طلبة نيوز- عبدالهادي شنيكات

كثيراً ما يوقظنا عبق الماضي نرتشف منه ما طاب لنا ,ضحكات عفويّة في زاوية وذكريات جميلة في طريقٍ عبد بالبساطة والمشاكسة البريئة , تحدق فيه قلوبنا وعقولنا ساعات لتتقاسم لحظات من حاضر سريع الدقات ومطالبٌ الأخذ بالثأر من قرارت ما كان لنا بها حيلة...
ملذات من العشق العذري وأحداثٌ من رواية طموحٍ محزنة لم نتعرف على اسباب فشلها الا بعد أن استلقينا طويلا على عتبات التجارب وخبرات الحياة...
لم تكن الا شذرات من كتاب كان القدر فيها الامر الناهي وكان خيارنا غريب وقرارنا ضعيف حين استسلم أنذاك ذكائنا الغض الى واقعنا المؤلم...ولم يكن احترامنا لذاتنا صريح وصادق بل كان فلسفة اجتماعية باهتة الابعاد ومتناقضة المعاني مع معتقداتنا ومبادؤنا التي نؤمن بها الان...
في الوقت الذي يفرض الواقع المادي نفسه علينا نبتعد لنتظلل على اطلال الماضي ولنجد لداخلنا عذراً في قراراتنا الحالية..نهرب من معركة لندخل في حرب وهكذا تتوالى عناوين ايامنا التي نظن مخطئون أنها حصيلة أرصدتنا الفكرية وقاعدة كفاحنا...
ما أعقد البساطة التي مشينا ورائها وما أسهل التعقيدات التي ركلناها بأقدامنا...كم كان حوارنا حاد وتنازعنا صعب وكان الهدف سرابي المنال...لقد تنافرت أقطاب عقولنا وتجاذبت حاجات زماننا فتهنا بين حاضر اليوم وامل الغد....
ولأننا لا نفرق بين انفصام الشخصية والحقيقة رتبنا سلم أولوياتنا على أساسٍ مزدوج المعايير ...خلطنا فيه بين معنى الارادة والادارة...أنطلقنا من المنتصف وتجاهلنا درجات مهمة في تمييز مهمتنا الى القادم..
لقد استنفذت تذاكر الغنى منذ الولادة وقد اغلق الحجز الى رحلات الرفاهية ومنتجعات الاحلام الفارسية بعد ان تم حقننا بمطعومٍ سياسي ضد الاحترافية والمغامرة ...أصبحت اجسادنا مجرد مساعدات حركية وباتت عقولنا مصممة على التبعيّة ...لقد حدث في مثل هذا اليوم انْ يوقظنا عبق الماضي نرتشف منه ما طاب لنا ,ضحكاتٌ ......