TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
د. مفضي المومني يرد علی مقال الدكتور سعيد التل "التعليم والعمل "
20/02/2015 - 7:00am

طلبة نيوز
تعقيب على مقال " التعليم والعمل" لمعالي د. سعيد التل

د. مفضي المومني.

أولا وقبل أن أخوض بموضوع المقال تحية واحترام لأستاذنا معالي الدكتور سعيد التل أمد الله في عمره وأعطاه الصحة والعافية وهو قامة من قامات التعليم ومن رجالات الدولة الأردنية ، وتعقيبي يرقى إلى التوضيح أكثر من المعارضة مع تأييدي للكثير مما جاء في مقال معاليه لكن واجبي كمختص في مجال التعليم المهني والتقني ومعاصرتي لهذا القطاع قبل أن يكون معاليه وزيرا للتربية من عام 1980-1984 تلك الأيام التي كان التعليم التقني والمهني فيها في بداياته أيام معهد البوليتكنيك واذكر لمعاليه تحويل المعاهد الفنية الهندسية والمعاهد في حينه إلى كليات المجتمع استنساخا عن التجربة الأمريكية وكذلك تغول المال في حينه وإنشاء كليات خاصة دون ضوابط وفرض الامتحان الشامل في حينه ليس لضبط المخرجات بل لضبط حالة الفلتان للكليات الخاصة في حينه، وكانت قرارات صادمة في حينه وغير مدروسة ولن احكم عليها بالنجاح أو الفشل بل اترك للمتابعين والمهتمين الحكم، واسمح لنفسي بالتعقيب والتوضيح على بعض ما جاء في مقال معاليه.
أما أهداف النظم التعليمية في كل بلدان العالم فتتلخص في أربعة أهداف أوردها الأدب التربوي فمنها ما يخص الفرد ومنها ما يخص المجتمع وتطوره الاقتصادي والاجتماعي وثالثها ما يخص المعرفة وتطورها وإدامتها ونقلها وأخرها ما يخص التفاهم الدولي، وأضيف أن العلوم النظرية لوحدها والعلماء وما في عقولهم لوحده لا يخدم الإنسانية إلا إذا تحول إلى جانب عملي تطبيقي على شكل منتج او خدمة وهو ما يحتاجه الإنسان أيا كان مستواه او عمله حيث أن هدف العلم النهائي هو تسهيل حياة الإنسان من خلال استكشاف أدوات الطبيعة وتسخيرها وإخضاعها لخدمته كمنتجات او خدمات وهي في العصر الحديث نتاج هرم القوى العاملة المؤطرة بمستويات مختلفة وكل مستوى مرتبط بمرحلة تعليمية كما يبين الشكل التالي:

ونتاج القوى العاملة لهذا الهرم كما أسلفت ( منتج أو خدمة) في الحقول الزراعية والصناعية والخدمات وهنالك أيضا النموذج ثلاثي الأبعاد الذي يقسم النشاط الإنساني إلى ثلاث أبعاد البعد الأول المجالات المهنية وتقسيم العمل (صناعي، زراعي، خدمات) وتحدد الميول والاتجاهات اختيار الأفراد لأي مجال منها والبعد الثاني هو المستويات المهنية وتقسم إلى ثلاث مستويات رئيسه هي مستوى المهني أو العامل المهني ويسبقه مستوى محدود المهارة والمستوى الثاني هو مستوى الفني أو التقني والمستوى الثالث مستوى المختص والذي يتضمن في قمته الباحث وتحدد القدرات بشكل رئيس في أي مستوى يكون الفرد ومن ثم الميول والاتجاهات والبعد الثالث هو بعد المتعة والفراغ بما فيها من نشاطات ثقافية او روحية او رياضية وغيرها وتحدد الميول والاتجاهات والميول والقدرات اختيار الفرد للنشاط او الهواية، وتتلخص مهام مستويات هرم العمالة بالتنفيذ للمستوى الأول المهني او العمالة المهنية بمستوياتها، والتشغيل والصيانة والإشراف والتنفيذ لمستوى الفني أو التقني، والتصميم والإشراف والإدارة والبحث والتطوير لمستوى المتخصص او فئة المهندسين وحملة الشهادة الجامعية الأولى على الأقل في التخصصات المختلفة.
من هنا تظهر أهمية العمل كما أورد معاليه وقد لا تقتصر القضية على كسب الرزق او إشباع حاجات الفرد بل الأهم هو توفير منتجات وخدمات بأيدي عاملة مدربة نتاج نظام تعليمي مما يعمل على الاعتماد على النفس ورفع سوية المجتمع اجتماعيا واقتصاديا وتقليل نسب البطالة والدول التي تنتمي لنادي الكبار في العالم هي دول صناعية تعتمد على عناصر هرم العمالة في إنتاجها ودخلها القومي بمختلف القطاعات ومن هنا تأتي ضرورة تركيز الدول والحكومات على رفع سوية التعليم المهني والتقني ولا اختلف مع معاليه في ذلك لكن اورد تاليا بعض النقاط للتوضيح والتصحيح لما فيه مصلحة النظام التعليمي وبالتالي المصلحة الوطنية:
1- أخالف معاليه بما أورده من أن جامعة البلقاء التطبيقية انحرفت عن الهدف الذي أسست من اجله وهو يعلم كوزير سابق للتعليم العالي من عام 1991-1994 ولم يكن بعيدا بعد ذلك عن التعليم العالي ان قانون جامعة البلقاء نص على أنها جامعة تهتم بالدرجات الجامعية والجامعية المتوسطة ومعلوم عالميا أن التعليم التقني بمستوى الديلوم لوحده لا يحتاج لإنشاء جامعات ولكن الجامعات تستطيع ان تطرح برامج الدبلوم وهي بحالة جامعة البلقاء كانت قائمة وبعد ذلك توسعت الجامعة في التعليم الجامعي في كلياتها لان الحكومات المتعاقبة ومنذ إنشاء جامعة البلقاء التطبيقية لم تساهم بأي مخصصات لدعم التعليم التقني فاجتهدت الجامعة مدعومة بقانونها على فتح تخصصات مطلوبة لسوق العمل لمستوى الشهادة الجامعية الأولى خدمة للمجتمع المحلي والوصول إلى مناطق لا تصلها الجامعات القائمة جنبا الى جنب مع تخصصات التعليم التقني وليس على حسابها فمدخلات التعليم الجامعي غير مدخلات التعليم التقني او الجامعي المتوسط، وعمل مردود هذه البرامج الجامعية على تمويل التعليم التقني والذي يعرف معاليه انه تعليم مكلف جدا وفي آخر دراسة أجرتها الجامعة تبين ان جامعة البلقاء تصرف على التعليم التقني ما يقارب 20 مليون دينار سنوياً لا تساهم رسوم طلبة التعليم التقني بأكثر من 2% منها.
2- اقتراح معاليه بإيقاف القبول الجامعي في كليات جامعة البلقاء مرفوض جملة وتفصيلا إذ أن المقاعد الجامعية في الكليات المختلفة أصبحت حقوق مكتسبة للمحافظات من شمال الأردن إلى جنوبها إضافة إلى أن إلغاء القبول الجامعي سيترك التعليم التقني دون أي دعم ولم يقدم معاليه حلول بل ردد ما ردده أباطرة التعليم الخاص سابقا عندما رددوا ذات الاقتراح ليس حبا بالتعليم التقني ولكن لتوجيه الطلبة وتحويلهم من كليات جامعة البلقاء إلى جامعاتهم الخاصة بحثا عن مزيد من الملايين لجيوبهم المنتفخة على حساب مصلحة الوطن والمواطن، وكان لنا صولات وجولات معهم وأفشلنا كل مخططاتهم سابقا ونحن جاهزون حاليا وفي كل حين لذلك، إذ أن معاليه لم يفكر بآلاف العاملين من أعضاء هيئات التدريس والإداريين وكان القضية اضرب واهرب، واقتراحات لا تستند إلى واقع او حكمة في ضوء ما أسلفت من أن مدخلات التعليم الجامعي شيء ومدخلات التعليم التقني والمتوسط شيء آخر مما ينفي الحكمة عن هذا الاقتراح.
