TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
د. حسين الخزاعي يكتب من لندن " لا تقتلوا أولادكم "
04/11/2014 - 11:15pm

طلبة نيوز –

 لا تقتلوا أولادكم كم هي مؤلمة وصادمة ومنفرة ومزعجة الأخبار التي تتعلق في ارتكاب الجرائم في المجتمع ، والأشد إيلاما وإزعاجا ونفورا عندما تكون الأخبار تتعلق بالجرائم العائلية – الجريمة التي يكون فيها الجاني أو المجني عليه من نفس العائلة – ، والسؤال الذي يتصدر الروح المجتمعية ، هل من المعقول أن أماً تقتل أطفالها أو آب قتل أولاده ، زوج يقتل زوجته ، زوجه تقتل زوجها ، إخوة يتقاتلون ، ابن يقتل والدته ، ويقتل والده ، ما الذي يجري؟! كيف وصلنا إلى هذا الوضع المقلق ؟! أعود إلى عنوان المقال ، لا تقتلوا أولادكم ، هذا الكلام موجه إلى الآباء والأمهات ، والى كافة أبناء المجتمع ، ومؤسسات التنشئة الاجتماعية في المجتمع ، الكل يجب أن يقوم بدوره ، لا أحد يتخلى عن الأمانة التي سوف نسأل عنها ونحاسب عليها إذا قصرنا في واجب الرعاية والتوجيه والتنشئة الاجتماعية، فالأسرة عليها واجب كبير ودور مميز يجب أن لا تنساه أو تتناساه، فحب الأب وألام لأولادهم ليس له حدود ، وتعلق الوالدين بأولادهم يتغلب على حب الوالد لإخوته ، فالابن مقدم في الحب والرعاية والعطاء على الجميع ، والحنان والأمان والاستقرار والإشباع العاطفي لا يشعر به الأبناء إلا عندما يكون الأم والأب النبع الصافي له ، والأم والأب الملاذ الأمن للأبناء حتى عندما يتزوج الأبناء ويخرجون من بيت الاسرة ، لا مكان يشعرون به بالأمن إلا منزل والدهم . أعود إلى عنوان المقال ، وأشير إلى إحصاءات مقلقة وصادمة ، فالأرقام الواردة في التقرير الإحصائي الجنائي تشير إلى أن عدد الجرائم كان في عام 2013 ( 33853) قضية، منها ( 9168) جرائم جنايات بنسبة (37%) ، والباقي قضايا جنحية . والصدمة تتمثل في حدوث ( 1812) جريمة منفرة وخطيرة وصادمة للمجتمع منها (561) جريمة شروع بالقتل ، و(74) جريمة قتل مع سبق الإصرار ( العمد) و( 70) جريمة القتل القصد، وجرائم القتل المفضي إلى الموت بلغت( 3) جرائم، القتل من غير قصد(34) ، الإيذاء البليغ، اما الجرائم المخلة بالأخلاق والآداب العامة فقد بلغت (1198) جريمة منها ( 155) جريمة اغتصاب، ( 179) جريمة خطف ، (780) جريمة هتك عرض، وحدوث (71) جريمة تتعلق بالبغاء، وبلغت جرائم الإجهاض (13) جريمة ، والمؤلم عندما يحدث ثلثي هذه الجرائم داخل العلاقات العائلية. للمرة الثالثة أعود إلى عنوان المقال ، لا تقتلوا أولادكم ، مهما كانت الأسباب والدوافع ، ومهما تعرضتم لمحرضات ومحرشات ونوبات عصبية واضطرابات سلوكيه ، اخرجوا المخزون العنيف الموجود في نفوسكم وفي فكركم ، أخرجوه بهدوء ، وتعاملوا مع الواقع باتزان وهدوء ، ولا تقتلوا الأبناء ، إذا كان الارتباط المقدس والميثاق الغليظ بينكم – الزواج – لا يوفر المودة والرحمة والإنس لكم ، وإذا كان الانعزال