د. زياد عبد اللطيف البطوش

أمام تتعدد سلبيات التعليم عن بعد ما زالت وزارة التربية والتعليم تتمسك به كمتطلب لمسايرة التطور التكنولوجي، وزيادة استقطاب المساعدات والقروض من الدول المانحة ضمن برامج التعلم الرقمي، ورغبة في تخفيض الانفاق والكلف المالية المنفقة على التعليم ( المعلم. المدرسة. الطالب. المنهاج...). واستثمار جائحة كورونا بشكل امثل لخدمة هذه الأهداف...
ونحن نعلم ان سلبيات التعلم عن بعد ( انخفاض جودة التعليم، تراجع الارتباط بالتعليم المدرسي وما تغرسه المدرسة من قيم ومهارات لدى المتعلم، زيادة نسبة التسرب من التعليم وارتفاع معدلات عمالة الاطفال، تراجع الصحة النفسية للطالب وبالتالي زيادة المعاناة والقلق المستقبلي لديه، تراجع استثمار اولياء الامور بالتعليم وبالتالي تفاقم دائرة الفقر الممتدة، زيادة فجوة عدم المساواة في التعليم وبالتالي غياب العدالة في التعليم، اغلاق كثير من المدارس الخاصة وتعطل مدرسيها عن العمل، زيادة الاضطرابات الاجتماعية.
هذه السلبيات ستظهر اجلا على الاستثمار براس المال البشري الذي كنا يوما نفاخر به الدول من حولنا وانتشار الجهل وانعدام المعرفة والمهارة وتراجع في القيم التي كان يكتسبها الطالب من المعلم والمدرسة من خلال المنهج الخفي الذي لا يمكن نقله من خلال التعليم عن بعد...
هل تعي الحكومة الجديدة هذه السلبيات في ظل غياب اجباري للإيجابيات للتعليم عن بعد بسبب ضعف الامكانات والتجهيزات وعدم امتلاك المهارات اللازمة لذلك من قبل الوزارة والمعلم والطالب وفقدان الثقافة المجتمعية لهذا التحول السريع والمباغت في نوعية التعليم المقدم للمجتمع.