3- من قال لمعاليكم أن التعليم التقني في جامعة البلقاء ليس بخير؟ جامعة البلقاء كما أسلفت تتحمل عبء التعليم التقني كليا وتعمل على تطويره والمتتبع لحركة التخصصات يجد مرونة عالية في فتح تخصصات وتعليق أخرى تبعا لمتطلبات سوق العمل كل عام، وعملت الكثير في تطوير الخطط وتعيين كوادر ذات كفاءة عالية للتدريس والتدريب للتعليم التقني وأيضا لها شراكات مع معاهد عالمية في فتح تخصصات مطلوبة مثل الطاقة الشمسية والصحة والسلامة المهنية في كلية الحصن الجامعية التي تم افتتاحها بشراكة مع القطاع الخاص ومع كليات أمريكية ،وتسخر الجامعة كل طاقاتها من مدرسين ومدربين ومختبرات ومشاغل لمستوى البكالوريوس لخدمة طلبة التعليم التقني، أما إذا كان ما تقصده معاليك الكم أي أعداد الطلبة الغير متناسبة مع أعداد الطلبة في التعليم الجامعي حسب هرم القوى العاملة، فهذا لا تسال عنه جامعة البلقاء بل تسال عنه السياسات التعليمية والتي كنت معاليك جزأً منها وصاحب قرار في فترات متعاقبة كوزير للتربية ومن ثم وزيرا للتعليم العالي وبعدها في مجلس ألامه وهذه تركة تراكمية قد لا تسال عنها لوحدك بل يسال كل من تسنم سدة القرار في وزارة التعليم العالي، وكيف اغرقنا البلد بالجامعات الخاصة وكيف عمل أباطرة التعليم الخاص والذين اغلبهم كانوا من قيادات التعليم العالي وكيف أمعنوا بالضغط لتخفيض معدلات القبول لصالح جامعاتهم مما تسبب في عدم الإقبال على التعليم التقني، وأيضا اسأل معاليكم أين انتم من هذه السياسات وقد كنت رئيسا ولا اعرف إن كنت مالكا أيضا لإحدى الجامعات الخاصة التي أغرقت وما زالت البلد بحملة شهادات الدكتوراه دون أدنى ربط بين العرض والطلب بل كان الهم الأكبر المال والمال فقط دون النظر لمصلحة الوطن العليا، لماذا لم تساهم هذه الجامعات في إنشاء كليات تعليم تقني خاصة؟ اذا كانت تحمل همه وتشفق عليه، وأيضا لا ننسى النظرة الدونية للمهن في مجتمعاتنا ودور المجتمع وانعدام برامج الإرشاد والتوجيه المهني للأفراد كل ذلك يساهم في اتجاه الطلبة نحو التعليم الجامعي على حساب التعليم التقني، مع أن جامعة البلقاء تأخذ على عاتقها كل الجهود في تمويل وتطوير التعليم التقني. 
4- للتصحيح شريحة المهنيين يتم إعدادهم عالميا وفي الأردن في المستوى الثانوي أو المراكز المهنية وهي بداية فترة الإعداد أما التقني فيتم إعداده في كليات او معاهد جامعية متوسطة وأما المختص فيتم إعداده في المراحل الجامعية المختلفة في الجامعات أو الكليات الجامعية والنظام في جامعة البلقاء لخريجي التعليم التقني ذو نهاية مفتوحة حيث يستطيع خريج التعليم التقني متابعة الدراسة الجامعية ولكن بشكل مقنن وضمن شروط لتشجيع الطلبة على الإقبال على التعليم التقني، وأما أن التعليم الأساسي يعد الطلبة كعمال فهذا غير صحيح فمرحلة التعليم الأساسي هي مرحلة التعليم العام وليس فيها تخصص وهي قاعدة لما يليها وحتى التربية المهنية في مرحلة التعليم الأساسي هدفها إكساب الطالب مهارات حياتية وليس هدفها الإعداد للعمل لان ذلك يتعارض مع المتطلبات النفسية والنمائية للفرد، وكل النظم التعليمية تبدأ عملية الإعداد للأفراد بعد الصف العاشر حيث تتم عملية التفريع والتخصص في المجالات المختلفة والإعداد لسوق العمل ومحدود المهارة في هرم العمالة ليس بحاجة لدخول النظام التعليمي لأنه يمارس مهن بسيطة مثل النقل والتنظيف وغيرها. 
5- التعليم التقني في كليات جامعة البلقاء شبه مجاني لأنه وكما أسلفت لا تغطي رسوم الطالب في التخصصات التقنية أكثر من 2-3% من كلفة دراسته ولا تحصل الجامعة على أي دعم حكومي خاص بالتعليم التقني.
6- ما أورده معاليه في قضية العرض والطلب للقوى العاملة كنتاج للمؤسسات التعليمية فهذه تشكل الحالة المثالية او حالة التزامن حين يتوافق المنحى الاجتماعي والاقتصادي في منحنيات الكلفة والفائدة للتعليم وهذه حاله غير موجودة في الواقع حتى عند أفضل الدول إدارة للتعليم وسوق العمل ولكن يمكن الاقتراب من حالة التزامن واقتراب العرض من الطلب من خلال سياسات تعليمية مرنة في طرح التخصصات بما يتطلبه سوق العمل وبما يتطلبه النمو المتسارع للتكنولوجيا، لتقليص الفجوة بين العرض والطلب وبالتالي تخفيض عدد العاطلين عن العمل من خريجي النظام التعليمي بمراحله المختلفة.
7- أوافق معاليه ان النظام التعليمي برمته بحاجه إلى المراجعة وضبط السياسات وكل مدخلات العملية التعليمية وعملياتها للوصول إلى أدنى رقم ممكن لجسر الفجوة بين العرض والطلب مع انه ومن تجربتنا فان البطالة في الكثير من تخصصات التعليم التقني في جامعة البلقاء وكلياتها تصل إلى الصفر وان البطالة تتركز في التعليم الجامعي المتوسط (تخصصات غير تقنية أو هندسية) والبطالة الكبرى في خريجي الجامعات وخاصة التخصصات الكلاسيكية التي لم يجري عليها أي تغيير منذ عقود وأما التخصصات الجامعية في جامعة البلقاء التطبيقية وكلياتها فغالبيتها تخصصات تطبيقية هندسية متفردة مدروسة جيدا ومطلوبة لسوق العمل.

