طلبة نيوز - كتب أ.د هاني الضمور
في لحظات مفعمة بالفخر والحزن معًا، استقبل الأردنيون نبأ استشهاد البطل ماهر الجازي، الذي نال شرف الشهادة دفاعًا عن القضية الفلسطينية، في مواجهة الاحتلال الغاشم. هذه التضحية هي جزء من التاريخ الأردني المشرق في الدفاع عن فلسطين والقدس، وهي استمرار لمسيرة الأبطال الأردنيين الذين سقطوا على أرض فلسطين المحتلة، مجسدين أروع معاني الفداء والتضحية في سبيل الحق.
الأردن وفلسطين: علاقة راسخة بالدفاع عن الحق
منذ أن قامت دولة الاحتلال على أرض فلسطين، كان الأردن في طليعة الدول العربية التي تصدت لهذا الاحتلال، دفاعًا عن الحق الفلسطيني، ورفضًا للظلم الذي تعرض له الشعب الفلسطيني. لم تقتصر الجهود الأردنية على الدعم الدبلوماسي والمواقف السياسية الصلبة، بل امتدت إلى ساحات المعركة، حيث وقف الجنود الأردنيون جنبًا إلى جنب مع إخوتهم الفلسطينيين في الدفاع عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية.
لقد دفع الأردن ثمناً غالياً في سبيل الدفاع عن القضية الفلسطينية. شهداء الجيش الأردني الذين سقطوا على أرض فلسطين، وتحديداً في القدس، هم خير دليل على إيمان الأردن الراسخ بعدالة هذه القضية. فمن معركة اللطرون إلى معركة القدس، سجل الجنود الأردنيون بطولات خالدة لا تزال حاضرة في الذاكرة الجماعية للأمة العربية.
ماهر الجازي: حلقة جديدة في سلسلة الشهداء
استشهاد البطل ماهر الجازي اليوم يذكرنا بتضحيات شهداء الأردن السابقين الذين دافعوا ببسالة عن أرض فلسطين. إنها ليست مجرد حادثة عابرة في تاريخ الأردن، بل هي استمرار لمسيرة طويلة من التضحيات الأردنية في سبيل قضية عادلة تمثل الحق والكرامة.
ماهر الجازي، الذي ارتقى اليوم شهيدًا، لم يكن استشهاده إلا تأكيدًا على الموقف الأردني الثابت والمبدئي في رفض الاحتلال والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني. إن دماءه الزكية التي سالت على أرض فلسطين هي رمز لاستمرار النضال الأردني ودعمه اللامحدود للشعب الفلسطيني.
دور الأردن السياسي والدبلوماسي في القضية الفلسطينية
إلى جانب التضحيات العسكرية، واصل الأردن دوره الحيوي على الساحة الدولية في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني. لقد كانت المملكة ولا تزال من أبرز المدافعين عن حل الدولتين، ورفض السياسات الإسرائيلية التي تسعى إلى تهويد القدس وتغيير معالمها. كما أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس تعد جزءًا أصيلًا من التزام الأردن العميق تجاه هذه القضية، وجهوده المتواصلة للحفاظ على الهوية العربية والإسلامية للمدينة المقدسة.
في الوقت الذي يحاول فيه الاحتلال فرض سياسات الأمر الواقع على الفلسطينيين، يقف الأردن حارسًا للقدس، مدافعًا عن حقوق الفلسطينيين، ومطالبًا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في حماية الشعب الفلسطيني ودعم حقوقه المشروعة.
تضحيات الأردن ستبقى محفورة في التاريخ
إن استشهاد ماهر الجازي يضيف صفحة جديدة إلى سجل الشهداء الأردنيين الذين ضحوا بحياتهم من أجل الدفاع عن فلسطين والقدس. وفي كل مرة يسقط فيها شهيد أردني على أرض فلسطين، يتجدد العهد الأردني على مواصلة دعم القضية الفلسطينية، مهما كانت التضحيات.
إن هذه التضحيات ليست فقط دفاعًا عن فلسطين، بل هي دفاع عن الهوية العربية والإسلامية للأمة بأكملها. الأردن، الذي قدم وما زال يقدم الشهداء في سبيل القدس وفلسطين، يبعث اليوم برسالة واضحة إلى العالم بأن حقوق الفلسطينيين غير قابلة للتفاوض، وأن دماء الشهداء لن تضيع هباءً.
إن استشهاد البطل ماهر الجازي هو جزء من مسيرة طويلة من التضحية والبسالة التي قدّمها الأردن وشعبه وجيشه في سبيل الدفاع عن فلسطين والقدس. وستظل دماء الشهداء الأردنيين شعلة تنير درب النضال العربي من أجل الحق، وستظل المملكة الأردنية الهاشمية وفية لقضيتها، وواقفة إلى جانب الفلسطينيين حتى تحقيق العدالة واسترداد الحقوق المغتصبة.
اد هاني الضمور
اضف تعليقك