د.مفضي المومني.

منظومة التعليم والتعليم العالي في بلدنا تحتاج دائما للمراجعة والتطوير والتحسين والتجويد… هذا من البديهيات ومن المفترض ان يكون دائما ، لاننا نفكر بنظامنا التعليمي حاضرا ومستقبلا ويجب ان نخطط ونضع الاستراتيجيات التي تشكل خارطة طريق نحو التميز، فالتعليم العالي في عصر التطور التكنولوجي المتسارع لا يقبل الا التميز.
ننظر الى تقييم الجامعات كوحدة واحدة، صحيح ان رئيس الجامعة هو ربان السفينة وقائدها ويجب ان يصنع التغيير في جامعته من خلال النتاجات… فافضل ممارسة عالمية في التقييم هي التقييم من خلال النتاجات، وضمن معايير واضحة وصريحة تسهم فعلا في تطوير الجامعات ، نحن مع التقييم الدائم لكل من يشغل منصب اداري، ويجب ان يكون هدف التقييم الاول هو الاصلاح…وتعزيز نقاط القوة ومعالجة نقاط الضعف، رئيس الجامعة في جامعاتنا الاردنية مطلوب منه الكثير ويحمل اعباء كبيرة وله دور محوري في نجاح جامعته، ولكن غالبية جامعاتنا تعاني من المديونية وشح الموارد واضمحلال الدعم الحكومي، وهنا كيف لرئيس جامعة ان يبدع ضمن ميزانيات جل همها توفير الرواتب للعاملين، والجلوس كل آخر شهر لاستجداء البنوك او وزير المالية اوجهات الابتعاث للحصول على المال لدفع الرواتب ، فكيف نطلب من جامعاتنا ورؤسائها التميز والابداع والوصول للعالمية ضمن هذه الاوضاع! ونحن نعرف ان ميزانية الجامعات المتميزة في العالم تصل الى عشرات الملايين لا بل المليارات.
نتمنى ان يكون التقييم للجامعات شاملا وان يكون تقييم الرئيس ضمن معطيات جامعته، لا ان يتم التقييم للرئيس فقط دون النظر لبقية العناصر التي تشكل مهام الجامعة (التدريس الاكاديمي، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع،والجامعة المنتجة) فنجاح الجامعة في هذه المجالات والنجاح نسبي وضمن معايير بلدنا لاننا لم نصل للعالمية بعد مع ان هذا طموحنا جميعا.
قضية اخرى في عملية تقييم رؤساء الجامعات، اذ يجب ان يكون التقييم نظامي ومنهجي ضمن معايير محددة لا تقبل التأويل وانعدام الشفافية، وله وقت محدد سنويا ، لا ان تبقى الامور خاضعة للمزاج والاجتهاد ، ففي ممارسات سابقة تم التعامل مع التقييم كاداة لتصفية الحسابات او ازاحة س او التخلص من ص كما فهمه البعض في حينه، وتم اقصاء بعض رؤساء الجامعات بتوقيت غير مناسب والبعض تم اقصاؤهم مع ان جامعاتهم تمتلك مؤشرات تقدم ونجاح! 
ايضا يجب ان لا ينظر الى التقييم كانه تهديد لرؤساء الجامعات لان ذلك من شأنه تثبيط عزيمتهم واحباطهم وتقليل دافعيتهم للعمل والتميز، يجب كما اسلفت ان يكون التقييم هدفه الرئيس التطوير والتحسين ورفع سوية منظومة التعليم العالي في بلدنا، نعم نحن بحاجة للتقييم والتقويم معا في نظامنا التعليمي، ولكن عند تعيين رئيس اي جامعة يجب ان يتم تحديد اهداف له يجب ان تحقق ضمن فترته الزمنية تخص جامعته، وعليه ان يعمل على تحقيقها، اما التقييم دون وجود اهداف مسبقة فسيكون مزاجيا ارتجاليا يصل حد العشوائية وهذا ما لا نريده، وهنا اقترح على مجلس التعليم العالي ووزير التعليم العالي وضع معايير واهداف لكل جامعة بحيث يتم الاستناد الى جميع الدراسات والتقارير السابقة التي تشخص حالة التعليم العالي واخرها الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية وكذلك تقرير حالة البلاد الذي اعده المجلس الاقتصادي والاجتماعي، وان يتم التقييم بناء على المعطيات التنفيذية والاجرائية المستمدة منها، هنا تكون معايير ثابته لكل الجامعات ويكون التقييم شفافا يستند الى مرجعيات حصيفة تجعل من كل جامعة خلية نحل تعمل لتحقيق هذه المعايير والاهداف، ضمن جداول زمنية معقولة.
امنيتنا ان يكون التقييم كما اسلفت للجامعات وللرئيس كجزء من جامعته، وان لا توجه عملية التقييم بطريقة خاطئة يفهم منها الاستهداف والشخصنة، وصلنا لمرحلة يجب ان نترفع عن كل هذا ونتجه نحو بناء نظامنا التعليمي وتطويره نحو التميز والعالمية وان نقول للمجتهد احسنت واستمر ، وان نقول للمقصر شكرا ويعطيك العافية افسح المجال لغيرك… ..حمى الله الارد