طلبة نيوز-د. مفضي المومني

نعيش في الاردن حالة من التجاذب بين الحكومات والشعب، وهذا واقع متكرر مهما تغيرت الوجوه ومهما تغيرت الوزارات، واكاد اجزم ان العلاقة اصبحت بمستوى العداء مع ان الوضع يجب ان يكون غير ذلك، ولو استعرضنا الاسباب لوجدناها كثيرة ، واهمها ان الحكومات تستقوي على المواطن وتستمرئ مد اليد الى جيبه الخاوي على الطالعه والنازله كما يقولون، في امريكا وبعض البلدان المتقدمة تصل ضريبة الدخل على الفرد 45% ويدفعها المواطن بكل رضى لا بل يعتبرون ذلك واجب وطني والسبب بسيط، دخولهم مرتفعة والتضخم ينعكس مباشرة على الاجور وميزانيات الحكومات تعتمد على حلول اقتصادية ابداعية، والخدمات المقدمة للناس جيدة ومستوى الحياة والمحافظة عليه من اولى اهتمامات الحكومات،والشفافية حقيقية، والفاسد يحاسب، اما عندنا والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، فلا اعرف استراتيجية اقتصادية ابداعية واحده تخدم ميزانية الحكومة، ولا نعرف فاسدا من اصحاب الرؤوس الكبيرة قدم الى المحاكمة غير حالات لا تذكر قدمت على سبيل التخدير، و مفهوم المواطن اغلى ما نملك بمدلولاته السامية الذي اطلقه الملك الراحل قد انقلب على يد الحكومات المتعاقبة الى ان الانسان اغلى ما نملك لانه مصدر الدخل الوحيد والموثوق للحكومات، وقد يقول قائل ان ذلك ليس اختراعا اردنيا، اقول نعم كل دول العالم تعتمد على الضرائب وغيرها من المواطن لكن الى جانب حلول اقتصادية مبدعة، لكن فقط الحكومات العاجزة تعتمد كليا على المواطن ....(دعونا نقولها بصراحة وبملئ الفم)، واستغرب احيانا هذه الجيوش من المستشارين الاقتصاديين اصحاب الرواتب الفلكية نسبة لوضعنا الاقتصادي وما الحاجة لهم اذا كانت خلاصة تفكيرهم البحث عن ضرائب ما انزل الله بها من سلطان ورفع الاسعار لسد عجز لا يسئل المواطن عنه بل هو مسؤلية مطلقة لادارات ضعيفة وفاسدة سقطت ببرشوت الواسطة والمحسوبية والتوريث والاسترضاء وشراء الذمم على شعبنا الاردني القابض على جمر فقره وحاجته، حيث انهكته الحكومات المتعاقبه ومن لا يعرف ليجرب ان يتواصل مع عائلاتنا الاردنية في قرانا ويرى بام عينه كم ارهق مواطننا،وكم هو ناقم وكيف اصبح شتاما لكل ما هو حكومي وكيف انعدمت ثقته بالحكومات وعلى لسانه (هاي حكومات ما بيجي منها الخير)، لست عدميا في طرحي ولا اقول الا ان المستقبل امامنا ولدينا طاقات خلاقة وشباب مبدعون فقط بدل ان تبحث الحكومة عن فرص عمل للشباب ابحثوا اولا عن عمل للحكومة ففي ما هو مطروح من سياسات حكومتنا عاطله عن العمل.....حمى الله الاردن.