TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
د. ماجد ابو زريق يكتب "الجامعات الأردنية والتصنيفآت العالمية "
15/07/2016 - 5:15am

الجامعات الاردنية والتصنيفات العالمية
الاستاذ الدكتور ماجد ابوزريق/ جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية

عقدت قبل فترة ندوه في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية ناقشت فكرة الوصول بالجامعات الأردنية إلى العالمية. ومع أن الندوة بدت لي غير واضحه الهدف إلا أنها أعادت إلى الواجهة مشاركة الجامعات الأردنية في التصنيفات العالمية والجدل حولها في المجتمع الاكاديمي الاردني، حيث تم عرض مشاركة جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية في الترتيب العالمي QS وحصولها على المركز 600 تقريبا، كما عرض مندوب شركة QS التي تقوم بتصنيف الجامعات مقدمه حول معايير الاعتماد المتبعة، وعرض أيضاً ملخصاً عن الإنتاج البحثي للجامعات الأردنية حيث أشار إلى تناقص مستمر بالإنتاج البحثي منذ عام 2012 ولغاية 2015 دون تقديم تفسير لهذا التناقص. وأعقب الندوة نقاش مقتضب بين من هو مؤيد لضرورة اشتراك الجامعات في التصنيفات العالمية وبالتحديد QS ومن هو معارض لذلك وبأنه ليس ذو فائدة للجامعات، وقد انهى النقاش معالي الأستاذ الدكتور محمود الشياب – رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية انذاك بطريقة دبلوماسية حيث اقترح على الحضور تقديم توصيات أو مقترحات مكتوبة ،والتي أشك بوصول أي منها لغاية كتابة هذه السطور، ثم دعا الجميع إلى الغداء.
أستطيع الزعم بأنني قد أكون أول من أدخل فكرة التصنيفات العالمية إلى جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، كان ذلك في العام 2003 عندما أردت قضاء إجازة التفرغ العلمي الخاصة بي في إحدى الجامعات اليابانية – جامعة تسوكوبا، وقد تزامن طلبي هذا بإصدار تعليمات من مجلس العمداء تقضي بصرف علاوة إضافية لأعضاء هيئة التدريس الذين يقضون إجازة التفرغ العلمي في جامعات عالمية مرموقه متفرغين تفرغاً تاماً للبحث العلمي، وقد قضيت محاولات يائسة لإقناع مجلس العمداء بان جامعة تسوكوبا هي من الجامعات المرموقة في العالم مقدماً إثبات بان الجامعة تحتل رقم 101 على مستوى العالم ضمن تصنيف شنجهاي (Academic Ranking of World Universities) الذي صدرت النسخة الاولى في العام نفسه. وبتقديم هذه الورقه اصبحت كمن يطلق الرصاص على قدمة (shoot him-self on the foot)، ولم استطع الحصول على العلاوة بسبب رغبة مجلس العمداء آنذاك بأن تعطى العلاوة فقط لمن يقضي الإجازة ضمن أول 100 جامعة ضمن التصنيف الذي قدمته في طلبي، وبالرغم ان موضوعي رافقه سوء الحظ إلا انه بيّن كيف يمكن اعتماد التصنيفات العالمية ،كأرقام في جداولLeague Table ، لاتخاذ قرارات مفصلية قد يؤدي إلى معظلة حقيقية.
وقد بدأت الجامعات الأسيوية على وجه التحديد ومنها العربية في محاولة الدخول إلى التصنيفات العالمية منذ عقد من الزمن وقد نجحت بعض الجامعات العربية في الظهور ضمن أول 500 جامعة في العالم ضمن تصنيف شنجهاي ولكن لم يكن بالإمكان المحافظة على هذا الانجاز أن صح التعبير حيث تم عن طريق استقدام علماء حاصلين على جوائز نوبل بمبالغ طائلة، وقد أدركت الجامعات الأردنية ان الدخول في تصنيف شنجهاي هو طلب بعيد المنال حيث يعتمد هذا التصنيف معايير عالمية في البحث والنشر العلمي وحصول الجامعة على جائزة نوبل.
وبالتالي اتجهت الجامعات الأردنية إلى رغبة محمومة إلى التصنيفات العالمية الأخرى ومنها : QS-World University Ranking، Times Higher Education World University ranking، WebMatrics واخيراGreenMatric ، حيث بدأ الأمر اقرب إلى الموضة منه إلى المعرفة الحقيقية بطبيعة هذه التصنيفات وأهميتها وفلسفتها.
