TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
حراك قطر فـي شمال أفريقــيا..ولاحقا أردوغان
06/04/2014 - 12:15pm

طلبه نيوز
استراتيجية أمير قطر الشاب الشيخ تميم بن حمد واضحة الملامح فيما يختص بتأطير إختراقات متاحة، او لم تكن مطلوبة عبر سلسلة زيارات لعدة دول، بعد الوقفة اللافتة في عمّان، حيث زار السودان والجزائر وتونس.
الحراك القطري في شمال افريقيا وتحديدا في محيط ليبيا المفتوحة على كل الاحتمالات، والتي بدأت بعض الأطراف فيها تهاجم الدور والنفوذ القطريين، له ما يبرره على أرض الواقع. فقبل الأزمة القطرية مع السعودية والإمارات والبحرين ومنظومة الخليجي، لم تكن هذه الدول في نطاق الإهتمام القطري. يعني ذلك أن الدوحة تشعر بعمق الأزمة التي ينتجها الإصرار السعودي على تبديل موقفها من الاخوان المسلمين، وتسعى في الوقت نفسه لاختراقات محتملة سياسية تقوّم فيها وزنا مختلفا من العلاقات الاستراتيجية في محيط مصر «المعادية» عمليا، وليبيا التي يتزايد المتحرشون فيها بالدور القطري.
من وجهة نظر الخندق القطري يمكن للحراك في شمال افريقيا أن يعزز العلاقات مع إيران، في حال الوصول إلى نقطة اللاعودة، المتمثلة بتنفيذ السعودية تهديداتها بإغلاق الحدود البرية والجوية مع قطر، حيث يسمح النفوذ السياسي والثقل المالي القطري بمساعدة إيران «إذا تحولت لصديقة فعلا»على التواصل مع محيط جغرافي لم تكن تصله دوائر نفوذ طهران.
عمليا جولة شمال افريقيا العربية لأمير قطر ترد ضمنيا على مخطط العزلة السعودي، خصوصا بعد التشدد السعودي، وبعد إيصال رسائل للإمارات تحاول دفعها للتفريق بين موقفها وموقف السعودية في المسألة القطرية، وهو ما تتجاهله أبو ظبي المصرة بدورها على دعم ترشح عبد الفتاح السيسي في مصر وتقليم أظافر الاخوان المسلمين.
بهذا المعنى يصبح الحراك القطري في الشمال الافريقي العربي ورقة إحتياط في مواجهة مشروع العزل السعودي، إذا ما تجاوز مرحلة «سحب السفراء»، خصوصا ان رهانات الشيخ تميم تبدو واضحة بالعمل على حشر الخلاف في إطار البيت الخليجي/ والسياق الشخصي، وعدم تمكنه-أي الخلاف- من لي ذراع الاستراتيجية القطرية المتحالفة مع الاخوان المسلمين.
حلفاء قطر من الاخوان لا يحققون أي انتصارات في العالم العربي- باستثناء تركيا- ومن تبقى منهم كحزب النهضة في تونس، يواجه مشكلات جوهرية في التعايش مع هجمة منظمة معادية للاخوان المسلمين، وتستهدف ممالكهم السياسية التي أقيمت في بلدان مثل تونس وليبيا.
يقدر القطريون بأن محاولتهم التقرب من نظام دمشق لم تخدمهم كثيرا، حتى بعد مساهمتهم في الإفراج عن راهبات معلولا، وبأن «خضوعهم» التام في مسألة الاخوان المسلمين يضعف دورهم الإستراتيجي وقد يخرجهم من السباق برمته.
لذلك تفضل الدوحة فتح يد لمصافحة الأشقاء الكبار في السعودية مع تحييد ورقة «الاخضاع».. بعد إرسال وفد أمني لإيران، واحتضان سلطنة عمان، والوقوف على محطة الأردن والسودان وتونس والجزائر، يتبقى امام اللاعب القطري خطوة تصعيدية برزت إحتمالاتها إذا ما اعلن إغلاق الحدود.. تركيا اردوغان قد تكون المحطة المقبلة للأمير القطري الشاب الذي يتعامل مع الموقف على أساس أن جعبته ليست خالية من الخيارات الإستراتيجية كما يعتقد خصومه.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)