طلبة نيوز- حسام البيدر 
شكل القرار الاخير الذي اتخذته الجامعة الاردنية في رفع رسوم البرنامج الموازي والبرنامج الدولي بالاضافة لرفع رسوم الدراسات العليا لغطا كبيرا في الوسط الاكاديمي والمجتمعي , وابدى معظم الطلبة وذويهم استيائهم من هذه القرارات دون معرفة الاسباب ، حيث قاموا بجمع تواقيع على جدارية رفضا للقرار وللضغط على ادارة الجامعة للتراجع عن القرار.
بحسب المعطيات ومقارنة مع مخرجات التعليم العالي وفي قراءة السطور يتبين لدى القاصي والداني ان الجامعات كافة وليس الاردنية فحسب بحاجة لرفع رسوم تلك البرامج (الاستثمارية) وذلك لتغليب النوع على الكم في التعليم ، ولا غرابة في ذلك ، لان خريجو الثانوية العامة ذوي المعدلات المرتفعة هم بالضرورة اصحاب العقول الفذة والمتميزين على مستوى الاردن اذا اعتبرنا ان امتحان التوجيهي هو فعلا المقياس الرئيس الذي تقاس به عقلية الطالب خصوصا مع انخفاض نسب الغش والمخالفات خلال الفترة الاخيرة وبالتالي يستحقون ان يدرسوا التخصصات التي يرغبون بها ، أما ان يأتي اصحاب المعدلات المتدنية ويدخلون تخصصات طبية وهندسية على حساب غيرهم من الطلبة عن طريق "الموازي" فهذا امر غير مقبول البتة .
المجتمع الاردني مثقف ويعي ويدرك اهمية العلم والتعليم الا ان ثقافته العابرة للزمن لم تتغير وما زالت تتشبث بالتعليم الجامعي على انه هيبة مجتمعية ومستقبل الاجيال المشرق، والصحيح ان هذه الفكرة تبدلت وتغيرت والتوجه الان هو للتعليم التقني الذي يمكن الافراد من تحقيق وتأمين المستقبل في خضم اشباع السوق بالتخصصات الاكاديمية والتي في معظمها راكدة .
اخليف الطراونة رجل المهمات الصعبة في الجامعة الاردنية يقوم على ايجاد حلول تختلف عن طريقة الحكومة في جبي الاموال حيث يسعى الطراونة للابتعاد عن جيب الطالب الفقير والمؤهل للدراسة الجامعية ويعول على اصحاب الاموال غير المؤهلين بالطريقة الشرعية للدراسة الجامعية 
الطراونة يتوجه لرسم سيناريوهات عديدة لاختيار الخيار الافضل ، فاذا حللنا تداعيات رفع الرسوم في الجامعة الاردنية نجد ان هناك عجز في ميزانية الجامعة بسبب عدم توفير الدعم الحكومي للجامعات وبسبب الكثافة الطلابية في الجامعة مما يؤثر على الخدمات الجامعية وعلى البنى التحتية التي تحول دون احداث توازن بين المدخلات والمخرجات .
وبحسب دراسة للجامعة الاردنية اصدرتها قبل اشهر ونشرتها طلبة نيوز فإن بعض التخصصات في البرنامج الموازي اسعارها متدنية ولم يتم اعادة النظر بتعديلها منذ 15 سنة .
السيناريو الاخر الذي رسمه الطراونة هو حصر قبول الطلبة في البرنامج الدولي بالعرب والاجانب فقط ، وهذا القرار سيكون خطوة ايجابية لصالح الطلبة الاردنيين وتوفيرا لأموالهم اضافة الى استثمار دراسة الطلبة غير الاردنيين في جذبهم الى الاردن بغرض الدراسة.
وها هي الجامعات الاخرى تخطو ذات الخطى حيث نسبت الجامعات بقبول 46 الف طالب 44% منهم في البرنامج الموازي الامر الذي سيدر دخلا خياليا للجامعات لتغطية فروقات العجز في الميزانيات في خضم الشلل في الدعم الحكومي للجامعات.
اما عن برنامج الدراسات العليا فهنا لا بد من الاشارة الى ان طلبة الدراسات العليا هم من النخب الطلابية الذين نفتخر ونتطلع ونعول عليهم باحداث تغييرات شاملة وجذرية كل حسب تخصصه ، وبالتالي يجب دعمهم وتخفيض الرسوم بدلا من رفعها .
خلاصة القول : يجب دعم طلبة الدراسات العليا ولا اشكال في رفع رسوم الموازي لان طالب "الموازي" هو الاستثمار ولا يجوز ان نعطيه اولوية على طالب التنافس.