TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
د. الفرجات يكتب "الاردنيون يموتون واقفين ...نماذج واسود للتاريخ "
13/02/2015 - 6:15pm

طلبة نيوز
الأردنيون يموتون واقفين... نماذج وأسود للتاريخ
بقلم د. محمد الفرجات
معاذ الكساسبة قضى شهيدا .. ولكنه ترك بشجاعته لنا كأردنيين مثالا مشرفا كيف تكون الرجال، ورسم بشموخه نهج الرجال الذين كنا نقرأ عنهم في كتب التاريخ، فتقدم للموت أسدا أردنيا رافع الرأس صابرا صامدا محتسبا عند الله تعالى، ووجه رسالة الى كل العالم بأن الأردن أرض الحضارات يحميها رجال يقاتلون حتى الرمق الأخير، وأن كان الموت قدرهم فيموتون وهم واقفون.
قبل ذلك بعقود فالملك المؤسس عبدالله الأول بن الحسين طيب الله ثراه كان يعلم بأن هنالك محاولات لاغتياله، ونصح بعدم الذهاب للصلاة في القدس، فأبى الا أن يمضي قدما بما ينوي اليه وترك الباقي لبارئه، فواجه رصاصات الغدر أسدا أردنيا واقفا صامدا محتسبا عند الله تعالى. 
الشهيد خضر شكري يعقوب في معركة الكرامة كان ضابط ملاحظة مدفعية، وعندما أحاط العدو بموقعه، وخوفا على أجهزة اللاسلكي وكودات التخاطب والخرائط العسكرية التي بحوزته، نادى غرفة قيادة المعركة قائلا: "أحاط العدو موقعي دمروا موقعي ... دمروا موقعي، اني نلت الشهادة في سبيل الله"، فرمى زملاءه موقعه بالمدفعية ولاقى وجه ربه أسدا أردنيا صابرا صامدا محتسبا عند الله تعالى.
وصفي التل رحمه الله تعالى سافر الى مصر لحضور اجتماع رؤساء الوزراء العرب، حذروه من خشية الاغتيال، فأبى ومضى قدما الى هدفه، فواجه رصاصات الغدر أسدا أردنيا واقفا صامدا محتسبا عند الله تعالى. 
الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، وعند عودته من رحلة الاستشفاء وبالرغم من النصيحة الطبية الملحة له بأن يتجنب برد وهواء الشتاء خوفا من تضاعف وتفاقم المرض، خرج من السيارة بدءا من المطار ومرورا بشوارع عمان خلال طقس كان باردا وعاصفا رافضا الا أن يحيي أبناء شعبه الذين اصطفوا على جوانب الطرقات لتحيته، فتضاعف عنده المرض بعدها مباشرة، ولاقى وجه ربه أسدا أردنيا صابرا صامدا محتسبا عند الله تعالى.
في تاريخ القوات المسلحة الأردنية الباسلة الجيش العربي، هنالك الكثير من قصص البطولات، وهنالك من قضوا بمحض ارادتهم لحماية أو انقاذ زملائهم، أو ليكون أحدهم هو ذاته درعا بشريا ليتلقى الموت عن زملائه.
في مؤتة وقبل حوالي ألف وأربعمائة عام، دارت معركة مؤتة على أرض الكرك في الأردن أرض الحضارات، وسقط شهداء مؤتة زيد بن حارثة وجعفر الطيار وعبدالله بن رواحة أسودا صامدين محتسبين عند الله تعالى.
الأردنيون يوجهون رسالة الى كل العالم بأن الأردن أرض الحضارات يحميها رجال يقاتلون حتى الرمق الأخير، وان كان الموت قدرهم فيموتون وهم واقفين.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)