TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
تعلق الأردنيين بالمناصب والسلطة يعزز سلوكيات النفاق المجتمعي
28/05/2014 - 1:00pm

طلبة نيوز-الأستاذ الدكتور أنيس الخصاونة

حب السلطة لدى كثيرا من الأردنيين هو من أجل الجاه والزعامة والبريستيج وليس حبا في الخدمة العامة وتنافسا للوصول إلى مواقع القرار لحل مشاكل الناس والنهوض بالمجتمع وتطويره. حب السلطة يفسد أعدادا كبيرة من الأردنيين ويشجعهم على ممارسة سلوكيات النفاق السياسي والممالئة والتزلف للمسئول الذي بيده كل شيء، ويكافئ المادحين والمؤيدين، ويحرم المعارضين ويجزل العطاء للمنشقين عن أحزابهم لينتقلوا إلى معسكر الموالاة. المقلق أكثر من ذلك أن هذا النفاق والممالئة والتزلف لذوي السلطة بأمل الحصول على موقع هنا أو هناك أصبح سلوكا مؤسسا ولا يخفي أصحابه وممارسيه البوح به والمجاهرة فيه دون خجل أو وجل حيث يظهرون هذا السلوك وكأنه ذكاءا ومهارة"وشطارة" يتمتع بها أصحابها ليصبحوا هم ذاتهم من أهل السلطة.
التهافت المستعر للوصول إلى السلطة من أجل الشهرة والوجاهة وليس من أجل الخدمة العامة والوطن خلق وعزز نمطا من الازدواجية في المواقف السياسية حيث يكون للشخص موقف معلن يتحدث فيه عن الصالح العام والوطن والعدالة والمساواة في حين ينحى منحى شخصي ومصلحي ضيق عند الحديث مع خاصته والقريبين منه .إن تعدد الخطابات لنفس الشخص وحول نفس القضية تبعا للجلسة والمصالح الشخصية المتوخاة تخلق حالة نفاق وانفصام سياسي يصعب التخلص منها في المستقبل المنظور وفي الوقت ذاته سيكون لهذا النمط السلوكي تبعات وتأثيرات على الأجيال الحالية والمقبلة نظرا لتجذر قيم التزلف والنفاق من أجل الوصول للسلطة طمعا بالجاه الشهرة والمصالح الذاتية على حساب المصلحة العامة ،ولا أعلم كيف يمكن التنظير على أبنائنا وطلابنا في المؤسسات التربوية في المدارس وكليات التعليم المتوسط والجامعات بأن التفاني والإخلاص والعدالة والكفاءة وخدمة الوطن هي سبيل كل مجتهد للوصول لأعلى مواقع الدولة في الوقت الذي يرون فيه بأمهات أعينهم الوقائع على الأرض عكس ذلك، ويرون كيف ينجح الممالئون والمنافقون والمتزلفون والباحثون عن المجد والشهرة في اصطياد المواقع القيادية في الدولة . سيبقى عدد كبير من المواطنين ينظرون إلى الإصلاح السياسي في الأردن بعين من الشك والريبة ما دام النظام السياسي يكافئ الممالئين والمنافقين والعطشى إلى الشهرة والجاه بالمواقع العليا في الدولة وزارية كانت أو برلمانية أو ما دونها .

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)