TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
جائزة "التميز العلمي" للجامعة الهاشمية فى الزمن الصعب..
26/04/2015 - 6:00am

طلبة نيوز- أ.د نضال يونس

المرتبة الاولى فى "جائزة الحسن بن طلال للتميّز العلمي" حصلت عليها الجامعة الهاشمية عن مشروعها الريادي في التعليم الطبي "مركز تعليم وفحص المهارات السريرية في كلية الطب البشري" CSETC ، وعندما نتساءل عن سر هذا النجاح، نجد القصة متلازمة بين الجهد والتخطيط ومواجهة التحديات بعقل، وبين مهنية العمل والسعي نحو افاق جديدة فى مجال التعليم الطبي، وهو ما جعل لهذه الكلية شخصية تميزها عن بقية كليات الطب بالعمل المتواصل على التطوير واستقطاب الكفاءات وارسال المبعوثين فى علوم الطب الاساسية والسريرية، وعقد الاتفاقيات مع مختلف المستشفيات العامة والخاصة والعسكرية، ثم استقرار اوضاع الجامعة المالية، وجاء عنصر المنافسة الشريفة لتجعل التميز الأساس في التقويم والارتقاء، وهي أول جامعة عربية تدخل هذا النوع من التعليم فى السنوات الاساسية ليكون بمثابة مستشفى افتراضي تعليمي تدريبي لطلاب الطب.

وبدلاً أن نستنسخ شخصيتها من خلال من سبقتها من كليات الطب في العمر والتاريخ، خطّت كلية الطب فى الهاشمية مدرسة جديدة في تعليم الطب، ذات هوية مستقلة في الرؤية والتعليم وتقديم الخدمة الطبية، وكل ذلك أكسبها قيمة معنوية عند الطلبة والمدرسين والمدربين السريرين في المستشفيات التعليمية التى تتعاون معها، ولم تأت الأمور ميسرة أو سهلة بل كانت الدروب، في بعض الأحيان، مغلقة أو وعرة، غير أن التصميم والإرادة وتكاتف اعضاء هيئة التدريس مع رئاسة الجامعة منحها ثقة الطالب والمريض والمجتمع ..

تابعت هذه الكلية منذ نشاتها، ثم جئتها مُعارا من الجامعة الام، ولم أرى العواطف والمجاملات سمة لعملها أو مبادئها، بخلاف من كانوا ينظرون اليها ككلية رابعة لتعليم الطب فى الاردن، ولعل نجاحها بهذه الاستقلالية وتصميمها على المضى قدما بعزيمة و اصرار، هما من منحاها التميز ، خصوصا وهي تفتح المجال لطلبتها للمشاركة فى وضع السياسات العامة لها، من خلال وجودهم فى معظم لجان الكلية، وهي سياسة نادرة في بقية الكليات وجاءت بدون وصاية من أحد..

ثم تأتي المراجعة لحصيلة ما تم إنجازه، وما هو مطلوب في اجتماعات دورية تكون المكاشفة فيها شفافة وصريحة، وكيف تُرسم الخطط في تطوير الخطة الدراسية، وتحديث البنيةالتحتية، وأدخال التعليم الالكتروني، وتوزيع الطلبة على المستشفيات، وتحديد ما هو مهم لتعلم طالب الطب بمختلف مستويات دراسته، وكذلك تفاعل الكلية مع بقية كليات الجامعة والطلبة ولجان الاعتماد التى تراقب وتقيم كل ما يجري فى الكلية..

لقد كان عملاً شاقاً أن تحقق بعضا من الانجازات وانت تعيش على أطراف الصحراء، بعيدا عن المناطق المأهولة بالسكان، تواجه النقد المتواصل من المواقع الالكترونية، وقضايا الطلاب ومشاكل المواصلات، وطلبات المجتمع المحلي التى لا حد لها، ومع ذلك تقدم لهم كل عام فوجا جديدا من الخريجين يقيمونهم بطريقتهم الحاصة، وأنت الخصم والحكم الذي يراقب النجاح أو الفشل!!

يستطيع ايا كان أن ينجح ، لكن أن تستمر على نفس المسار من التميز، لا بد أن تملك الاستعداد والرؤية البعيدة اللتين تحددان أبعاد الاستمرارية، والتواصل مع التحديث والتقدم، وكلية الطب فى الهاشمية لم تكتسب هذا الزخم الكبير لو عاشت ساكنة وعطلت دولاب حركتها، غير أن خيارها كان التميز والمحافظة عليه، ولا بد من الاعتراف ان جميع الاساتذة والاداريين، وعلى راسهم العمداء السابقون هم من عاشوا وأسسوا المراحل التى مرت بها الكلية، وحلقوا بها إلى آفاق النجاح من خلال "عمل جماعي" متواصل لتكون النتائج بحجم الطموحات ،عملوا كفريق واحد غابت عنه العنصرية والشللية، وجعلوا مبدأ المساواة في العلاقات العامة، أساسا للتعامل بين أجنحة العمل، لتكون الصغية الفريدة في التميز الجامعي..
مبروك للهاشمية وكلية الطب هذه الجائزة الكبيرة والى الامام..

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)