العاطفي بين الأزواج سيد الموقف ، وإذا كانت بعض الاسر تسودها أجواء التوتر والاضطراب والمشكلات الزوجية ، لا نحمل الأبناء مسؤولية مشكلاتنا واضطراباتنا واغلاطنا، لا تنتقم الزوجة من الزوج بقتل أولاده ، ولا ينتقم الزوج من الزوجة بقتل أولادها ، يجب أن لا يتسلل فكر القتل والعنف والتعذيب إلى عقول الآباء والأمهات . وإذا شعر الآباء والأمهات بانعدام فرص إكمال الحياة الزوجية ، فالبحث عن حلول منطقيه، فالبدائل الراقيه والمتحضرة والإنسانية كثيرة ويجب التسلح بالصبر والدعم العاطفي، وتجاوز الأزمات والمشكلات بهدوء واتزان ومشورة الحكماء في الاسرة والمعارف والأصدقاء الثقات. وبعد،،، لكل سلوك دافع ، ولكل جريمة أسبابها وخفاياها ، ولكل مشكلة حل أو حلول ، ولكل إنسان الحق في الحياة وعدم امتهان كرامته والتسبب بالإيذاء له ، علينا أن نراجع سلوكياتنا ، ومراقبة أنفسنا ، والتخلص من الأمية النفسية ، ومن يشعر أو يعاني من اضطرابات سلوكية أو تصرفات غير طبيعية مثل مرضى الاكتئاب الذين يشعرون بان الحياة قد اسودت في عيونهم ، والحياة لا طعم لها ، ومن يشعر بالاضطرابات السلوكية والنفسية عليه مراجعة الأطباء المتخصصين لتشخيص نفسه ، والاسر التي يعاني احد أفرادها بأمراض الاكتئاب أوالانفصام في الشخصية، أو أي اضطرابات سلوكية عليها معالجته ، فالجرائم المرتبطة بأمراض نفسية تكون أكثر بشاعة وغرابة من الجرائم غير المرتبطة بأمراض نفسية ، والأسر المتواجد معيلها في مركز الإصلاح والتأهيل (السجن ) يجب توفير العناية والاهتمام بهم .وبعد خروجهم من السجن يجب توفير الرعاية اللاحقة لهم حتى لا يعودوا للجريمة . أما الشباب والفتيات المقبلين والمقبلات على الزواج فعليهم التمسك بالحقوق والواجبات المشتركة بين الزوجين حتى تنعم الأسرة بالأمن والأمان ، والحقوق المشتركة المتمثلة في ( التعاون المشترك و التسامح المشترك والعفة المشتركة ) ، وهي سلوكيات يستطيع الجميع التمسك بها وتنفيذها قولا وفعلا، فما أحوجنا لإطلاق حملة تشارك فيها فعاليات المجتمع كافة تحت شعار: ( لا تقتلوا أولادكم )، فأولادكم ليسوا ملكا لكم؛ أنهم ملك للحياة . مسك الكلام ،،،( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ..) صدق الله العظيم .

التعليقات

د.نذير العبادي (.) الاربعاء, 11/05/2014 - 11:36

أ.د.ابوعمر دائما مبدعا في طرح قضايا الوطن وهمومنا التي تؤرق كل وطني مخلص .ما يعجبني في شخصكم انكم حتى لو في لندن يبقى الوطن همكم.ربي يعيدكم سالمين و غانمين الينا.كل الحب والتقدير لكم يا صاحب الخلق والعلم.

حنا (.) الاربعاء, 11/05/2014 - 23:48

كلمات اكثر من معبره للاستاذ الدكتور صاحب المقالات العلمية ولانسانية , فالأسرة عليها واجب كبير ودور مميز يجب أن لا تنساه أو تتناساه !!, كل الشكر والتقدير لهذا الاهتمام من أ.د حسين الخزاعي في نواة المجتمع .

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)