ويعتبر تصنيف QS من التصنيفات المشهورة في آسيا ويحظى بدعاية واسعة وتعتمد معايير أكاديمية جيده يتم تغير الأهمية النسبية لهذه المعايير لتضمن تصنيفات متقدمة للجامعات الغنية، وقد حصلت جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية على ترتيب 600-650 تقريبا وهو رقم محبط باعتقادي، فليس من الحكمة الاشتراك إلى سباق مضمون الخسارة، وقد تدارك تصنيف QS حالة الإحباط بين الجامعات على ما يبدو، فاعتمدت معيار أخر وهو الخمس نجوم بحيث تحصل الجامعة المتميزة على خمس نجوم، والأقل على أربعة نجوم وهكذا، حيث حصلت جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية على 3 نجوم وهو رقم جيد على ما يبدو وقريب من الخمسة نجوم ولا يؤدي إلى الإحباط، وقد ذكرني هذا التصنيف بابنتي في الصف الأول والثاني عندما كانت تأتي بمنتهى الفرح وقد ألصقت المعلمة لها نجمة او نجمتين على دفتر الواجبات بسبب نشاطها المدرسي المتميز.
وقد يكون الاشتراك ببعض التصنيفات غير الأكاديمية مثل (GreenMatric) مجدي اذ تعتمد معاييرالتصنيف على الحرم الجامعي الأخضر من حيث المساحة الخضراء واستهلاك الطاقة والمياه وغيرها، حيث نشأ هذا التصنيف من اندونيسيا بلد المساحات الخضراء وكان اقتراح مثل هذا التصنيف خطوة ذكية بلا شك للولوج الى الشهرة العالمية . وقد حصلت جامعة العلوم والتكنولوجيا على رقم 66 في الترتيب العام لهذ التصنيف. ومع بساطة هذا التصنيف الا انه يحتمل تفسيرات متعددة وفق المعيارالمتبع للتصنيف مما يكتسب رضا اكبر عدد من الجامعات المشتركة، فعلى سبيل المثال احتلت جامعة العلوم والتكنولوجيا الترتيب رقم 66 على التصنيف العام، ولكن في قائمة المناطق شبه الحضرية (Suburban) حلت الجامعة في الترتيب رقم 20, وسأتناول في ورقة بحثية قادمة جميع التصنيفات العالمية المطروحة وفلسفتها وتاريخ واسباب نشوءها.
وبما أنني أؤمن بالتنافسية وتقييم الذات والتغذية الراجعة كسبيل الى التميز، فما هو السبيل لخلق مثل هذه الروح بين الجامعات الأردنية؟ فقد يكون السبيل الأجدى في الوقت الحاضر هو الاتفاق محلياً على معايير محدده موضوعيه تبرز نقاط القوة والضعف لدينا يتم التوافق عليها بين الجامعات الأردنية وتحظى بالحد الأعلى من المشاركة في الأردن، وانا اقترح تشكيل لجنة وطنية من أساتذة الجامعات الذين يتمتعون بخبرة عالمية وخبرة بالتصنيفات العالمية يقومون بوضع مسوده لمعايير التصنيف وفلسفتها. فالكثير من المعارضين للتصنيفات العالمية يشيرون وهم محقون بذلك بان ظروف الجامعات العالمية مختلفة عما هو متبع في الجامعات الأردنية من حيث سياسات القبول والتعيين والحاكمية والكفاءة المالية، وهنا أشير بأن اعتماد تصنيف محلي سيكون أكثر إنصافاً حيث أن الجامعات الأردنية تتشارك بالقوانين والأنظمة ومن أهمها سياسات القبول ونوعية المقبولين في الجامعات، وفي حالة تبني هذا الاقتراح من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أو من قبل هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي او من قبل جامعة وطنية، فإننا مستعدون بجامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية للاشتراك أو قيادة فريق أردني يشكل للقيام بهذه المهمة، وسيكون الأردن سباق لمثل هذه المبادرة بحيث تعمم معايير التصنيف لاحقاً على الجامعات العربية ونخلق معيار عربي "AUR" : Arab Universities Ranking تصنيف الجامعات العربية.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)