أخيرا مشكلة التعليم التقني أن لا مشكلة فيه غير الحاجة إلى الدعم المادي والسعي للتطور الطبيعي بما يوازي الطموح وهذا ما تمتلكه وتفكر به إدارة جامعة البلقاء والعاملين فيها وليسوا بحاجة لمن يفكر نيابة عنهم وأما التنظير من الخارج ولأهداف ظاهرها طيب وخوف وغيره على التعليم التقني وباطنها أهداف تصب في مصلحة الجامعات الخاصة ونزعتها لجذب طلبة جامعة البلقاء بهدف الربح فقد أصبح ذلك لعبة مكشوفة لا تنطلي على احد، اتركونا نعمل، ادعموا جامعة البلقاء ماديا لخدمة التعليم التقني وتطويره أما الأفكار والطموحات فاتركوها لنا ولو من باب التخصص. حمى الله الأردن.

التعليقات

الى معالي سعيد التل (.) الجمعة, 02/20/2015 - 11:55

كفانا تنظيراً، نرجو من معاليه عدم التدخل في هذه الأمور لأنه أكثر شخص أساء الى التعليم العالي في الأردن. هل نسي كم كان عدد شهادات الدكتوراة التي كان يمنحها كل سنة. حيث أنه دخل موسوعة جنس كأكثر رئيس جامعة وقع على منح شهاداة دكتوراة (أكثر من 300 شهادة في السنة الواحدة) كما انه اساء الى نظرة بعض دول الخليج العربي للحصول على الدكتوراة من الأردن. من خلال الصفقات التي كان يجريها. يأتي الطلبة يوم واحد في الأسبوع وبالتالي يحصلون على دكتوراة بتقدير ممتاز. أخيراً لا يصلح العطار ما أسفده منظري التربية والتعليم العالي

مواطن (.) الاثنين, 02/23/2015 - 23:47

الى صاحب التعليق المعنون ب الى معالي سعيد التل:
لو انك اردت الفائدة للقراء كان المفروض ان تطرح فكرا مضادا او ناقدا او معالجا وبحيادية ولكن يبدو انك ممن لم يستطع حتى الحصول على شهادة دكتوراه من الجامعة التي ذكرت.

إلى صاحب التعلي... (.) الاربعاء, 02/25/2015 - 19:35

يبدوا إنك من الذين إستطاعوا الحصول على تلك الشهاده ومن تلك الجامعه الذي ذكرها أخي الذي سبقني .. كل الإحترااام

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)