طلبة نيوز- أ.د. عبدالكريم القضاة

تستقطب جائزة نوبل انظار العالم كل عام, وخاصة النخب الأكاديمية نظرا لقيمتها المعنوية الساحرة ناهيك عن قيمتها المادية ونكهتها السياسية أحيانافي كانون الأول 2015 ستمنح تونس جائزة نوبل للسلام.
قالت رئيسة لجنة نوبل للسلام كاسي كولمان فايف في تشرين الأول 2015:إن الرباعي التونسي الذي تشكل عام 2013 ساعد في دعم عملية بناء الديمقراطية في تونس عندما كانت البلاد على «شفا حرب أهلية»، موضحة أن الجائزة تهدف قبل أي شيء إلى تشجيع الشعب التونسي الذي «أرسى قواعد الإخاء الوطني رغم التحديات الكبيرة».
وأضافت فايف أن اللجنة تأمل أن يكون ما حصل في تونس «مثالا تحتذي به دول أخرى».
ان من يتابع هذا الحدث الضخم الراقي يجد ترحيبا متواضعا له في اعلام معظم الدول العربية وكأن التجربة التونسية في الاصلاح والديموقراطية حدثا عاديا لايستحق الثناء وجائزة نوبل لابل ان البعض يعتقد ان ما ينطبق على تونس لا ينطبق على معظم الدول العربية تماما كما اعتقد البعض ان حمى الربيع العربي التي بدأت في تونس لن تصلهم حتى أخذهم الموج !.صحيح ان تونس عرقا ومذهبا موحدة ولا دور للجيش في السياسة وتونس بعيدة كذلك عن الصراعات الاقليمية والدولية، لكن الاخوة في تونس تبنوا الحوار الهادف ورفضوا مبدأ الاقصاء وصنع المبعدين والمهمشين هاهي السلطة في تونس يتم تداولها بانسيابية ديموقراطية جميلة راقية تزلزل الأرض من تحت أقدام من اعتنقوا مبادئ الاقصاء والولاء في الحكم بديلا عن الكفاءة في الاداء والتنوع في الاراء.
الاخوة في تونس الخضراء رفضوا بشجاعة مقولة (أنا أو لا أحد) لأنها لا تنتج الا ارهابا وفسادا وخرابا ولهذا استحقت تونس وبجدارة جائزة عالمية مرموقة اسمها نوبل التي لاتحمل أسماء الاقصائيين المستبدين من جهة ولا المتطرفين من جهة اخرى.الأهم من هذه الجائزة، ان اخوتنا في تونس قرروا ان من يحكم تونس هو من ينتخبه الشعب التونسي.
الأردن وقيادته حصلا على جائزة اهم من كل الجوائز وهي نعمة الأمن والأمان داخليا والاحترام عالميا, ففي الوقت الذي قدم الاردن للمتظاهرين المطالبين بالاصلاح العناية والحماية والمياه الباردة كانت النار تشوي المطالبين بالاصلاح والحرية والديموقراطية في بلدان أخرى، ها هو الاردن يواجه المستقبل بخطى اصلاحية متتالية واعدة مع الأمل بأن عجلة الاصلاح المتدرج سيزداد تسارعها لتشمل نواحي الحياة كافة في الوطن.