TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
د.بلقيس الكركي تكتب انتهاك سياسي للحرم المقدس ..انتخابات الجامعة اﻷردنية
07/04/2014 - 6:15am

طلبة نيوز
عن القدس العربي
ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﺪﺙ ﺟَﻠﻞ ﻓﻲ ﺍﻷ‌ﺭﺩﻥ: ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ، ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻷ‌ﺧﺮﻯ، ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ. ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻣﺎ ﻳﺰﺍﻟﻮﻥ ﻳﺘﻨﺎﺳﻮﻥ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻗﺪ ﺗﻐﻴﺮ، ﺇﺫ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻫﺎﺗﻒ ﻛﺎﻣﻴﺮﺍ، ﻭﻣﻘﺎﺑﻞ ﻛﻞ ﺇﻋﻼ‌ﻡ ﺭﺳﻤﻲ ﺇﻋﻼ‌ﻡ ﺑﺪﻳﻞ، ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺠﺎﻝ ﻻ‌ﺳﺘﻐﺒﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻭ ﺗﻀﻠﻴﻠﻬﻢ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﺑﺄﻥ ﻳﺼﻮﺭﻭﺍ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻌﺰﺍﺀ ﻋﺮﺳﺎً، ﻭﺍﻟﺴﻔﻴﻪ ﺣﻜﻴﻤﺎً، ﻭﺍﻟﺠﺒﺎﻥ ﺷﺠﺎﻋﺎً، ﻭﺍﻟﺠﻼ‌ﺩ ﺿﺤﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻤﺬﺑﺤﺔ ﺳﻮﺀ ﺗﻔﺎﻫﻢ. ﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻧﺴﺒﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪ، ﺧﺎﺻﺔ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﺺ ‘ﻣﺎ ﺣﺪﺙ’ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺤﻮﺍﺱ، ﻻ‌ ‘ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻴﻪ ﺍﻟﺤﺪﺙ’ ﺣﻴﺚ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ﻏﺪﺍ ﻣﺴﺘﺒﺎﺣﺎً ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﻳُﻨﻈّﺮ ﺣﻮﻝ ‘ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻲ’، ﻓﻴﺨﺼﺺ ﻓﻘﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﺴﺮﻳﻌﺔ ﻟﻸ‌ﺳﺒﺎﺏ ﻭﺃﺧﺮﻯ ﻻ‌ﻗﺘﺮﺍﺡ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ. ﻭﻟﻮﻻ‌ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺍﻻ‌ﻓﺘﺮﺍﺽ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ’ﺍﻟﺴﻔْﺴَﻄﺔ، ﻟﻘﻠﺖ ﺇﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻼ‌ﻗﺔ ﻣﺎ ﻃﺮﺩﻳﺔ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﺑﻴﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻤﻘﺎﻻ‌ﺕ ﻭﺍﻟﻨﺪﻭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﺣﻮﻝ ‘ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻌﻨﻒ’ ﻫﺬﻩ، ﻭﺗﻔﺎﻗﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺭﻭﺗﻴﻨﻴﺔ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻋﺎﻣﺎً ﺑﻌﺪ ﻋﺎﻡ. ﻻ‌ ﺑﺄﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ، ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻤﻪ ﻛﺴﻮﻝ ﺟﺒﺎﻥ، ﻻ‌ ﻳﺬﻫﺐ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺑﺎﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﺟﺘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻜﻼ‌ﻡ ﺍﻟﻔﻀﻔﺎﺽ ﺍﻟﻔﺎﺭﻍ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ ﻭﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ. ﺇﻥ ﺃﻱ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻳﺠﺒﻦ ﻋﻦ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﺍﻷ‌ﺭﺩﻥ ﻭﺇﺫﻥ ﺗﺸﻮﻳﻪ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻷ‌ﺭﺩﻧﻲ ﻻ‌ ﺩﺍﻋﻲ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻱ. ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﺇﻥ ﻗﺼّﺮ ﻋﻦ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ ﻭﺗﻔﻜﻴﻚ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎﺕ (ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺩﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ) ﻭﻋﻼ‌ﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ، ﺧﺎﺩﻣﺎً ﻭﻣﺨﺪﻭﻣﺎً، ﻳﺒﻘﻰ ﺳﻄﺤﻴﺎً ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻓﺎﺟﻊ، ﻭﻟﻦ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﺇﻻ‌ ﻓﻲ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻻ‌ﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺗﺤﻠﻴﻼ‌ﺕ ﻭﺍﻗﺘﺮﺍﺣﺎﺕ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﺎﻟﻢ’ﺍﻟـ’ﺛﻘﺎﻓﺔ’ ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻻ‌ﺳﺘﻬﺘﺎﺭ ﺑﻤﻌﻨﺎﻫﺎ. ﺍﻷ‌ﺳﻮﺃ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﺮ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ‘ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﻴﺔ’ ﻻ‌ ﺑﺪ ﺗﺘﻨﺎﻗﺾ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ‘ﺍﻟﺠﺬﺭﻳﺔ’، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ ﻻ‌ ﺗﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺭﺩﺓ ﻓﻌﻞ ﻋﺎﻃﻔﻴﺔ ﻧﺰﻗﺔ، ﻣﺘﺠﺎﻫﻠﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻤﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻷ‌ﻭﻟﻰ ﻗﺪ ﻻ‌ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﺇﻻ‌ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﺃﻣﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ، ﻻ‌ ﻣﻦ ﺍﻗﺘﻨﺎﻉ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﺑﺄﻥ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻬﺎ ﺑﺸﺠﺎﻋﺔ ﻟﻦ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﻨﺘﺎﺋﺞ. ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻬﺎﺩﺉ ﺍﻟﺒﻠﻴﺪ ﺣﻮﻝ ‘ﺍﻷ‌ﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺒﻨﻴﻮﻳﺔ’ ﻟﻠﻌﻨﻒ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻷ‌ﺭﺩﻧﻴﺔ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺨﻤﻴﺲ 27 ﻣﺎﺭﺱ/ﺁﺫﺍﺭ ﻣﻦ ﺿﺮﺏ ﻭﺗﻜﺴﻴﺮ ﻭﺃﺳﻠﺤﺔ ﻭﺣﺼﺎﺭ ﻗﺎﻋﺎﺕ ﻭﺭﻋﺐ ﻭﻫَﻠﻊ ﻭﻏﺎﺯ، ﻳﺸﺒﻪ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﻳﻘﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﺟﺜﺔ ﻭﻳﻘﺮﺭ، ﺑﺪﻝ ﺩﻓﻨﻬﺎ، ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﻴﺘﺎﻓﻴﺰﻳﻘﻲ ﻟﻠﻤﻮﺕ، ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻣﻦ ﻳﻨﻜﺮ ﻛﺈﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻭﺍﻹ‌ﻋﻼ‌ﻡ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ – ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ ﻓﻌﻼ‌ً ﺃﻭ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻋﺎﺵ ﺃﺻﻼ‌ً. ﻻ‌ ﻳﻨﻔﻲ ﺫﻟﻚ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﺍﻟﺪﻭﺍﻓﻊ ﻭﺍﻷ‌ﺳﺒﺎﺏ، ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻻ‌ ﻳﻠﻐﻲ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﻲ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟِﺐ ﺑﻤﺤﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻛﺄﻓﺮﺍﺩ ﻻ‌ ﻛﻔﻜﺮﺓ ﻣﺠﺮﺩﺓ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺤﻘﻖ ﺍﻟﺘﻮﺛﻖ، ﻋﺒﺮ ﺷﻬﻮﺩ ﻋﻴﺎﻥ ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹ‌ﻋﻼ‌ﻡ ﺍﻟﺒﺪﻳﻞ، ﻣﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺠﺜﺔ. ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻵ‌ﺩﺍﺏ ﻣﺴﺎﺀ ﺍﻟﺨﻤﻴﺲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺟﺜﺔ ﻫﺎﻣﺪﺓ، ﻭﻗﺎﺑﻴﻞ ﻳﺘﺠﺎﻫﻞ ﻏﺮﺑﺎﻧﺎً ﺗﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺍﻷ‌ﺭﺽ ﻟﺘُﺮﻳَﻪ ﻛﻴﻒ ﻳﻮﺍﺭﻱ ﺳَﻮﺀﺓ ﺃﺧﻴﻪ. ﻟﻘﺪ ﻏﺪﺕ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻷ‌ﺭﺩﻧﻴﺔ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺍﻷ‌ﻛﺒﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺼﻔﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻷ‌ﺭﺩﻧﻴﺔ ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﻴﻦ، ﻻ‌ ﻣﻦ ﺧﻼ‌ﻝ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ، ﺑﻞ ﻣﻦ ﺧﻼ‌ﻝ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺷﺒﺎﺑﻴﺔ ﻋﺸﺎﺋﺮﻳﺔ ﺻُﻨﻌﺖ ﻭﻓﺼﻠﺖ ﺟﻬﻼ‌ً ﻭﺗﻌﺼﺒﺎً ﺑﻤﺎ ﻳﺨﺪﻡ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ، ﺗﺴﺎﻋﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻤﻔﺼﻠﺔ ﻫﻲ ﺍﻷ‌ﺧﺮﻯ ﻭﻓﻘﺎً ﻟﺤﺴﺎﺑﺎﺕ ﻻ‌ ﻋﻼ‌ﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﺑﻐﺎﻳﺎﺕ ﺍﻷ‌ﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ، ﺇﻻ‌ ﺑﻤﺴﻤﻰ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺎﺋﺲ. ﻭﻳﻜﻔﻲ ﻟﻔﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺍﻻ‌ﻧﺘﺒﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔً ﻣﻌﺘﺎﺩﺓً ﻓﻲ ﺍﻷ‌ﺭﺩﻥ ‘ﺻﺪﻓﺔُ’ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺃﻫﻢ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﺃﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﺃﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺔ، ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ (ﻭﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺍﻋﺘﺮﺍﺿﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ، ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ)، ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺸﺪﻕ ﻃﻮﻳﻼ‌ً ﺑﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﻴﻦ ﻭﺣﻤﻠﺔ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﻓﻴﻪ، ﻭﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ‘ﺷﺘﻰ ﺍﻷ‌ﺻﻮﻝ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺑﺖ’ ﺃﻓﻠﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﺨﺘﺼﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻ‌ﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻹ‌ﺩﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ. ﻫﻮ ﻟﻢ ﻳﻔﻠﺲ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻛﺎﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻔﻠﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻮﺟﻮﺩﻫﺎ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻲ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺁﺧﺮ ﻫﻤﻬﺎ، ﻓﺘﺨﺘﺎﺭ ﺇﺩﺍﺭﺍﺗﻬﺎ ﻭﻓﻘﺎً ﻻ‌ﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻻ‌ ﺍﻧﻄﺒﺎﻕ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﻫﻼ‌ﺕ، ﺑﻞ ﻭﺗﻠﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﺷﺎﺑﺎﺗﻬﺎ ﻃﻌﻤﺎً ﺳﻬﻼ‌ً ﻟﺘﺨﻮﻳﻒ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻏﻴﺎﺑﻬﺎ، ﻭﻟﻠﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻛـ’ﺻﻤﺎﻡ ﺃﻣﺎﻥ’ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻔِﺘﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻠﻘﺘﻬﺎ ﻫﻲ ﺑﺎﻗﺘﺪﺍﺭ ﻋﺠﻴﺐ. ﺣﻴﻦ ﻻ‌ ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺃﻭ ﺍﻷ‌ﺳﺘﺎﺫ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﺸﻲﺀ ﻏﻴﺮ ﺍﻷ‌ﻣﻦ، ﺗﺤﻘﻖ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ، ﺇﺫ ﺳﻴﻨﺸﻐﻞ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭﻳﻨﺴﻮﻥ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﺍﻷ‌ﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺔ ﺍﻷ‌ﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺑﻌﺪ ﻧﻮﺑﺔ ﺍﻟﺬﻋﺮ، ﻭﺳﻴﺤﻞ ﺍﻷ‌ﻣﻦ ﻣﻄﻠﺒﺎ ﻣﺤﻠﻬﺎ ﺑﻞ (ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻄﺎﻕ ﺍﻷ‌ﻭﺳﻊ) ﻣﺤﻞ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺨﺒﺰ ﻭﺍﻟﺪﻑﺀ، ﻭﻳﺘﺤﻮﻝ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷ‌ﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺧﻄﺎﺏ ﺳﺎﺫﺝ ﺣﻮﻝ ‘ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ’. ﻭﺍﻷ‌ﻫﻢ: ﻳﺼﺒﺢ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻷ‌ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻷ‌ﺳﺎﺗﺬﺓ ﺍﻟﻌﺎﺟﺰﻳﻦ ﻋﻦ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﻃﻠﺒﺘﻬﻢ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺧﻠﻘﺖ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺴﺘﺠﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻷ‌ﻣﺎﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺗﻮﺍﺑﻌﻪ ﺗﺮﻓﺎً ﻭﻛﻤﺎﻟﻴﺎﺕ ﻻ‌ ﺃﻛﺜﺮ. ﻟﻘﺪ ﺃﻗﺮ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻗﺒﻞ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻣﻨﺢ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻀﺎﺑﻄﺔ ﺍﻟﻌﺪﻟﻴﺔ، ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺻﻼ‌ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻟﻴﺼﻞ ﺣﺪ ﺇﺣﺎﻟﺔ ‘ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﻴﻦ’ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﺑﻌﺾ ﺍﻷ‌ﻛﺎﺩﻳﻤﻴﻴﻦ ﺣﻼ‌ ﺿﺮﻭﺭﻳﺎً ﻣﺆﻗﺘﺎً، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵ‌ﺧﺮ ﻧﻴﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻟﺘﻔﺠﻴﺮ ﺍﻟﺤﺮﻡ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ﺑﺎﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﺒﺮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻨﻒ. ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﺃﻛﺜﺮ: ﻫﻨﺎﻙ ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻨﻮﻡ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺎً ﻟﺘﺤﻠُﻢَ ﺑﺎﻟﺨﻮﻑ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﺴﺘﻴﻘﻆ ﺍﻟﻮﺣﻮﺵ. ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻲّ ﻛﻌﻀﻮ ﻫﻴﺌﺔ ﺗﺪﺭﻳﺲ، ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻭﺇﻥ ﺑﺪﺕ ﻵ‌ﺧﺮﻳﻦ ﻣﺤﺾ ﻋﺮﺍﻙ ﻣﺮﺗﺠﻞ ﺑﻴﻦ ﺟُﻬﺎﻝ، ﻭﺑﺪﺍ ﻣﻦ ﻫﻢ ﻣﺜﻠﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺆﺍﻣﺮﺓ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﻳﻄﻠﻖ ﺟﺰﺍﻓﺎً ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ. ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﺷﺖ ﻟﻲ، ﻭﺃﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﺻَﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺔ ﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﺣﺎﻭﻝ ﻣﺴﻠﺤﻮﻥ ﺍﻗﺘﺤﺎﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺇﺻﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺇﻋﻼ‌ﻣﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺮ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻻ‌ﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ‘ﺑﺴﻼ‌ﺳﺔ’، ﻭﺷﺖ ﻟﻲ ﺑﺄﻥ ﺍﻷ‌ﻣﺮ ﺑﺮﻣﺘﻪ ﻣﺆﻟﻒ ﻣﺪﺑﺮ ﻏﺎﺭﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻨﺨﺎﻉ. ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺃﺳﺮﻉ ﻓﺼﺮﺡ ﺭﺩﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ ﻟﻴﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻷ‌ﺭﺩﻧﻴﺔ ‘ﻃﺒﻴﻌﻲ’ ﻭ’ﻟﻴﺲ ﻣﺆﺍﻣﺮﺓ’، ﺑﻞ ﻳﺤﺪﺙ ‘ﻓﻲ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻄﻼ‌ﺏ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ’، ﻣﺘﺠﺎﻫﻼ‌ً ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﺧﻼ‌ﻝ ‘ﺷﻬﻮﺩ ﻋﻴﺎﻥ’ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﻛﺎﺩﻳﻤﻴﻮﻥ ﻣﺮﻭﺍ ﺑﺄﻋﺮﻕ ﺟﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻫﻮ ‘ﻃﺒﻴﻌﻲ’ ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ‘ﻏﻴﺮ ﻃﺒﻴﻌﻲ’ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻼ‌ﻓﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺃﺳﻮﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ، ﻛﻤﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻓﺮﺯ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﻭﺃﻟﻌﺎﺏ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ، ﺑﺤﻜﻢ ﺧﺒﺮﺓ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻷ‌ﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ، ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﻏﻴﺮﻩ، ﻧﻈﺮﻳﺎ ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺎً. ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻻ‌ﻧﺘﻤﺎﺀ ﺃﻭ ﺍﻻ‌ﺗﻔﺎﻕ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ ﻟﻼ‌ﻋﺘﺮﺍﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺑﻬﺎ ﺍﺳﺘﻔﺰﺍﺯ ﻃﻼ‌ﺏ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻭﻃﺎﻟﺒﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺘﻤﻴﻦ ﻟﻼ‌ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻲ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺮﺩ ﻫﺆﻻ‌ﺀ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺑﻤﺜﻠﻪ. ﻟﻘﺪ ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺄﺯﻕ: ﻓﻬﻲ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﺔ ﻋﻦ ﺧﻠﻖ ‘ﺍﻟﻤﻘﺒﻮﻟﻴﺔ’ ﻛﻤﺎ ﻳﺴﻤﻴﻬﺎ ﻣﻴﺸﻴﻞ ﻓﻮﻛﻮ ﻋﻨﺪ ﻧﺴﺒﺔ ﻻ‌ ﻳﺴﺘﻬﺎﻥ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ، ﻭﻗﺪ ﻭﺿﺤﺖُ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺍﻃﺆ ﺑﻴﻦ ﺍﻷ‌ﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﻋﻼ‌ﻗﺘﻬﺎ ﺑﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻝ ﺳﺎﺑﻖ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﺍﻟﻤـُﻤﺄﺳَﺲ. ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﺃﻱ ﺣﻴﻦ ﻳﻨﻔﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺍﻃﺆ ﻭﺗﺘﺼﺎﺭﻉ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻷ‌ﻣﻨﻴﺔ ﻭﺍﻷ‌ﺣﺰﺍﺏ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﺍﻟﺴﻠﻄﻮﻱ ﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﺷﻜﻞ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﺗﺘﻐﻴﺮ ﺍﻷ‌ﻣﻮﺭ ﻭﻳﺤﻮﻝ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﺮﺩ ﻛﺒﺶ ﻓﺪﺍﺀ ﻳُﺰَﺝ ﻓﻲ ﺗﺼﻔﻴﺎﺕ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻳﺘﺮَﻙ ﻟﺮﺣﻤﺔ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎ ﻟﺠﺎﻥ ﻣﺆﺍﺯﺭﺓ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮ (ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎً). ﻫﺆﻻ‌ﺀ ﻗﺪ ﻏُﺴﻠﺖ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﻏُﺴﻠﺖ ﻋﻘﻮﻝ ﻣﻌﻈﻢ ﺧﺮﻳﺠﻲ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻟﺘﺮﻭﻱ ﻋﻄﺶ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻏﺴﻼ‌ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺭﺟﻌﺔ ﻓﺘﺒﻘﻰ ﺟﺎﻫﺰﺓ ﺃﺑﺪﺍً، ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﻛﺎﻻ‌ﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ، ﻷ‌ﻥ ﺗُﺴﺘﻐﻞ ﻋﺼﺒﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﻭﻗﺎﺑﻠﻴﺘﻬﺎ ﻟﻸ‌ﺩﻟﺠﺔ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺃﻏﺮﺍﺽ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺤﺘﺔ، ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷ‌ﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎﺕ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻛﺎﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ، ﺃﻭ ﻗﺒَﻠﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﻟﻜﻦ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻛﺎﻻ‌ﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮﻱ ﺑﻮﺟﻬﻪ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺒﺎﺭ ﺷﻴﻮﺥ ﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮ ﺍﻷ‌ﺭﺩﻧﻴﺔ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ. ﻟﻘﺪ ﻧﺒﻪ ﺍﻷ‌ﻛﺎﺩﻳﻤﻲ ﺃﻧﻴﺲ ﺍﻟﺨﺼﺎﻭﻧﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻻ‌ﺣﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻ‌ﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﻔﺔ ‘ﻭﻭﺭﻟﺪ ﺗﺮﺑﻴﻮﻥ’ ﺍﻷ‌ﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ‘ﻗﺎﻝ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷ‌ﻣﺮﻳﻜﻲ ﺃﻭﺑﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ/ ﺷﺒﺎﻁ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺇﻧﻪ ﺃﺧﻤﺪ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﻋﺪﺓ ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﺩ ﻭﻻ‌ﺀ ﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮ ﺍﻷ‌ﺭﺩﻧﻴﺔ.’ ﻻ‌ ﻳﻤﻜﻦ ﻓﻬﻢ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻷ‌ﺭﺩﻧﻴﺔ ﺑﻤﻌﺰﻝ ﻋﻤﺎ ﻳﻌﻨﻴﻪ ﺫﻟﻚ، ﻟﻜﻦ ﺍﻷ‌ﻛﺎﺩﻳﻤﻴﻴﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺃﺳﻮﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﻣﻄﺎﻟَﺒﻴﻦ ﺑﺄﻥ ﻳﺪﺧﻠﻮﺍ ﻣﻌﺘﺮﻙ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ، ﻭﻳﺤﻮﻟﻮﺍ ﻫﻤﻮﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺇﻟﻰ ﻫﻤﻮﻡ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻛﻲ ﻳﺪﺍﻓﻌﻮﺍ ﻋﺎﻣﺎً ﺑﻌﺪ ﻋﺎﻡ ﻋﻦ ﺣﻘﻬﻢ ‘ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ’ ﻓﻲ ﺃﻻ‌ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻜﺎﻥ ﻋﻤﻠﻬﻢ ﺳﺎﺣﺔ ﻟﻠﺘﺼﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ. ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻧﺠﺤﺖ ﻓﻲ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺃﻛﺎﺩﻳﻤﻴﻴﻦ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ﻋﻦ ﻣﻨﻄﻖ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﺗﺠﺮﻩ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ، ﻓﺄﺻﺒﺤﻮﺍ ﻳﺨﺎﻓﻮﻥ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻟﻌﻠﻤﻬﻢ ﺑﺎﻟﺼﻠﺔ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺑﻴﻦ ﺇﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻨﺪﺭ ﺑﻪ ﺍﻟﻄﻼ‌ﺏ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ، ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﻛﺎﺩﻳﻤﻴﻴﻦ (ﻭﻃﻼ‌ﺏ ﻭﻣﻮﻇﻔﻴﻦ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﺮﻭﻑ) ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺻﻠﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﺃﻭ ﻣﺰﻋﻮﻣﺔ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻷ‌ﺟﻬﺰﺓ، ﻓﻴﺘﺤﺮﻛﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺑﺜﻘﺔ ﻭﺍﺳﺘﻌﻼ‌ﺀ ﻏﻴﺮ ﻋﻠﻤﻴﻴﻦ. ﻟﻘﺪ ﺣﺎﻭﻝ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻗﻨﺎﻉ ﺯﻣﻼ‌ﺋﻬﻢ ﺑﺎﺗﺨﺎﺫ ﻣﻮﻗﻒ ﺟﻤﺎﻋﻲ ﺟﺮﻱﺀ ﻭﺍﺿﺢ ﺿﺪ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻘﺼﻴﺮ ﻳﻮﻡ ﺍﻻ‌ﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ، ﻭﺟﻮﺑﻬﻮﺍ ﺑﺘﺮﺩﺩ ﻋﻨﻴﺪ ﻣﻦ ﺯﻣﻼ‌ﺋﻬﻢ ﺍﻵ‌ﺧﺮﻳﻦ، ﻓﺒﻘﻴﺖ ﻟﺒﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﺇﺑﺪﺍﺀ ﺍﻻ‌ﻋﺘﺮﺍﺽ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ. ﻛﺤﻞ ﻣﺮﺣﻠﻲ ﻣﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺃﺳﻮﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ، ﻻ‌ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺤﺎﺳِﺐ ﺍﻷ‌ﻛﺎﺩﻳﻤﻴﻮﻥ ﺇﺩﺍﺭﺗَﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻮﺭ ﺃﺭﺑﻌﺔ. ﺍﻷ‌ﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺍﻃﺆ ﺍﻹ‌ﺩﺍﺭﺓ ﺣﺪ ﺍﻟﺮﺿﻮﺥ ﻣﻊ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﺼﻔﻴﺔ ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺜﻤﻦ (ﺍﻟﺮﺧﻴﺺ ﻛﻤﺎ ﻳﺒﺪﻭ) ﻣﺪﻓﻮﻋﺎ ﻣﻦ ﻃﻠﺒﺘﻬﺎ ﻭﺃﻋﻀﺎﺀ ﻛﺎﺩﺭها كحل مرحلي مقتصر على المساحة داخل أسوار الجامعة، لا بد أن يحاسِب الأكاديميون إدارتَهم على أمور أربعة. الأول على تواطؤ الإدارة حد الرضوخ مع أجهزة الدولة في تصفية حساباتها السياسية، وإن كان الثمن (الرخيص كما يبدو) مدفوعا من طلبتها وأعضاء كادرها التدريسي؛ الثاني إهانة الحرم الجامعي وما يمثله من ‘بحث عن الحقيقة’ بتقديم المصالح الشخصية مع الدولة على فكرة الجامعة كمكان للفكر والمعرفة؛ الثالث قصورها عن توفير أبسط متطلبات الأمن لضمان سلامة طلابها وأساتذتها خلال فترة الانتخابات؛ والرابع الكذب. أن يقال إن ما حدث كان ‘عرساً ديمقراطيا’ باستثناء بعض ‘التدافع′ و’المناوشات’ هو من أكبر الإهانات الموجهة لكل أستاذ وطالب جاء إلى هذا المكان ليعلم ويتعلم ويبحث، فتحول إلى محض كائن مرعوب يطلب الحماية. إن ‘الكذب يوجب الوقيعة’ كما قال الإمام علي، ووقيعة الانتخابات ستجر غيرها وغيرها إن استمر الاحتقان في غياب أي نية أو توجه لمحاسبة المسؤولين، الذين لا يبدون مدركين للفكرة البسيطة: إن أي مكان مجاله العلم والمعرفة لا بد أن يعتَبر حرما مقدساً تخلع عنده السلطة نعليها، ولا يدنس بالصراع على النفوذ بالأسلحة والغاز والضرب والتكسير، ولا يمكن له أن يدار بمنطق البلطجة والمافيات والميليشيات. نعم إن مشاكل مؤسسات التعليم أكثر استفحالاً وتعقيداً وتركيباً، ولن تُحل مرحلياً أبداً، لكن وصول إحدى أزماتها الواضحة إلى هذا الحد يستدعي ردة فعل بحجم الحدث، إلا إذا كان الأكاديميون قد ربوا اليأس طيلة عقود فآثروا ألا ينفخوا في الرماد، خاصة بعد أن رأوا مؤخرا كيف لم تحرك الدولة ساكناً في قضية الشهيد زعيتر فلم يعد هناك جدوى من الغضب بسبب طعن طالب أو تكسير قاعة. مع ذلك، فإن لهم، لو شاؤوا، تقمصَ دورهم الأكاديمي الأصيل وهو، منذ سقراط، قول الحقيقة في وجه السلطة. على أن لذلك في بلادنا أثماناً يبدو أنها أكبر من أن يقدر على دفعها أحد.

التعليقات

مجهول (.) الاثنين, 04/07/2014 - 06:19

هذه تتمة المقالة كنت أتمنى ان تنشر طلبة نيوز المقالة كاملة.
