TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
جَمَلْ عَبّود
21/09/2020 - 1:00pm

بقلم المهندس عامر عليوي/ جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية
لكل مثل حكاية وسحر خاص به، وتعد الأمثال الشعبية ملخص بليغ لمواقف مر بها السابقون، ونظراً لكثرة المواقف وتكرارها، استطاعوا بدهائهم وحنكتهم أن يلخصوا هذه المواقف بكلمات قصيرة وموجزة، والتي عرفت فيما بعد بالأمثال الشعبية، ونظرا لأهميتها أصبحت هذه الأمثال إرث يتوارثه الأجيال جيل تلو الأخر، فهي حصيلة تجربة مجتمعية لا تخطئ مقصدها، اليوم سأعرض لكم في السطور القادمة قصة: "جمل عبود".
تقول القصة بأن اعرابياً يسمى (عبود) كان يقطن مع عشيرته في أطراف الصحراء، وكان لهذا الأعرابي جمل وقد اصابه جرب، واصاب القلق جميع رجال العشيرة خوفاً من انتقال المرض لحيواناتهم، وكان حديث الرجال في امسياتهم يدور حول جرب جمل عبود، وما ان يصل عبود حتى يتحول الحديث عن بطولات عبود لأن هذا الرجل صاحب سطوه ولا يتحدث إلا بالسيف.
في ظل الصمت والخوف بدأ المرض ينتقل الى بقية الإبل، عندها قال أحد البسطاء لابد أن أكون مبادراً وإلا هلكت بقية الإبل، حينها أقبل عبود بعباءته وسيفه وما أن طرح السلام حتى وقف الجميع، عندها بادر ذلك الرجل قائلا: جملك يا عبود – وفي هذه الاثناء تسأل عبود بصوته الجهوري المرعب: وش بيه جملي – عندها ارتعد الرجل خوفا وقال: جملك يا شيخ بدّه وليف (اي: أن جملك يلزمه جمل آخر يمشي معه).
لم يستطع أحد أن يواجه "عبود" بالحقيقة، ووجدت هذه النصيحة اذان صاغية لدى عبود، ودب الخوف في صدور الجميع وانتشر الجرب في كل الإبل جمل بعد جمل وناقة بعد أخرى، ولسان حال الجميع يقول (من يقول جمل عبود أجرب؟) ويصبح مثلا يضرب كناية عن عدم الجراءة في قول الحق.
أسرد هذا المثل ونحن على أبواب الانتخابات النيابية والكل في مجلسه الخاص انتقد أداء العديد من النواب، وطالب العديد منا بحل المجلس، والان الكثير من النواب السابقين يعتزم الترشح مرة أخرى، واثناء لقائهم بأبناء دوائرهم الانتخابية تتوقف الألسن عن النقد والكل يمدح وتتعالى الاصوات بالبشرى لهم بالفوز والفزعة. عجبي!
من سيقول وبكل جرأة جمل عبّود أجرب؟!

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)