأت دول العالم تصلح أنظمتها التربوية على أساس أن المعرفة وسيلة وليست غاية، وهي وسيلة لإبداع معرفة جديدة، وبالتالي تم توجيه المناهج الدراسية والبيئات التعلمية لتكون مشجعة لتفكير الطلبة وتنمية قدراتهم العقلية لمواكبة حاجات ومتطلبات العصر المتغير باستمرار، وقد حدث هذا التطور في الدول المتقدمة جميعها، ولكننا في دول العالم الثالث لم نهتم ولم نبذل جهدا في هذا الاتجاه، بسبب الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي عصفت بدولنا، أدت إلى عدم الاستقرار في الخطط والبرامج في هذه الدول، والأردن من الدول التي بالرغم من بذلها جهودا في إصلاح التعليم نحو اقتصاد المعرفة الذي بدأ في عام 2003 إلا أن الخطط والبرامج التي نفذت لم تأخذ المنظومة التعليمية على نحو شامل ومتكامل لتكون النتائج كما نتوقع، وقد كان فقر البيئات التعلمية إلى المؤثرات الفاعلة لتحقيق أهداف التعليم الحالية، وأضف إلى ذلك التقصير الكبير في تأهيل المعلمين الذين هم الأساس في منهاج يتمحور حول المتعلم من خلال تنمية قدراته العقلية.

السعودي: برامج "التربية" لم تأخذ المنظومة التعليمية على نحو شامل

ويتابع السعودي ان ابرز المعايير العالمية الواجب توافرها في المنهاج للارتقاء بمستوى التعليم وبما يحقق تكيف خريج المدرسة مع متغيرات العصر ومتطلبات المجتمع التمحور حول الطالب؛ بمعنى أن يكون الطالب فعالا في البيئة التعليمية وأن يشارك في أنشطة مشوقة، جاذبة تكسبه المهارات والمعارف الأساسية المطلوبة. احتواء المناهج الدراسية على مفاهيم توليدية تساعد الطالب في امتلاك مهارات اقتصاد المعرفة من أجل إبداع المعرفة وتطبيقها في مواقف حياتية واقعية.

اضافة الى تنوع مصادر التعلم؛ بمعنى أن يكون الكتاب المدرسي مصدرا من مصادر التعلم، وهناك مصادر أخرى يختارها المعلم من البيئة المحيطـــــــة أو من وسائل التكنولوجيا المتاحة في المدرسة أو المجتمع المحيط بها.

وتوفر مختبرات عملية يطبق الطلبة فيها ما تعلموه من حقائق ومفاهيم، حيث تعزز تعلمه وتكسبه المهارات التعلمية المرتبطة مع موضوع التعلم.

تدريب المعلمين لأنهم العنصر الأساس في العملية التعليمية، ويجب أن يتم تأهيلهم تأهيلا مسلكيا قبل دخولهم الغرفة الصفية؛ لأن مرونة المنهاج الدراسي تتطلب خبرات ومهارات متنوعة من المعلمين.

اما أثر المناهج الحالية والسابقة في بناء شخصية الطالب. المناهج السابقة كانت تركز على إكساب المتعلم المعرفة ولذلك تكون قدرته الفكرية جيدة، ويضاف إلى ذلك ما يمتلكه الفرد من قدرات ومهارات ذاتية. المناهج الحديثة تركز على تنمية قدرات الطلبة الفكرية من خلال التركيز على الأنشطة التفاعلية، وتبني شخصية المتعلم بناء متكاملا في المجال الفكري والمهاري والقيمية، وهذه الشخصية المطلوبة لمواكبة متطلبات وحاجات مجتمع متغير.

والمنهاج الحالي تم تطويره بناء على التوجهات الحديثة في إصلاح التعليم نحو اقتصاد المعرفة، ولذلك فان المشكلة تتمحور في جانبين: غياب الفهم الدقيق والواضح من قبل القائمين على العملية التعليمية بماهية المنهاج الحديث، بسبب ضعف في جهود التوعية والتوجيه. وضعف تأهيل المعلمين في مجال تنفيذ المنهاج الحديث.

وغياب كامل لدور الأسرة والمجتمع في جهود تنفيذ المنهاج لأن المنهاج الحديث يبنى على أساس الخبرات التي يتعرض لها الطلبة داخل وخارج المدرسة بإشرافها المباشر وغير المباشر.

واقترح السعودي: إذا أردنا أن نصلح التعليم على نحو جذري لا بد من ربط التعليم مع قدرات الطلبة؛ بمعنى أن يتمحور التعليم حول قدرات الطلبة الذكائية، لأن ذلك ينمي قدراتهم الذكائية.

تدني مخرجات التعليم ليس فقط في المنهاج

وعلل الاستاذ المشارك في اصول التربية في الجامعة الاردنية الدكتور محمد القضاة ان تدني مخرجات التعليم لا يعود السبب بذلك إلى المنهاج فقط، فالتعليم منظومة متكاملة تتفاعل من خلالها عدة عناصر "مدخلات"، فالمعلم والإدارة والأسرة والبيئة المحيطة والقوانين، والثقافة، والمنهاج كلها تشترك بتفاعل لتخرج لنا طالبا بسمات علمية وشخصية، ومنظومة ثقافية محددة، لذا فليست المناهج وحدها وان كان لها دور معتبر، لكن المعلم المميز والمخلص يستطيع تفادي ضعف أو عور المنهاج ليخرج منه طالبا ذا صفات مرغوبة.