كحل مرحلي مقتصر على المساحة داخل أسوار الجامعة، لا بد أن يحاسِب الأكاديميون إدارتَهم على أمور أربعة. الأول على تواطؤ الإدارة حد الرضوخ مع أجهزة الدولة في تصفية حساباتها السياسية، وإن كان الثمن (الرخيص كما يبدو) مدفوعا من طلبتها وأعضاء كادرها التدريسي؛ الثاني إهانة الحرم الجامعي وما يمثله من ‘بحث عن الحقيقة’ بتقديم المصالح الشخصية مع الدولة على فكرة الجامعة كمكان للفكر والمعرفة؛ الثالث قصورها عن توفير أبسط متطلبات الأمن لضمان سلامة طلابها وأساتذتها خلال فترة الانتخابات؛ والرابع الكذب. أن يقال إن ما حدث كان ‘عرساً ديمقراطيا’ باستثناء بعض ‘التدافع′ و’المناوشات’ هو من أكبر الإهانات الموجهة لكل أستاذ وطالب جاء إلى هذا المكان ليعلم ويتعلم ويبحث، فتحول إلى محض كائن مرعوب يطلب الحماية. إن ‘الكذب يوجب الوقيعة’ كما قال الإمام علي، ووقيعة الانتخابات ستجر غيرها وغيرها إن استمر الاحتقان في غياب أي نية أو توجه لمحاسبة المسؤولين، الذين لا يبدون مدركين للفكرة البسيطة: إن أي مكان مجاله العلم والمعرفة لا بد أن يعتَبر حرما مقدساً تخلع عنده السلطة نعليها، ولا يدنس بالصراع على النفوذ بالأسلحة والغاز والضرب والتكسير، ولا يمكن له أن يدار بمنطق البلطجة والمافيات والميليشيات. نعم إن مشاكل مؤسسات التعليم أكثر استفحالاً وتعقيداً وتركيباً، ولن تُحل مرحلياً أبداً، لكن وصول إحدى أزماتها الواضحة إلى هذا الحد يستدعي ردة فعل بحجم الحدث، إلا إذا كان الأكاديميون قد ربوا اليأس طيلة عقود فآثروا ألا ينفخوا في الرماد، خاصة بعد أن رأوا مؤخرا كيف لم تحرك الدولة ساكناً في قضية الشهيد زعيتر فلم يعد هناك جدوى من الغضب بسبب طعن طالب أو تكسير قاعة. مع ذلك، فإن لهم، لو شاؤوا، تقمصَ دورهم الأكاديمي الأصيل وهو، منذ سقراط، قول الحقيقة في وجه السلطة. على أن لذلك في بلادنا أثماناً يبدو أنها أكبر من أن يقدر على دفعها أحد.

اكاديمي (.) الاثنين, 04/07/2014 - 07:24

ابدعت دكتورة بلقيس...وعبرت عن مشاعرنا جميعا عندما عجزت كل الاقلام عن قول الحقيقة

هلال الاردن (.) الاثنين, 04/07/2014 - 12:14

فرخ البط عوام؟؟؟؟؟!!!!!!!

اللغه العربيه (.) الثلاثاء, 04/08/2014 - 10:15

هذه اللغه العاليه وهذا المستوى من الافكار الكبيرة وهذه الطريقه في عرض الفكره من خلال التضمين هو لوالد الكاتبه

د.بتي السقرات /... (.) الثلاثاء, 04/08/2014 - 20:30

عايشنا عدة مجالس للطلبة في الجامعة الأردنية و لفترة طويلة سيطر الإسلاميين و كما كنا نسميها آنذاك ولا أعلم إن كان المسمى للآن هو نفسه "كبوت" و كان سبب فوزها التنظيم و طرق أيضا ليست بسوية بل و ملتوية أحيانا من طرق تقرب للطلبة و مس الوازع الديني عند الطلبة ....تغير الزمان و صار الوعي أكبر و أدرك الطلبة بأن الجميع قريبين إلى الله ولا يحتاجون لمسميات تدلهم على الطريق السوي ...أصبحوا أيضا يعرفون كيف يمكن أن ينظموا أنفسهم و يوحدوا صفوفهم و يحققوا الفوز ...و في أي تنافس لكبار كان أم صغار تحدث المشاكل التي تكون متوقعة إلى حد ما ...صدفة كنت قد تواجدت في الجامعة الأم يوم العرس الإنتخابي و إن كانت الكاتبة لم تعتبره عرسا إلا أنني تجولت و برفقتي زائرة في الجامعة و غبطت الجامعة وطلبتها لآلية الإنتخاب و كنت أستمع للإذاعة و الحدث لحظة بلحظة جالسة أمني النفس أن تكون جامعاتنا كلها تتمتع بهذا اليوم كما شهدته و عايشته....الكاتبة تطرقت أيضا لجزئية أتوقع أنها نسيت فيها بأنها تنتسب إلى شخص قد إستلم و ليس صدفة ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺃﻫﻢ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﺃﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﺃﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺔ،و في مناصب مختلفة ...كلي ثقة بأن الجامعة الأم هي في هذه الفترة تستعيد ألق كان تتميز به في بداياتها ...و كل التوفيق لمجلس الطلبة و أملي بأن تكون إنتخابات مجلس الطلبة في جامعتي بنفس الرقي

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)