TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
حوار الأديان
05/02/2019 - 6:00am

طلبة نيوز- خلود عبيدات

نشهد في هذه الحقبة من الزمن هجمة شرسة على الاسلام لعدم فهم الغالبية الساحقة من الغرب والملحدين حقيقة الاسلام الذي هو دين التسامح والعدل . لقد اصبحت أذن الديانات الاخرى تدغدها معان مشلولة وأفكار سوداء حول الاسلام الذي ترسّخ في عقولهم بأنّه دين الارهاب والقتل - قال الله تعالى: "فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ"، وقال ايضا "وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ". .
لقد أصبحت الحاجة ملحّة وماسّة بأن تعقد المؤتمرات والنقاشات ذات الطابع الديني، تحت عنوان حوار الأديان، بين الاسلام والديانات الأخرى بما فيها الديانة المسيحية التي تدين يها اوروبا والغرب بأكمله، لتعرف هذه الديانات بأنّ الافكار االباطلة التي تنقدح في اذهانهم عن الاسلام ما هو الّا زيف وافتراء مضلّل وأنّ ما يسمعونه من خزعبلات وشبهات تشبثّت بها عقولهم ما هي الاّ اختلاقات ترعاها العلمانية لتسيطر على العالم الاسلامي .
وتغالي الجماعات المتوحشة من الملحدين والمعتقدات التي لا تؤمن بوجود اله والديانات السماوية الاخرى في نفث هذا السم القاتل في بوتقة الضّلال ويحتلّون الصدارة في الاعلام لتشويه صوة الاسلام واظهاره على غير حقيقته .
والحقيقة أنّ حوار الاديان في عالم تتأزّم فيه صراعات التديّن ، يأتي بنتائج مثمرة وافكار قد تبهر العقول اذا قادهها اسلاميون من الدعاة او طلبة العلم ممن يتمتعون بحنكة الخطابة وسلاسة الكلم الطيب والأهم أن يكون فحوى الخطاب من القران والسّنة ليتفهّم كل طرف من الفريقين المتحاورين وجهة نظر الطرف الآخر، ويعّد الرفق في المناظرة من الأساسيات التي لها أثر كبير في اقناع او تغيير فكرة الديانات الأخرى عن الاسلام وتفتح القلوب وتقرّب المفاهيم، ويجب ان يتّسم الخطاب والجدال بالرفق والأدب واللين، قال تعالى: " "وجادلهم بالّتي هي أحسن" (النحل 125) على خلاف ذلك نرى ان هذا الأدب في الحوار اثناء المناظرات مفقودا في الساحات الاسلامية ويخاطبون الاخر بقولهم يا كافر، يا زنديق، يا يهودي 00الخ متناسين انّ الخطاب الاسلامي ثري بأدب الحوار ، هذا على صعيد العلماء والدعاة أمّا العامّة فحدّث ولا حرج .

دعا القران الكريم مرارا" الى الحوار وذكر العديد من السّورالكريمة التي ظهر الحوار فيها جليا" كحوار الله مع انبياءه وحواره عزّ وجلّ مع ابليس ألد أعدائه واذا كان الحوار جائزا بين الله وابليس، فانّ الحوار بين الانسان والانسان ضروريا" وواجبا" ، مع أنّ الله عزّ وجلّ بامكانه أن ينهي ابليس ويخلّده بالنار بأمره الالهي كـن فيكون .
وجاء في السيرة النبوية أنّ النبي عليه السلام استخدم الحوار البنّاء مع أهل الكتاب ومع الكفار وكانت لديه القدرة الكافية على استيعاب حجج الخصم وقد أسلم على يديه الشريفتين العديد من مشركي قريش وأهل الكتاب .
وبنا" على ما تقدّم لماذا لا نلتزم بالقران والسنّة وبأدبيات الحوار والنقاش والمناظرات كي نفتح القلوب المغلقة ونغيّر مفاهيمها عن الاسلام وندع مكانا" للتسامح وقبول الاخرين . ويحضرني في هذا السّياق وصف الفيلسوف الفرنسي روجي غارودي حوار الاديان بمشروع الأمل لانه يهتم بالتسامح والتعايش وقبول الاخر .

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)