TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
خريجة جامعية "نحن نعاني"
23/01/2016 - 8:45pm

طلبة نيوز

ضحى فراش

بِلا عُنوان!

كثير مِمَن يُمارسُ الكتابه يَجدُ صعوبةً في التَّعبير عن مَشاعره الجَميله السَّعيدة. بينما يُبدعُ عندما يَحزنُ ولو قليلاً.

الموضوع أعمقُ من أن أُعبّر عنه بحروف تنتهي بانتهاء كلماتي.
وأعمق من أن اتركه بدون الكتابة عنه.
عميق لدرجةِ أنني أجدُ صعوبةً في الغوصِ عميقاً لأخرجَ المخفي.
عميقٌ لدرجةِ أنني سأحكي ما في قلوب الكثيرين.

حسناً..
لن أُطيلَ عليكم.. ولن استخدم الكلام المُنمق أيضاً!

تخرجت قبل عام ونصف العام..
منذ أن تخرجت للآن وأنا أبحثُ عن عمل.
نعم، أبحثُ عن عمل!

قبل أن ابدأ أودُ التوضيح! فأنا لست ممن يربط طموحه وجُل حياته بوظيفة لكني أسعى للعمل وتحقيق ذاتي لأكون أفضل. كأي مخلوق على وجه البسيطه يحلُم بأن يحصل على وظيفةٍ ليعمل ويشعر بقيمته في المجتمع.

لعل الكل يعرف أو يدعي البعض انه لا يعرف أن الكثير من الطموحين والناجحين لا يحظون بحقهم الشرعي في الحصول على وظيفه أو التطور في مجال عملهم.

دعونا نتحدث بصدق وشفافيه أكثر.. فالكثير يعرف وعدد قليل فقط يقوى على البوح بها..

اني أحزن على مجهود الكثير منا الذي يذهب هباءً وبدون تقدير.. فما أصعبَ أن تحتضر أحلامنا أمامنا..تقاوم.. وتقاوم..بدون ملل.

فالكثير يُقدم لوظائف عِدَّه في مجالات شتّى. وليسو ممن يُحددون الوظائف. فَيقدمون للعمل في مُستشفيات، دور تَرجمه، مَدارس، بنوك، مُؤسسات دوليه، صُحف محليه، كُليات، وجامعات.
ويكون لكل مكان حكايه..
فمثلاً:

--هذا الذي يحاول اقناعك بأن مستواك متدني--بما يتعلق بتخصصك.

--آخرين تعمل لديهم على أساس راتب يصل الى 500 دولار ك بدايه مثلاً... لتُفاجئ لاحقاًً بحجم المُماطله الرهيب.. ليصل بهم المطاف الى أن يدفعو فقط بدل المواصلات.. وفي كثير من الأحيان تعمل بدون مقابل يعزز مجهودك.

--"بعض الأماكن" تُفاجئك بأن أصحابَ العمل والموظفين تجمعهم جميعاً صلةُ قرابة قوية...ولا يُسمح لأي شخص "غريب" للعمل بينهم.

--كل مُقابلات العمل تمر بسلام إلا مرحلةُ الواسطه. كان وما زال الكثيرون يعتذرون عن عدم تمكنهم من الحصول على واسطه. لا أدري بأي حق يَأخذ صاحب النُّفوذ وظيفة على حساب صاحب الطموح؟!

--البعضُ يَستنزف طاقاتك تحت مسمى "فترة التدريب" ومن ثم يعتذر بأن لا شواغر لديه..أو بإمكانك البقاء ك متطوع للعمل ضمن المؤسسه.

يُُزعجني "هذا" -وللأسف غالباً ما تكون "هذه"- الذي يرى نفسه عاجزاً عن الموافقه بين مسؤوليات البيت والعمل وينهال عليك بالتذمر والنصائح..
البيت... الأولاد... العائله... الزوج...

والفلسفه التي تقول أن الفتيات عليهن الجلوس في المنزل ليتسنى للشباب العمل.. ومن ثم يصبحون قادرين على تكاليف الزواج.. وبهذا سَتَقل نسبةُ "العنوسة" في المنطقه... لأن أصحاب العمل سَيجبرون على توظيف الذكور برواتب عاليه... أما الإناث فإنهن يرضين بأدنى الرواتب.. لأن لا مسؤوليات لديهن!
حسناً! لا أقصدُ شيء.. لكنني أكرهُ الغباء.

يُزعجني أكثر هذا الذي يَعدك بأن لديه وظائف شاغره وستعمل لديه بأول فرصه.. يوظف الكثيرين.. "وأول فرصه" الخاصه بك..لم تأتي بعد.

شخصياً، لا أغضبُ ولا أحسدُ صديقاتي عندما أرى احداهن حصلت على وظيفة في مكان لم استطع أن أكون فيه فقط لأن لا واسطه لدي... اتمنى للجميع كل خير لكني احزن لأن الكثير ظلم بدون حق.

فما أجملَ وأنبل الأصدقاء حين يعرفون أني أبحث عن وظيفه وأراهم ينهالون علي بكم هائل من الإعلانات لوظائف.

ما أنبلَ صديقتي التي تخبرني أن أقدم لمؤسسة مُعينه لأكتشف لاحقاً اننا الاثنتين نتنافس على ذات الوظيفه.

هنا اصمت... اتمسك بها وبحبها لي وأعجب من وجود مثل هؤلاء الأشخاص وغيرهم على هذه الأرض.

أتدرون! سأكون داعمة لكل شخصٍ طموحٍ وصادقٍ باحثٍ عن عمل. لن أكونَ مِثلُ بعض اللذين قابلتهم.
أفكر عندما أصبحُ صاحبةَ عملي الخاص بأن أكونَ أكثرَ انسانية مع من يتقدمون للوظائف.

لا أحلُم ولا أواسي نفسي فأنا أعلم أن هناك حكمة لله. وأن البدايه مُتعبه... وإن كانت بدون عمل. أعلم أن الله مع الجميع وسيختار الأفضل عاجلاً أم آجلاً.

ربي كريم جداً لدرجة أننا نستحي من كرمه وعطائه لنا.

الكثير من الخير قادم لا تقلق..
واثقة بما أكتب وما كتبت!

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)