ويمكن الاستدلال على ذلك بطبيعة المناهج القديمة التي ركزت على الحفظ والتلقين، أكثر من التركيز على مهارات الحياة، لكن بوجود معلم متميز وقوانين فاعلة وادارة مخلصة، خرج لنا جيل إن قارناه بالجيل الحالي وجدنا تميزا، وعطاءً، نشكو من فقدانه حاليا.

لكن الأمر الذي ميز تلك المناهج أنها كانت تلبي حاجات ومقتضيات الفترة التي ظهرت فيها؛ إذ إنها كانت تزود المتعلم بمعلومات غزيرة في المجالات المختلفة. وهذا ربما تفقده المناهج الحالية بشكل ما.

ودعا القضاة الى إعادة قراءة المناهج من حيث محتوى هذه المناهج، ومن حيث مدى ملاءمة هذه المناهج لمستوى الطلبة والتفاوت في أعمارهم وقدراتهم.

القضاة: المناهج القديمة خرّجت لنا جيلا متميزا نفقده حاليا

اما المعايير الواجب توافرها في المناهج فهي عبارات وصفية تحدد الصورة المثلى التي ينبغي أن تتوفر في الشيء الذي توضع له المعايير، أو التي نسعى إلى تحقيقها، فهي الغايات والأغراض المستهدف أن يحققها كل الطلاب بدءًا من مرحلة رياض الأطفال إلى نهاية المرحلة الثانوية. وتوجه هذه الغايات جهود واضعي المناهج وطرائق التدريس وأساليب التقويم. وهي تعد مصدرا ومرجعية للقيادات التربوية والمعلمين عند فحص المناهج وتطويرها.

ومن الصعب تحديد هذه المعايبر بصورة محددة لكافة المناهج؛ إذ ان لكل منهج معاييره الخاصة، لكن يمكن إجمال هذه المعايير بمعايير المحتوى وهي تعني ما يجب أن يعرفه الطالب وما يستطيع أن يؤديه في صف دراسي معين. ومعايير الأداء والمقصود منها مستويات تحصيل الطلاب المقبولة والمتميزة "مستوى ونوعية الأداء"، وهي تقدم إطارًا مرجعيًّا لإجراءات التقويم وبناء الاختبارات. ومعايير فرص التعلّم وتعني كفاية فرص التعلّم للطالب لتحقيق معايير المحتوى والأداء، وتشمل الإمكانات والموارد اللازمة مثل المناهج والمعلمين والتجهيزات، ومعايير كفاية العملية التعليمية داخل الصف "استراتيجيات التدريس والأنشطة والتقنيات" لتحقيق معايير المحتوى والأداء.

وعليه فالمعايير مؤشرات رمزية تصاغ في مواصفات و شروط ، تحدد الصورة المثلى التي ينبغي أن تتوفر لدى الطالب "ما ينبغي على الطلاب أن يتعلموه ويفهموه ويتمكنوا من انجازه في كل صف دراسي"، وهي نماذج وأدوات للقياس، يتم الاتفاق عليها وضبطها وتحديدها للوصول إلى رؤية واضحة لمدخلات النظام التعليمي ومخرجاته، لغاية تحقيق أهدافه المنشودة والوصول به للجودة الشاملة.

واقترح القضاة من اجل رفع سوىة التعليم التركيز على أساسيات المعرفة الأكثر ثباتا مثل المبادئ العامة والنظريات والأفكار الرئيسية وعلى الأساسيات المتمثلة بالقراءة والكتابة والحساب.

وتنمية مهارات المتعلم على التفكير واستخدام مصادر المعرفة المتنوعة والتقنيات الحديثة وحل المشكلات واتخاذ القرار وتحمل المسؤولية.‏

واعتماد استراتيجيات التدريس الفعالة التي تعتمد على نشاط المتعلم ومشاركته في الوصول إلى المعرفة من خلال البحث وتبادل الخبرة مع الآخرين والحوار بهدف ضمان الفهم والقدرة على تطبيق ما يتم تعلمه في مجالات الحياة المختلفة.‏

والاهتمام بقياس مهارات الطالب في التفكير وتطبيق ما تعلمه في حل المشكلات إضافةً إلى تقويم مهاراته الأخرى "التفكير واستخدام مصادر المعرفة المتنوعة والتقنيات الحديثة وحل المشكلات واتخاذ القرار وتحمل المسؤولية" باستخدام أساليب التقويم المناسبة.‏

1

5

التعليقات

الاقتصاد المعرفي ؟؟؟ (.) الاثنين, 09/08/2014 - 10:54

يعني بدكم المدرس يضع رجل على رجل والطالب عليه يبحث عن المعلومه ؟؟!!!
على الاقل يجيب ان يكون تاهيل للمعلم نحو الاقتصاد المعرفي من ناحيه وتاهيل للطالب منذ الصفوف الاولى من الناحيه الثانيه نحو الاقتصاد المعرفي .

الاقتصاد المعرفي ؟؟؟ (.) الاثنين, 09/08/2014 - 10:55

يعني بدكم المدرس يضع رجل على رجل والطالب عليه يبحث عن المعلومه ؟؟!!!
على الاقل يجيب ان يكون تاهيل للمعلم نحو الاقتصاد المعرفي من ناحيه وتاهيل للطالب منذ الصفوف الاولى من الناحيه الثانيه نحو الاقتصاد المعرفي .

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)