طلبه نيوز

د. مفضي المومني

مجلس النواب كان على سباق مع الزمن ليشارك من نهبوا الخزينة العامة وينهش من لحم الأردنيين القابضين على جمر الوطن، لن اطعن في وطنيتهم أو ولائهم، لكني اسأل سؤال واحد؟ من هم نواب الأمة؟ كلنا نعرف أن قانون الانتخاب الحالي وما سبقه أنتج نواب ضعفاء ليسوا أصحاب إيديولوجيا أو فكر معروف بل أن غالبيتهم أصحاب رؤوس أموال وتجار ولا نعيب عليهم ذلك، ولكنها الحقيقة، ونعرف أن منهم من انفق الملايين على حملته الانتخابية وضرب الأرقام القياسية في عدد المناسف وأطباق الكنافة التي قدمها للناخبين عدا عن شراء الذمم، ومع إنكارنا لذلك لكن بيت القصيد هو أن أصحاب السعادة ليس لديهم عوز مادي، ولم تكن النيابة في أي بلد من بلدان العالم وظيفة يسعى لها الناس لتحسين أوضاعهم المادية، ثم لا اعتقد أن مجلس النواب يجب أن يكون دائرة تشغيل تتبع وزارة العمل تشغل الساعيين للنيابة لتؤمن لهم رواتب تقاعدية وهم بهذا العمر وغالبيتهم أما متقاعدين من مناصب عليا أو لديهم مصالح كبرى،ثم في بلد ترزح ميزانيته تحت مديونية تجاوزت أو اقتربت من 25 مليار وتعاني ميزانيته السنوية من عجز خيالي، وخدمة الدين العام والاقتراض لماليته تجاوزت الحدود العالمية، والمواطن الأردني واجزم بذلك يدفع اكبر نسبة ضرائب في العالم مقارنة بما يقدم له، لان حكوماتنا تعتمد على جيبه الذي أصبح خاوياً، ولا تعتمد على مشاريع اقتصادية خلاقة، ثم أن النيابة عمل تطوعي وليست وظيفة حكومية، ومهمة النواب هي التشريع والمراقبة، أما الدور الخدمي فناتج عن عدم قيام السلطات التنفيذية بعملها ويتنطح له النواب بهدف كسب الشعبية وعينهم على الانتخابات القادمة وليس جل همهم خدمة
المواطن، ثم في كل بلاد العالم الرواتب حسب المؤهلات ولو نظرنا إلى نوابنا الاكارم فغالبيتهم غير مؤهلين سياسيا ولا علميا بموضوع النيابة بل أن اغلبهم سقط بالمظلة على كرسي النيابة بفضل المال السياسي أو العشيرة أو خداع الناس إلا من رحم ربي، ونحن نعلم أن البلدان الراسخة في الديمقراطية لديها أحزاب ومن يصل للنيابة يكون قد تدرج في العمل السياسي والمجتمعي، وأيضا هل يعلم النواب الاكارم بوضع البلد الاقتصادي؟ وهل هم بصورة ما تفعله الحكومة من جباية لا محدودة على جيوب الأردنيين؟ أليسوا هم نواب الأمة من وقف ضد المعلمين في مطالبهم المالية وكلنا يعرف أوضاع المعلمين؟ وقد تنازل المعلمون عن مطالبهم المالية شعورا مع الوضع البائس لماليتنا؟ بعد كل هذا أي ترف قادكم إلى تشريع رواتب تقاعدية لحضراتكم؟ وبرواتب فلكية نسبة لرواتب موظفي القطاع العام، الم تخجلوا من أنفسكم؟ الم تخجلوا من ناخبيكم؟ كيف تطلبون من صغار الموظفين الصبر ومراعاة وضع الخزينة العامة ثم تمارسون السطو على المالية العامة من خلال تشريع مصلحي لمنح أنفسكم رواتب لا تستحقونها، أم أن السطو ونهب الخزينة العامة أصبح هم كل من تسنم إدارة شؤون الأردنيين!! ثم ماذا قدمتم ؟ وكل ما تريده الحكومة تمرره وانتم تشبعونا عنتريات تلفزيونيه لا أكثر، ولا تقولوا أنكم مررتم مئات القوانين فحكومة أبو الراغب إذا لم تخني الذاكرة ضربت رقم قياسي بالقوانين المؤقتة والتي ربما تكون اقل سوءً مما شرعتم، ثم في ظل أدائكم الضعيف أصبحتم عاله على الشعب الأردني وأصبح عدم وجودكم أفضل بكثير من وجودكم، وأصبح المواطن يشكو منكم بدل أن يشكو أليكم، وعددكم الكبير وامتيازاتكم وسفراتكم، إنكم تستفزوننا، حتى أن الحكومة أصبحت تختبئ خلفكم بعد أن جعلت منكم موظفين عامين، تقبضون رواتب بتوقيع وزير ماليتها.
تمخض الجبل فولد فأرً، هل هذا ما انتظره الشعب من نواب الأمة؟ تشريع مصلحي يمنحهم رواتب خياليه بسطو مقونن على أموال الشعب وفي استفزاز واضح لكل مواطن أردني ، أين عقلائكم؟ ربما ما زال هنالك مجال لتتراجعوا عن كل قرش تأخذوه من خزينة الدولة قبل أن يأتي القرار من الشعب أو الملك....حمى الله الأردن.